شعرت كغيري من المواطنين في عماّن بأثر التفجيرات المتتالية على فترات مختلفة التي حدثت يوم الأربعاء الماضي الموافق 23/2/2011، وقد سمعت البعض ينسبها إلى وقوع هزات أرضية، والبعض قال إنها نتيجة اختراق حاجز الصوت، ولكن تصريحات المسؤولين في الأردن نفت أن تكون هذه الأصوات ناتجة عن هزات أرضية طبيعية، أو عن اختراق لحاجز الصوت من قبل طائرات.
وقد تناقلت مختلف وسائل الإعلام ما قاله وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية طاهر العدوان: ” أن دوي الأصوات التي سُمعت الأربعاء آتية من الأراضي الفلسطينية وناجمة عن تفجيرات يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي وأسبابها غير معروفة حتى الآن.
ونفى العدوان في تصريح للتلفزيون الأردني أن يكون مصدر هذه الأصوات التي سمع دويها في منطقة الأغوار والمناطق الجبلية القريبة وبعض أحياء عمان ناجم عن اختراق لحاجز الصوت من طائرات على ارتفاع عال كما تردد. وكان الناطق الرسمي في سلطة المصادر الطبيعية قد أكد في اتصال هاتفي مع التلفزيون الأردني أن ما سمعه المواطنون ليس له علاقة بأي اهتزاز أرضي” أ.هـ.
بالعودة إلى الموضوع وعلاقة التفجيرات النووية بالمسجد الأقصى، لا بد من العلم بأن هذه الهزات التي تجريها إسرائيل لأي هدف كان، تؤثر على القشرة الأرضية، وتعمل على اهتزازها بدرجة معينة، تصل أحياناً إلى 4 درجات على مقياس ريختر تؤدي إلى التعجيل في تصدعات الصخور وتضعف مقاومتها، كما ورد في دراسة علمية حديثة نشرتها صحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 28/2/2011 بعد هذه الهزات بعنوان: أسباب الهزات الأرضية في جنوب لبنان. وفي لقاء خاص مع صحيفة المدينة نيوز الالكترونية بتاريخ 27/2/2011، أكد اللواء الطيار مأمون أبو نوار، أن هذه الهزات النووية الإسرائيلية قد تحدث هزات تصل إلى 4 درجات، ونفى أن تكون ناتجة عن اختراق حاجز الصوت لخبرته بالأمر.
هذا وقد حذر “اتحاد الجيولوجيين العرب” سابقاً، من انهيار المسجد الأقصى بفعل ظواهر جيولوجية طبيعية أو صناعية، مدللاً على ذلك بالانهيارات التي حدثت مؤخرًا بشارع سلوان؛ والذي يقع على بعد 300 متر من المسجد الأقصى. وأشار الاتحاد في بيان له من العاصمة الأردنية عمان في (20/1/2010) وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، إلى أن “ما يقوم به الكيان الصهيوني من أعمال حفريات تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك يهدف بالدرجة الأولى إلى هدم المسجد دون تحمل أية مسؤولية قانونية أو أدبية”.
وبيَّن رئيس “اتحاد الجيولوجيين العرب” المهندس بهجت العدوان أن أعمال الحفريات المستمرة أدت إلى إضعاف أساسات المسجد وستؤدي حال استمرارها إلى إضعاف أكبر. وأشار إلى أن “الاحتلال يفتعل تفجيرات صناعية نووية في صحراء النقب تهدف إلى خلق زلازل تبدو طبيعية لهدم المسجد بعد إضعاف أساساته؛ من أجل التهرب من أية مسؤولية عليها”.
وأوضح العدوان أن “ما شوهد من انهيارات بسبب الأمطار في جزء من شارع سلوان؛ إنما هو دليل واضح عل بدء تأثر المنطقة بالظواهر الجيولوجية سواء الطبيعية أو الصناعية”. وطالب العدوان كافة الشرفاء في العالم “أن يقفوا صفًّا واحدًا في وجه قوة الشر الصهيونية التي لا تريد الخير والسلام للمنطقة والبشرية جمعاء”.
بعد هذا العرض الموجز لخطر التجارب النووية التي تقوم بها إسرائيل على المسجد الأقصى المبارك بالذات، لا بد من العلم بأن إسرائيل تسعى لتحقيق عقائدها وأساطيرها الفاسدة من خلال هدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، ومن خبثهم ودهائهم أنهم يحاولون بعد كل مرحلة من أعمال الحفريات تحت المسجد الاقصى عمل بعض التجارب الاهتزازية بدرجات متفاوتة، مرة تكون بعيدة وأخرى قريبة من مكان المسجد الاقصى، ليتمكنوا من هدمه ولو بعد حين، بصورة تبدوا طبيعية جداً تعفيهم من الملاحقات القانونية وغيره.
والأخطر من ذلك، هو أن تتهم اسرائيل الأردن بهذا الفعل المشين عبر الدعايات المغرضة التي ستثيرها الفضائيات المرتبطة بها، وجنودها المنتشرون في الدول المحيطة بها. وستدّعي حينها إسرائيل بأنها قد أخبرت الأردن بمثل هذه التجارب، بل ممكن أن تزعم بأن الأردن قد شارك معها في هذه التجارب المفتعلة المغرضة، وخاصة في هذا الوقت الحرج الذي تمر فيه المنطقة العربية برمتها، وتشهد المزيد من غليان الشارع العربي بعد سقوط النظام التونسي والمصري، وقرب سقوط النظام الليبي.
لذا فعلى الأردن حكومة وشعباً، أن يتنبّه لهذا الغرض الإسرائيلي الخبيث، وأن يكرر مناشداته للأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان، ومن خلال رفع شكاوى رسمية للضغط على إسرائيل لوقف كافة التفجيرات التي تقوم بها وتحميلها هي لا غيرها أية أضرار بيئية، أو نفسية، أو جسدية، أو أية أضرار تلحقها التفجيرات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى مستقبلاً، وما سينتج عنه من ردات فعل شعبية. وإلا فكيف نفسر استمرار إسرائيل بالقيام بأعمال الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى وفي نفس الوقت تستمر بالتجارب النووية القريبة منه؟!
1/3/2011