الأحد, 26 ديسيمبر 2010
واشنطن – يو بي آي – اعتذر وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر عن تصريحات أدلى بها عام 1973 وكشف عنها اخيراً، قال فيها انه «حتى إذا وضع الاتحاد السوفياتي اليهود في غرف غاز فلن يكون ذلك شأناً أميركياً». وأكد انها أخرجت من سياقها.
وكتب في صحيفة «واشنطن بوست»: «بالنسبة الى شخص خسر في المحرقة العديد من أفراد أسرتي، واشخاصاً ترعرع معهم، يحز في نفسي أن أرى كلاماً قلته يخرج من سياقه ويؤخذ على عكس نياتي وقناعاتي، والتي تأثرت كثيراً بهذه الأحداث».
وزاد: «الإشارات إلى غرف الغاز لا مكان لها في النقاش السياسي، وآسف لأنني قلت هذه الملاحظة قبل 37 سنة»، وذلك خلال حديث لمدة دقيقة واحدة مع الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون.
وأوضح أن الإدارة الأميركية أدرجت عام 1969 مسألة هجرة اليهود في القنوات الرئاسية باعتبارها قضية إنسانية «لأننا رأينا أن أي مواجهة سياسة خارجية ستؤدي إلى رفض وزيادة التوتر مع السوفيات. وأدى ذلك الى ارتفاع الهجرة اليهودية من 700 سنوياً عام 1969 إلى ما حوالى 40 الفاً عام 1972».
وأشار إلى أن العبارة كانت مختصرة، و «لا شك في أن لو قرأتها بعد 37 سنة ستكون جارحة»، مشدداً على أنها «وجهت إلى رئيس التزم المسألة، ولم تستخدم أبداً لأغراض سياسية للحفاظ على إطارها الإنساني». انتهى.
الموضوع الأصلي: كيسنجر يعتذر عن تصريحات تناولت هجرة اليهود من الاتحاد السوفياتي
التحليل السياسي:
لا شك أن علاقة كيسنجر اليهودي مع المشروع الصهيوني أوثق من علاقته مع أميركا، كيسنجر أراد أن تستمر العلاقة الحميمة بين اليهود والإتحاد السوفياتي، لأن اليهود تمتعوا بعلاقات مميزة من سيطرتهم على القيادة الإستراتيجية والتكتيكية السوفياتية، فضلاً عن تميزهم عن الأخرين بوجود دولة يهودية ذات حكم ذاتي (بيروبيجان).
من جهة أخرى تبقى العلاقة المميزة بين يهود روسيا ويهود الدولة الصهيونية وثيقة وخفية وتخدم المشروع التوسعي عبر التأثير غير المحدود للإتحاد السوفيلتي على سياسات الدول
والمنظمات الثورية، واستغلال عواطف الجماهير بتحرير فلسطين في إدخالهم في فلك الحركات الشيوعية والاشتراكية، هذا في السابق، أما الآن فمن يقوم بنفس ذلك الدور هو إيران التي تستغل عواطف الجماهير لإدخالهم في فلك التشيع السياسي المؤدي للتشيع الديني، وهي كلها في محصلتها تخدم المشروع اليهودي الصهيوني.