أكتب هذا الموضوع المهم والخطير لأنبه الأمة العربية والإسلامية من هذا الخطر العظيم والسلاح المرعب المخيف الذي لا يرى بالعين المجردة ولكنه موجود ويستعمل عبر الإعلام الصهيوني بكثافة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية. وأنا متيقن بأن كثيرا من أمتنا لا يعرفون ولم يسمعوا بما أقول، لأنه علم غير منتشر ولا يعلم به إلا القليل من الناس، خاصة الذين درسوا السيكولوجيا والبروباجندا وعلم توجيه الشعوب. وهذا السلاح الفتاك هو الدعاية (بالإنكليزية: Propaganda؛ بروباجندا)، والدعاية الكاذبة هي أخطر الأسلحه الموجودة والمجربة في كل الحروب والثورات، وقد استعملت في الثورة الفرنسية التي كان ورائها اليهود وفي الحرب العالمية الأولى وفي كثير من الثورات عبر التاريخ، وأكثر من استعمل هذا السلاح المخيف هم اليهود لأن الكثير من قصص العهد القديم وتعاليمة يمكن تفسيرها كنصوص دعائية، فهي تحتوي على كل ما يمكن أن تحمله الدعاية من مضامين ووسائل وأهداف، فهي تقدم التبريرات وتمنح الشرعية لأية أفعال عدوانية ضد المخالفين في الرأي والعقيدة والجنس والقومية، وذلك باسم (الإرادة الإلهية) و(شعب الله المختار). وقد طور اليهود هذا النوع من الدعاية أو البروباغاندا المعاصرة واستغلوا التقنيات الحديثة للتأثير في الرأي العام وتوجيه أفكار وقرارات الناس السياسية والاجتماعية وحتى الدينية، وذلك باستخدام تقنيات وأساليب سيكولوجية عديدة من أهمها:
1- القولبة والتنميط. 2- تسمية الأشياء بغير مسمياتها. 3- إطلاق الشعارات الكاذبة وتضخيمها. 4- الإستفادة من الشخصيات اللامعة والمؤثرة في المجتمع. 5- التأكيد بدلاً من المناقشة والبرهنة. 6- التكرار.
وقد استعمل اليهود هذا العلم مع العرب منذ القدم فأعطاهم نتائج لم يكونوا يحلمون بها، وكان شعارهم بها ( اكذب ثم اكذب ثم اكذب وستصدق الكذبة ). وقد استعمل اليهود هذا السلاح أيضا في الثورة البلشفية الشيوعية, كما استعملت مؤخرا في الثورة المصرية وقد رأينا نتيجتها بعد أن سلطوا سلاحهم هذا على الشعوب العربية والإسلاميهة عامة وعلى الشعب المصري خاصة، وذلك بتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص. وإعطاء معلومات ناقصة أو كاذبة وهي تقوم بالتأثير على الأشخاص عاطفيا، والهدف من هذا هو تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية.
وقد أدت هذه الأكاذيب لتهيئة الشعب المصري للقيام بما يسمى بثوره 25 يناير، والتي أدت إلى تنحية الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم. لأنه يمثل خطرا كبيرا وعقبة كأداء أمام المخطط الصهيوشيعي المرسوم للمنطقة وعقبة كبيرة أمام النبوؤات المرسومة لإقامة مملكة صهيون الكبرى المزعومه من قبل شياطين صهيون، والتي كان من المخطط لها أن تقوم في سنة 1998 حسب ما خطط له هرتزل في مؤتمر بازل بسويسرا سنة 1897 عندما وعد بإقامة دولة اسرائيل وقال بأنها ستعلن بعد 50 سنة من ذلك التاريخ وبعدها بـ 50 عاما ستقوم إسرائيل الكبرى. فأما دولة إسرائيل فقد قامت في وقتها المحدد, وأما إسرائيل الكبرى فلم يتحقق لهم القيام بموعدها، والسبب وجود عقبة كبرى في وجه الصهاينة ألا وهي ما يسمي بـ ” عملية السلام ” التي أوجدها الرئيس الراحل أنور السادات ولهذا السبب كان لا بد من اغتياله والتخلص منه. ومن ثم قام الرئيس حسني مبارك بحمايتها على مدى 32 عاما. فجاءت الحركات الغوغائية اليسارية والاشتراكية وبعض التيارات في الحركات الإسلامية فأدت دورها بجانب “البروباجندا” فخدمت إسرائيل من حيث لا تقصد خدمة لم يكونوا لينالوها حتى بالحرب.
والآن وبعد أن تخلص اليهود وإيران من حكم مبارك القوي, فقد تخطوا نصف الطريق نحو التخلص من عملية السلام في خطوة مهمة باتجاه إسرائيل الكبرى. و بعد أن فتح الطريق أمام إقامة أحزاب من جميع الأطياف وبلا قيود فقد تسنى للأحزاب ذات الأجندات الصهيونية كالأحزاب اليسارية والاشتراكية وتلك التي لها علاقات مع إيران وحزب الله والجميع يعرف من هي؟ قد تسنى لها الآن الوصول الى سدة الحكم أو مكان اتخاذ القرار ومنها ستتوجه الى إنهاء عملية السلام. وقد كانت خلية حزب الله التي قبض عليها في مصر تعمل على التحضير لما حصل في مصر من ثورة لقلب نظام الحكم بتحضير الكوادر وبذل الاموال وتوزيع الأدوار.