الحمد لله الذي منّ على أمتنا بعلماء ودعاة أفاضل بينوا لها حقيقة عقائد الشيعة الرافضة وخطرها، وتصدوا لهجمة التشيع التي تقودها إيران الخمينية الطائفية، ولا شك أن هذا كان فيه أكبر الأثر والفائدة والنفع في صد تلك الهجمات المغرضة التي استهدفت عقيدتنا ومقدساتنا، والتي لم تسلم من شرها أمهات المؤمنين ولا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. ولكن الكمال لله وحده، حيث يظل هنالك حاجة للإضافة والزيادة، وفي مثل هذا الخطر الرافضي فإن ذلك ضروري جداً، وخاصة ببيان وتوضيح الجانب السياسي التحليلي. ففي معرض بيان خطر الرافضة على الأمة لا بد لنا أن نستعرض أسباب عدم الاكتفاء بتوضيح الجانب الديني والعقائدي رغم أهميته الكبيرة ورغم أنه أمر ضروري لتحقيق النصر والتمكين:
1- التشيع حركة سياسية ودينية في آن واحد: فمنذ ظهورها ولها أهداف دينية تتمثل بالقضاء على الإسلام من خلال تحريفه من الداخل وتوجيهه لخدمة اليهود، ولها أهداف سياسية تتمثل بادعاء إمامة علي رضي الله عنه وعصمته لأجل القضاء على الدولة الإسلامية وضرب المسلمين بولاة أمرهم وإشغال الأمة بالصراع على السلطة، ولا شك أن هذا جانب سياسي بامتياز، ولذا يجدر بنا الاهتمام بتحليل هذا الجانب السياسي ووعيه وعيا صحيحا بلا إفراط ولا تفريط، لأن انشغال الشعوب بمسألة الولاية العظمى دون غيرها من الأمراض، يُعَدّ مرضاً يهدد وجودها.
2- من تكتيك الحركات الهدامة وخاصة المرتبطة باليهودية هو تغيير شعاراتها وإخفاء عقائدها بالتقية عند انفضاحها: ولذا فإن من المتوقع بعد الانكشاف الأخير لعقائد الرافضة إعلان كبار مراجعهم التخلي عنها والتوبة والتبرؤ من بعضها أو جلها، طبعا ليس بشكل حقيقي بل لخداعنا. ويمكننا النظر إلى فتوى خامنئي الأخيرة بتحريم سب أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم من هذا المنظار، ويمكن لمثل هذا السيناريو أو الأسلوب المتلون بكل بساطة أن يخدع من كان تركيزه منصب فقط على خطر الجانب العقائدي للرافضة، فيقع بذلك فريسة سهلة.
فمن الأمثلة التاريخية على مثل هذا الخداع الذي وقع في شركه الكثيرون، هو خداع حزب التحرير الذي كان يتبنى الكثير من الفتاوي الشاذة مثل جواز تقبيل المرأة الأجنبية، وسب معاوية رضي الله عنه، وغير ذلك حتى بلغت حوالي الثلاثين مراجعة، ولكنه في نفس الوقت لم يقم بأية مراجعات تذكر في المفاهيم والنظرات والتحليلات السياسية المشابهة تماما لتحليلات الفكر الماركسي الاشتراكي. وقد كان هناك صنفين من الدعاة يحذرون من حزب التحرير، الأول يحذر فقط من عقائده وفتاويه دون الاهتمام والنظر الى تضليله السياسي، والثاني يهتم إضافة إلى ما سبق بالتحذير من منهجه في التضليل والخداع السياسي. ويجدر الذكر بأن تلك المراجعات لحزب التحرير أو فئة منه جاءت بعد افتضاح الحزب وانكشاف انحرافاته العقدية والفقهية على نطاق واسع، فانشقت عنه جماعة قررت الإعلان عن تلك المراجعات التي تبرأت خلالها من تلك الانحرافات الفقهية والعقائدية، ولكنهم في نفس الوقت حافظوا على أهداف الحزب الاستراتيجية وخداعه السياسي، فاغتر الفريق الأول من الدعاة بهذه المراجعات وأصبحوا ينظرون نظرة إيجابية إلى حزب التحرير، بل وأقبل بعضهم على تحليلاته بل تضليلاته السياسية بصدر منشرح. أما الفريق الثاني فقد أدركوا أنها خدعة وأنها مجرد تكتيك مرحلي يتناسب مع طبيعة المرحلة الجديدة، واستمروا في التحذير من خطره السياسي والعقائدي أيضا. وينطبق نفس الأمر على الحالة الشيعية الإيرانية، فمن المتوقع أن يقوموا بمراجعات تكتيكية لخداعنا، لذا وجب أن نكون أكثر وأعمق وعيا.
للمزيد في كتاب حزب التحرير الإسلامي والتضليل السياسي الذي ننشره على حلقات.
3- خداعنا بإقامة حرب وهمية مع إسرائيل: من الممكن أيضا أن يقوم حزب الله أو إيران بحرب مع إسرائيل، وفي هذه الحالة حتى لو كنا مدركين تماما لانحراف عقائد الشيعة فمن المرجح أن ينخدع الكثيرين بهذه المسرحيات إذا لم يصاحبها وعي سياسي بحقيقة الموقف السياسي والعقائدي للرافضة من إسرائيل واليهود وأرض فلسطين والمسجد الأقصى، ومن المهم أيضا إدراك طبيعة النظام السياسي الإيراني المشتق من خليط من الثورية الماركسية وعقيدة الشيعة الإثني عشرية مع نظرية ولاية الفقيه، فالإرث الشيوعي للنظام الإيراني الذي يتمثل اليوم بمساندة الصين وروسيا لإيران في مجلس الأمن وفي التجارة الدولية وفي كل شيء، هذا الإرث الشيوعي يعني أنه من المستحيل على إيران إنهاء إسرائيل لأن الصهيونية والشيوعية توأمان من الأم اليهودية التلمودية.
4- الوقاية خير من العلاج: ظهرت هذه الموجة من التوعية بعقائد الشيعة بعد وقوع المحذور، وليس لدفع وقوعه، كما أنها تبدو أقرب إلى أن تكون موجة عابرة من أن تكون استراتيجية جذرية لحل مثل هذه الكوارث وتجنبها مستقبلا مهما تغير شكلها أو تكتيكها، وإن ربط الجانب السياسي له أكبر الأثر في توقع الأحداث والفتن قبل وقوعها، وهذه أهم خطوة في سبيل الوقاية.
5- انتشار التشيع السياسي أكثر من التشيع العقدي: التشيع السياسي كان الشرارة الأولى للتشيع العقدي ومن أبرز خطواته، ومن أهم مظاهر التشيع السياسي هو الجمهور العربي العريض من المعجبين بحزب الله ومقاومته لإسرائيل، ومن التجارب التاريخية القريبة في الانتقال من التشيع السياسي إلى التشيع الديني، ما حصل لقادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي أعجبت كثيرا بالثورة الإيرانية الخمينية وبخطها الثوري وشعاراتها البراقة لتحرير الاقصى. بحيث ارتبطوا عقيديا بالخط الثوري الرافضي وأداروا ظهرهم للدول العربية السنية، واقبلوا بوجههم نحو ايران. المصدر: حركة الجهاد الإسلامي والتشيع المنشور في موقع الحقيقة لجنة الدفاع عن أهل السنة في فلسطين.
موضوع آخر حول نفس الموضوع: