التضليل السياسي الإسرائيلي المقصود أمثلة خطيرة
الدهاء والمكر والتضليل الإعلامي اليهودي لا ينتهي ولن يموت ما دام على الأرض منهم حيّ، هكذا هم وهذا طبعهم وقد فضحهم الله تعالى في كتابه وكشف عن سوء أخلاقهم وعن تآمرهم على شعوب الارض للاستحواذ على ثرواتهم. قال تعالى: (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا).
فهل القرآن الكريم وهو يحذر من المؤآمرة اليهودية على شعوب الأرض يصبح متهماً بتكريس النظرة التآمرية اليهودية على العالم؟؟ تلك التي لا وجود لها كما يتبجح به أعوان اليهود والمتأثرين بهم.
حاشا وكلا، بل هم الطاغون، ألم يقل الله تعالى في اليهود كذلك: (ليس علينا في الأميين سبيل) أي أن اليهود يستحلون أكل اموال الناس وما ملكوا. ألم يقل الله تعالى فيهم: (ويأكلون أموال الناس بالباطل)؟
ليس هذا موضوعنا، ولكن من خلال هذه المقدمة أردت أن أضع بين يدي القارئ الكريم رؤية إسلامية تجاه اليهود الملاعين وتلاعبهم بالشعوب وتآمرهم عليهم بشتى السبل.
ومن تلك الألاعيب والسبل الشيطانية، التضليل السياسي والإعلامي وقلب الحقيقة لدى الناس كي يتصرفوا ويعملوا ضد مصالحهم، ومع ما يؤدي بهم إلى مفاسد لا يعلمها الا الله وحده وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. قال تعالى: (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا). فإن لدى اليهود قانوناً يستخدمونه منذ القدم للوصول إلى هدفهم الخبيث هذا، ألا وهو مدح أعدائهم وذم أصدقائهم، فتخيل كيف بالناس إذا آمنوا باعدائهم وكفروا بأصدقائهم، ماذا سيحل بهم؟
لذا فقد حذرنا القرآن الكريم من هذا المآل، قال الله تعالى: (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ). وكذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقد حذرنا من هذه النتيجة أو الإيمان بها كما في الحديث الشريف: (سيأتي على الناس سنوات خداعات : يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، و يخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّوَيْبِضة ، قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه في أمر العامة).
أمثلة:
1- يتظاهر اليهود بالخوف من المقاومة المسلحة كالخوف من الاتحاد السوفيتي قديما، وإيران وحزب الله وغيره حديثا، وهم في نفس الوقت يدعمون الأحزاب الثورية الماركسية والرافضية الإيرانية وأخير يدعمون حملة البرنامج الإسلامي الثوري المغلوط بالعمل العسكري ضد اسرائيل، لقطف ثمرة ذلك، وقد نجحو في ذلك ولا زالوا….
2- يتظاهر اليهود بالسلام طوال سنوات خلت على الرغم من مرارتها عليهم ولا زالوا كذلك لكن بدرجة أقل، لعدد من الأسباب، حتى اعترف بذلك وزير خارجية إسرائيل (ليبرمان) وصرح بأن المبادرة العربية هي الوصفة التي ستدمر اسرائيل. وقد لاقى لأجل ذلك ولغيره مما سيأتي ما لاقى من اللوم من اليهود لأنه فضح مخططهم من غير قصد.
3- فإذا كانت سياسة المقاومة السلمية هي التي ستدمر إسرائيل، فما هو رأي اسرائيل الحقيقي بمن يتمسكون بها يا ترى؟ لذلك فقد قال ليبرمان مرة أخرى بأن السلطة الفلسطينية تعمل على عزل اسرائيل في العالم بسياستها هذه. بل بالأمس أخرجت لنا وثائق ويكيليكس عن تصريح لنتياهو يقول فيه: (عباس هو “أخطر زعيم عربي واجهته اسرائيل عبر تاريخها). فهذه الاعترافات لا تسمح اليهودية بتكرار نشرها إذا هي انتشرت رغما عنهم، أو لغباء سياسي في بعضهم، بل تقوم مباشرة من خلال الأعمال أو تصرح تصريحا مضادا كي تمحو أثر تلك الاعترافات الحقيقية التي كشفت عن التضليل الإعلامي السياسي الإسرائيلي لدى الشعوب.
4- تعمد إسرائيل من خلال عملائها ووكلائها من غير اليهود إلى سياسة التشهير بخصومها الحقيقييين بأشد انواع التشهير وأقذرها، السياسية والاخلاقية والاجتماعية والدينية وغيره، كي لا يجرؤ أحد من الناس أو محبيهم بأن يمدح سياستهم ولو كان يؤمن بصوابها ورجاحة عقولهم وأفعالهم وذلك خوفا من توجيه الانتقادات اللاذعة له إن هو امتدح أعداء اسرائيل المشَهّر بهم.
وأما هذه الحقائق عن نوايا اسرائيل تجاه خصومها من جهة وأصدقائها الحقيقيين من جهة أخرى، علينا ما يلي:
1- معرفة الحقيقة ولو كانت مرة، فنصدق الصادق ونكذب الكاذب…
2- بيان وفضح مخطط إسرائيل الخبيث هذا ونشره ما استطعنا الى ذلك سبيلا.
3- الدفاع عن الصادقين الحقيقيين، وذم الكاذبين ممن تروج لهم الدعاية الإعلامية اليهودية عبر وكلائها.
4- الصبر على ما أصابنا من الأذى من تشهير وذم وقدح وطول لسان ونحن في هذا السبيل واحتساب ذلك عند الله. قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراًوَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ).
هذا وحسبنا الله ونعم الوكيل…
خالد فواز
10/1/2011