1- التمسك بالكتاب والسنة:
قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)، ولا تتحقق للمؤمنين نصرة الله من دون التمسك بالكتاب والسنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أمران ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي)، وهذا الواجب هو أهم الواجبات المناطة بأفراد المجتمع جميعاً، سواء أكانوا في الحكومةً أم خارجها، لما فيه من نجاح لنا في الدنيا والآخرة، وتحقيق الحياة الطيبة. يقول الله تبارك وتعالى: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون). وقال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
2- طاعة ولي الأمر:
أكّد الإسلام على وجوب طاعة الرعية وليّ الأمر في غير معصية، وجعلها حقاً من حقوقهم، وأمانة في أعناقهم، قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية”. رواه مسلم.
3- ضرورة الاستبصار والاسترشاد بالعلماء:
لقوله صلى الله عليه وسلم:( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )، ولذا يجب علينا اقتفاء آثار العلماء الربانيين أصحاب البصيرة النافذة في الشرع والواقع، فإنهم يأخذون الناس الى النجاة. وفي هذا بيان ضرورة التواصل بين طبقات المجتمع الثلاث (أولياء الأمور، العلماء، العامة).
4- احترام الأنظمة والقوانين :
يجب الامتثال للأنظمة والقوانين الصادرة عن أولي الأمر ضمن المصلحة المعتبرة لدى أهل العلم والخبرة، لأنها ما وضعت إلا للمحافظة على الضرورات الواجبة لحياة المسلم، كالدين والنفس والمال والعقل والنسل والعرض. والمجتمع لا ينعم بالأمن والاستقرار إلا إذا ساد فيه النظام واحترمه كل مواطن مطيعاً ومخلصا لله تعالى في ذلك، من غير إكراه أو نفاق. فلا وطنية بلا احترام الأنظمة والقوانين المرعية.
5- الوفاء للوطن وعدم خيانته:
على المواطنين على اختلاف منابتهم ودينهم، احترام الوطن والافتخار به وبمنجزاته، وعدم خيانته، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ )، فإذا كان الإسلام قد حرم على المسلم خيانة أخيه المسلم، فلا شك أن خيانة الوطن الذي يضم جميع المواطنين مسلمين وغير مسلمين، أشد وأعظم. ومن أشنع صور خيانة الوطن وعدم الوفاء له، التآمر عليه، والتربص به، واستهدافه سواء أكان ذلك لأغراض خاصة أم (أجندات) خارجية.
6- المحافظة على المال العام والمرافق العامة والممتلكات:
لقد حرم الإسلام الاعتداء على مال الغير، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن أموالكم وأعراضكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)، ولما كان المال العام متعلقاً بذمة المواطنين جميعا، فهو أشد حرمة عند الله من المال الخاص لهذا الاعتبار. والاعتداء على المال العام يعد من الفساد والإفساد الواجب معالجته. مما يوجب اتخاذ كافة الوسائل للحفاظ عليه وتنميته.
7- المساهمة في تنمية الوطن واقتصاده:
وفي ذلك تعبير صادق عن روح الانتماء والمواطنة الصالحة، فالإبداع والتنمية الاقتصادية المستدامة من دعامات الوطن المتينة، التي فيها قيام الحياة الطيبة. لقوله تعالى: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً). فكما تحب أن تأخذ حاجتك من الوطن، فعليك أن تبذل له من قدراتك ما يعزز ثرواته.
8- تفعيل دور الإعلام الإيجابي:
معلوم أن واجهة ثقافة الدولة هو إعلامها الذي كي يكون إعلاماً إيجابياً، لا بد أن يتضمن في بنوده التحذير من الإشاعة لأن خطرها وخيم وعام. ولذا كان لا بد من وجود برامج تحسن علاج هذه القضايا.إذ بدون ذلك قد تفسد الدعاية المجتمع، قال تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).
9- الدفاع عن الوطن في زمن الحرب والسلم:
كما أن الأفراد يتعرضون للمحن والفتن، فالوطن كذلك يتعرض من قبل الأعداء والمتربصين به لأطماع مادية أو أهداف أيديولوجية، بل من الأعداء وعلى رأسهم الصهاينة من يتربص بهذا الوطن للنيل من أرضه ومائه وسمائه تطبيقاً لعقائدهم الفاسدة الرامية إلى احتلال ما بين الفرات والنيل. فالواجب خلق الحصانة الذاتية لكل فرد ضد هذه المآمرات.
10- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
هذا ولكمال وتمام الانتماء للوطن وحبه والدفاع عنه ونصرته، يجب إحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على يد المفسدين فيه والمغرضين، وعدم تركهم وما أرادوا، فإنها التهلكة بعينها. لقوله صلى الله عليه وسلم: ( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ ،فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا ([البخاري].
فهل قمنا جميعا من اللحظة هذه بالواجب وبتفعيل هذه الوصايا، للحفاظ على وطننا الذي فيه يُحفظ ديننا ودمنا ومالنا وعرضنا؟ ….نرجو. هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد.
كتبه: الشيخ سمير عبد الرزاق مراد. حرر في يوم الأحد 24 ربيع الاول لعام 1432هـ الموافق 27/2/2011