تكلمنا في موضوعات كثيرة في التحليل السياسي للقضية الفلسطينية بأن عملية السلام هي المفتاح للحل والتحرير الكامل لأرض فلسطين، وقلنا بأن أهم فائدة منها هو إظهار حقيقة إسرائيل أمام العالم الغربي بأنها هي الإرهابية وهي المحتلة وهي الرافضة لعملية السلام، وقد كانت إسرائيل في ما سبق تستغل بعض عمليات المقاومة كأوراق لتخفيف الضغط عنها كلما اشتدت الضغط عليها، لكنها في المرة الأخيرة وبسبب انتشار شيء من الوعي العالمي بهذه اللعبة أصبحت إسرائيل في العراء، ولم يعد لديها ما تتهرب به من ضغط عملية السلام سوى الرفض والإصرار على الإستيطان، وهذه هي نتيجة العقائد الباطلة الموهومة، لم يعد بإمكانهم التراجع، لا يمكنهم القبول بالسلام لأنه بداية تقلص إسرائيل ولا يمكنهم استخدام أوراقهم المحروقة، ولا يمكنهم إلا الإعتراف علنا بأن عقيدتهم التلمودية تأمرهم بهذا الإستيطان، وعن نتائج عملية السلام رغم فشلها كتب محمود عبد اللطيف قيسي موضوع بعنوان هذا هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس يا ولدي !!! حول ما تحقق لنا من فوائد بسبب فشل عملية السلام، جاء فيه:
أي بني :
كانت في الأمس القريب أكثر دول العالم تنظر لإسرائيل على أنها الضحية وشعبنا الفلسطيني المكلوم هو الجلاد ، حيث كانت هذه المعادلة في تاريخ مسار القضية الفلسطينية من أكثر ما يأرق شعبنا التواق للحرية والسلام ويبعده عن نيل حقوقه الوطنية المشروعة ، وتبعد الآخرين من حوله عنه ، معادلة أفرحت إسرائيل وأسعدتها كثيرا ، وعملت دائما لبثها لوسائل الإعلام المختلفة لتوصلها للشعوب العالمية خاصة الغربية لضمان اصطفافها خلفها ، ولضمان بقاء شعبنا وحيدا يلعن أيامه ويجلد ذاته وبيديه ليحفر قبره ، خدمها بذلك بعض الأيدلوجيات الدخيلة للبعض الفلسطيني اللذين لا هم لهم إلا تنفيذ الأجندات الإسرائيلية والإقليمية ، أكثرهم لعبوا لعبتهم بقصد فاصطفوا بخانة الأعداء أو في مقدمتهم ، والقليل لعبوها غباوة فكانوا عارا وعبئا ومصيبة ، إلا أنه وبعد تولي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) لسلطاته الشرعية والدستورية ، انقلبت الصورة رأسا على عقب وبالطبع لصالح شعبنا وقضيته ، فقد أنكشف وجه إسرائيل الحقيقي كمعادية للسلام الذي يرغب به العالم ، ومهددة للأمن والسلام الدولي الذي يصر على تحقيقه ، ورافضة لحقوق شعبنا بالحرية والدولة ، وبات أعوانها مكشوفي الغطاء والرأس والرابط والمربط .
أي بني :
لقد استطاع الرئيس الفلسطيني أبو مازن الذي لم يكن ممن وقع قول الله فيهم كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، ولكن ممن قال فيهم وأنك لعلى خلق عظيم ، فلم يعرف قلبه الكبير الحقد على مسيئيه لانه ملئ بالإيمان وبمحبة الله ، ولا نظرات الشر على الخارجين على المجموع والإجماع لأنه لا ينظر بعينيه الخيرتين إلا نحو ابناء شعبه الخيّرين ، وللأمام باتجاه المصلحة العليا لهم ، فقد كان نعم الأب والأخ والقائد ، فقد استطاع أن ينقل القضية الفلسطينية إلى قضية سياسية تفاعلية من الدرجة الأولى ، فهذه دول العالم تتوالى اعترافاتها بالدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس ، فعل كان في عداد المستحيل فيما مضى من السنوات الحالكات ، ليس لأنّ الشعب الفلسطيني لا يمتلك الحق بدولته ، بل بسبب النفوذ العالمي لدول كبرى اصطفت وراء إسرائيل ظلما لشعب فلسطين وغلوا في الارض واستكبارا ، تمكن الرئيس الفلسطيني أن يحيدها أو يجلبها لصف قضيتنا ، فاليوم الارجنتين والبرازيل وغدا غيرهما ، حتى لم يعد في الساحة المحيطة بإسرائيل سوى أمريكا التي بدأت تعيد النظر بمواقفها لصالح قضيتنا ، وهو الاختراق الكبير الذي لا شك سيحققه الرئيس الفلسطيني بفضل صبره ونضاله ومثابرته ، وإصراره على الدفاع عن حقوق شعبنا بعزم وثبات ووضوح ، واقناع العالم برمته أننا شعب شريك حقيقي في صنع الأمن والسلام العالميين ، وأنّ إسرائيل هي النقيض والعدو للجميع المهددة للأمن السلم العالميين ، ولتعلم يا بني أنه لو كان فينا مثل الرئيس الفلسطيني أبو مازن بصفاته ومقوماته وبإيمانه بعدالة قضيته وقت حدوث النكبة أو ما قبلها ، لم تمر فصولها ونعيش أحداثها ونعاني آثارها ، بل لم تنجح إسرائيل في مسعاها ومرماها ، ولذهبت حيث قدر لها أن تكون. انتهى. المصدر: مدونة الأحرار.
نتفق مع ما كتب، لكن الأمر ليس مربوطا بشخص الرئيس محمود عباس، بل بنهج السلام الذي افتتحه الرئيس أنور السادات ثم تبنته الأمة العربية في المبادرة العربية السعودية للسلام، وهو قرار أتى في المكان والزمان المناسبين، ليس طبعا ليكون عصا تحرير سحرية، بل اختيار أقل الضررين وأدنى الشرين في فقه الموازنات الضروري لفهم الواقع و التحليل السياسي.