لهذا الإعلان أهمية بالغة على المستوى الثوري في التخلص من منظومة التحكم في سوريا أولا،ً وثانياً له أهمية أخرى على مستوى التغيير في سوريا، فمن الطبيعي بداية القول ان عظمة الثورات لا تقاس بجبروت ووحشية النظم الزائلة ولكن بنوعية القيم التي ترسخها وطبيعه العلاقات التي تتبناها تلك الثورات، من هنا تأتي أهمية المهام الملقاة على كاهل المجلس وروافده، ومن أشدها أهمية الانتصار الدبلوماسي للثوار داخل سوريا وإبراز مطالبهم العادلة الى المجتمع العربي والدولي، وإدارة الحوار مع القوى الفاعلة في الدول المحيطة وعلى جانب آخر تحديد وشرح للآمال والمخاطر بشفافية ومصداقية، ولا بد أن يقوم المجلس بتسويق المطالب الشعبية دون أن يفلترها ويعيد صياغة أولوياتها، فمثلا عندما يطالب الشعب بحماية دولة فإنه يعني ما يقول، وهو لا ينتظر من المجلس أو غيره من القابعين في الخارج ان يعيدوا صياغة المطالب وتنزيل سقفها، هذا على سبيل المثال.
وبين معترضتين نقول إن الشعب في سوريا لا يطلب شهادة حسن سلوك من أحد وهو عندما حرق أعلام روسيا والصين وإيران وحزبها في لبنان كان يعي تماماً ما تمثله هذه الأنظمة من خيالات في الذهنية التقليدية للمواطن كونها كما النظام أجادت التلطي بجدار المقاومة، ومأمول من المجلس أن يشرح للشعب السوري في أقرب فرصة خطته العامة وأولوياته في العمل على ضم التيارات السياسية تحت مظلة إسقاط النظام وإزالته من جذوره، ومأمول من المجلس أن يحدد لنفسه الأطر المؤسساتية والقانونية في الحركة داخل المجلس ومثال ذلك عند إستنكاف أو وفاة أحد الأعضاء كيف يتم إختيار البديل.
على المجلس أن يعي أنه هيئة يرتضيها الشعب في هذا الوقت لتمثله في تحقيق مطلبه الأول إزالة النظام مع التذكير بأنه مجلس غير منخب من الشعب السوري بالطرق القانونية. وعليه فإن مستقبل ودستور سوريا بيد أبنائها بعد التحرر من منظومة التحكم المتسلطة على الشعب بما فيها الحزب والأطر الإدارية والعسكرية والعلاقت الطائفية التي أجاد النظام إستغلالها.
إن المرحلة القادمة لن يتعامل الناس مع المسؤولين إلا من خلال كونهم موضع مراقبة وتدقيق على جودة الأداء ونوعيته وكفائته.