في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها عملية السلام و القضية الفلسطينية، وفي ظل عدم قدرة الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما على إنجاز خطوات حقيقية بسبب ضغط اللوبي اليهودي والصهيوني الهائل عليها، وبسبب طبيعة السياسة الأمريكية المتقلبة والمتذبذبة، وبسبب أزمة الاقتصاد الأمريكي، وبسبب أزمة السمعة الأمريكية السوداء عالميا والتي لم يستطع أوباما تحسينها قليلا، فإن هذا الوقت هو فرصة ذهبية مواتية لتوجيه ضربة قاصمة لأمريكا وإعلاء الصراخ في وجهها بشكل جماعي ودولي على كافة المستويات الرسمية الدبلوماسية والتجارية والشعبية .
إن الدول والشعوب العربية عليها الآن أن تكون أكثر إدراكا لحساسية وشدة خطورة المرحلة المقبلة والانفجار الهائل القادم إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا، لأن هذا يشكل الأرضية الخصبة للعابثين وأصحاب الأجندة الإيرانية واليسارية ( الشيوعية والاشتراكية سابقا ) ليقوموا بتوجيه ضربتهم للأنظمة والشعوب العربية، فيحوّلوا الشعوب العربية إلى أربعة أقسام، قسم في المقابر الجماعية، وقسم في السجون، وقسم يتحولون إلى عبيد يتضوّرون جوعا، وقسم يتحولون إلى لاجئين مشردين في أصقاع الأرض، وما نراه الآن من سخونة الملفات واشتعالها في لبنان ومصر إلا نذير عالي الدرجة في غاية الخطورة لما سوف يحصل لا سمح الله، ولنا في قصص التاريخ خير عبرة.
إن المطلوب، هو أن تتحرك كافة الفعاليات الرسمية والشعبية على مستوى العالم العربي والإسلامي بل والعالم بأسره في مظاهرات مقاومة سلمية على طريقة غاندي، وإطلاق فعاليات وضغوطات دبلوماسية رسمية ومقاطعة تجارية لكافة البضائع الأمريكية، ومحاصرة أمريكا إعلاميا ودوليا بكافة الوسائل الممكنة، وذلك لوضع أمريكا في وضع محرج جدا أمام إسرائيل والعالم وأمام شعبها وأمام اللوبي اليهودي والصيهوني، بحيث يتم إجبار الإدارة الأمريكية مهما كانت ضعيفة أمام النفوذ اليهودي أن تقوم برفسة الأرنب القاتلة ضد هذا النفوذ اليهودي الأخطبوتي المتزايد.
وإنه مما لا شك فيه أن الإدارة الأمريكية لا تزال بشكل ما تريد أن إقامة الدولة الفلسطينية كما قامت سابقا بإجبار إسرائيل على توقيع معاهدة السلام مع مصر ثم مع الأردن، وسوف تشكل هذه التظاهرات العامل الدافع الذي استطاع أن يجبر الإمبراطورية البريطانية العظمى على الاعتراف مجبرة باستقلال الهند رغم أنها كانت رافضة، فما بالك بالإدارة الأمريكية الراغبة لكنها مترددة وغير قادرة، لا شك أن هذه سيكون أسهل من هذه الناحية، لكنه أصعب من ناحية الضغط على اللوبي اليهودي، ولكنه سيؤدي حتما إلى مزيد من الانشقاق في صفوف اليهود في تأييدهم للسياسة الإسرائيلية المتشددة، وهذا سيضعف موقف إسرائيل.
إننا يجب أن نفعّل ونستمر في تفعيل المقاومة السلمية والتظاهرات العالمية، ولا نستهين بأثرها وقدرتها الفعّالة على طرد ودحر كل احتلال، فقد أثبتت قدرة كبيرة للغاية في تجربة الاستقلال الهندية، وكذلك في تجربة جنوب إفريقيا، والتي أجبر فيها الطرف الأضعف السود الطرف الأقوى البيض على الاعتراف بحقوقهم وإلغاء نظام التمييز العنصري المتخلف، وبدأ السود يشاركون في الحكم ويتمتعون بكافة حقوقهم، ولنا في مثل هذه الأمثلة التاريخية الناجحة خير مثال.
وإننا نرجو رجاء حارا من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يعمل كل جهده على نشره ونشر رابطه، ونحث كل من يستطيع ترجمته ترجمة صحيحة كاملة إلى أي لغة في العالم أن لا يتردد في ذلك، ويعمل على نشر هذه الدعوة إلى كافة شعوب العالم، وخاصة الدول والجاليات الإسلامية، كما نحث هواة المجموعات في الفيسبوك والشبكات الإجتماعية والمجموعات البريدية على نشر الموضوع وإطلاق حملة سلمية تاريخية كبرى لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، بواسطة الضغط على أمريكا لإجبار إسرائيل على القبول بالدولة الفلسطينية، وبكل اللغات العالمية الممكنة، وبهذا إن شاء الله سوف يعلم اليهود ولوبياتهم بأننا لسنا أقل قوة ولا أقل نفوذا وقدرة في التأثير على الإدارة الأمريكية منهم.