أهداف وفوائد انضمام الأردن والمغرب لدول مجلس التعاون الخليجي

تشهد الأمة العربية في هذه الأيام في  كثيرٍ من بلادها ثورات شعبية أرادت الحرية ورفع الظلم عن الشعوب المقهورة، كما حدث في تونس ومصر اليمن وليبيا وسوريا، ولأن مصر تعد قوة إقليمية عربية كبيرة لها ثقلها في الجامعة العربية، فإن الثورة المصرية كانت هي الأكثر اهتماما على مستوى العالم من بين الثورات السابقة خوفا من التغيير المتوقع أو طمعاً فيه.

وبما أن مصر الرئيس مبارك كانت تشكل حلفاً قوياً مع الدول العربية السنية المعتدلة الأخرى على رأسها الأردن والسعودية، فإن أي تغيير في السياسة الخارجة لنظام مصر ما بعد الثورة سيؤثر قطعاً على ترابط حلف الاعتدال السني هذا، وخاصة أن ثمة تصريحات وخطوات – إن صحت الأخبار- جرت قد تدل على توجه النية لتشكيل حلف آخر مكون من مصر وإيران وتركيا وسوريا. وهذا الحلف تخشى الدول المعتدلة من خلاله تحول السياسة الخارجية المصرية من دول الاعتدال إلى دول الممانعة.

وعلى أساس ما ذكر آنفاً، وفي ظل التهديدات الإيرانية وتدخلها في دول الخليج، وركوبها لموجة الثورة الشعبية المصرية، ودعمها لحماس ضد السلطة الفلسطينية ومصر الرئيس مبارك، كان على دول الاعتدال السنية وتحسباً لخروج مصر من دول الاعتدال إلى دول الممانعة. كان عليها أن تزداد تماسكا ووحدة وتوسيع مجلس التعاون الخليجي وتعزيزه من خلال انضمام كل من الأردن والمغرب إليه لتحقيق عدد من الأهداف، على رأسها:

1-     تعزيز القدرات الأمنية، وتبادل المعلومات.

2-     تعزيز القدرات العسكرية، وتطويرها وتنويعها.

3-     تعزيز القدرات السياسية  وثقلها الإعلامي في العالم.

وبهذا الشأن، فقد ذكرت صحيفة الرأي الأردنية الصادرة في 13/5/2011 تأكيد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بقوله: “إن الأردن يعتبر مثالا للحكم الرشيد والتطور السياسي الصحيح، وان لمجلس التعاون الخليجي مصلحة حقيقية في الارتباط مع الأردن “.

وعن الرصيد الإعلامي والسياسي لكل من الأردن والمغرب، ذكرت الصحيفة ما قاله ناصر البلوشي سفير البحرين لدى فرنسا للصحفيين: “إن للدولتين ثقلا عالميا ومن ثم سيساعدان مجلس التعاون الخليجي وسيعززان موقف دول المجلس على طاولة التفاوض وسيصبح المجلس أقوى عسكريا وبالتالي فإنهما يشكلان قيمة بالنسبة له: وقال كذلك: “إن الأردن والمغرب يتمتعان باحترام كبير في أرجاء العالم كحكومتين عقلانيتين تعملان من أجل شعبيهما بدلا من العمل من أجل أيديولوجية مثل إيران”.

مما لا شك فيه، أن في التفرق ضعفاً وفي اجتماع الكلمة قوة، لذا فقد حث الإسلام على توحيد الأمة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، لما في ذلك من زيادة القوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأمة، بالتالي ستبني بذلك قوة لها ثقلها السياسي والإعلامي والاقتصادي والعسكري، بالتالي ستفرض رؤيتها أو تكاد في ظل التكتلات والتحالفات الدولية والإقليمية، فإننا نرى أن التحالف الخفي بين كل من سوريا وليبيا من جهة، وإسرائيل وموسكو والصين وإيران من جهة أخرى قد بدأ بالظهور العلني بلا مواربة ولا نفاق. فها هي هذا الدول تتمحور وتتناصر فيما بينها سياسيا في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة، وعسكريا واقتصادياً على أرض الواقع في ساحات القتال لقمع الثورات الشعبية المطالبة بإنهاء حالة الاستعباد التي يعيشها ابناؤها، فهل من مدّكر.

13/5/2011

Scroll to Top