طلب التدخل الدولي واجب ليس لانتصار الثورة فهي تعمتد على الله ثم على الشعب، لكن طلب التدخل الدولي واجب لحماية المدنيين، وليكن تدخلا محدودا بحدود حماية المدنيين، الثورة سلمية ويجب أن يكون تعامل النظام معها سلمي، ورغم أنه قد تعامل معها أمنيا فقد صبرنا عليه وحافظنا على سلمية الثورة، لكن عندما تصل الأمور إلى حد مجازر الإبادة الجماعية فلا يمكن للمجتمع الدولي السكوت، ولا يجوز أن نظل رافضين للتدخل، نحن نرفض التدخل في الثورة، ونرفض أن يكون التدخل سببا لانتصار الثورة، لكن المجازر أمر آخر، وحماة يجب أن لا تتكرر مهما كلف الثمن.
إن حماية أرواح المدنيين أمانة في أعناقنا، يجب أن لا ندخر وسعا في سبيل حمايتها بكل الطرق المشروعة، إن التدخل الدولي ضمن أطر القانون الدولي حق مشروع وواجب على المجتمع الدولي، وهم ينتظرون موافقة الشعب السوري على ذلك.
أما قضية التحالف مع الشيطان، فهناك حقيقة يجب أن يعلمها كل الشعب السوري، وهي أن النظام البعثي السوري وحلفاؤه هم الذين اخترعوا فكرة أن أمريكا والغرب هم الشيطان الأكبر، ففي الواقع هم من أكبر الشياطين في الأرض، لكن النظام نفسه هو شيطان أخطر منهم، والشيطان الإيراني والروسي والصيني الداعمون للنظام السوري هم أكبر وأخطر بأضعاف مضاعفة من الغرب وأمريكا.
وقاعدة التحالف مع الشيطان، لها ضابط بأن يكون التحالف مع (الشيطان الأقل خطرا) ضد (الشيطان الأشد خطرا).
ليس بالضرورة أن يتحالف الشعب السوري الثائر مع الغرب ضد هذا النظام الأشد إجراما بين الأنظمة، لكن على الأقل ليستخدمها كورقة ضغط وتخويف لهذا النظام، فطالما أن النظام مطمئن إلى أن الشعب يرفض التدخل الدولي فهو مستمر في جرائم الإبادة الممنهجة، فإذا بدأ الشعب بتهديده بطلب التدخل الدولي فسوف يضطر النظام لإعادة حساباته، وإذا لم يتراجع فما الضير من التوكل على الله ثم طلب التدخل الدولي، فالغريق لا يضره البلل.