الرابط بين إعتداء القاعدة على كنيسة في العراق وبين إعتداء الإسرائييلن على كنيسة في القدس
قبل أيام قليلة من اعتداء القاعدة على كنيسة الكرادة في العراق، كان اليهود في إسرائيل يعتدون على المسيحيين في كنيسة معمدانية في القدس، وقد أثار هذا تنديد كثير من القوى الغربية ووقعت إسرائيل في حرج شديد فوق الحرج الدولي الناتج من عرقلتها لعملية السلام، وعلى الأغلب فإن هذا العمل اليهودي كان فرديا، إذا ليس من مصلحة إسرائيل ولا من عادتها القيام بمثل هذه العمليات المفضوحة، ليس حبا في المسيحيين ولكن لأنه عمل غاية في الغباء، ولهذا كان لابد لإسرائيل من تحريك عمل إسلامي غبي مماثل أو أشد لصرف الأنظار عنها ومن أجل إلصاق تهمة الإرهاب والعداء للمسيحية بالإسلام تلفيقا، وهكذا كانت عملية القاعدة ذات الواجهة الإسلامية وهي في الحقيقة ذات قيادة خفية وتوجيه فكري سياسي يهودي، وتعمل ضد مصلحة الإسلام وهي تظن أنها تجاهد في سبيل الإسلام، وهذا الأمر عليه عدة أدلة:
1- أفعال القاعدة كلها تصب في مصلحة أعداء الإسلام خاصة اليهود، وقد أصبح هذا معروفا منذ زمن بعيد، وهذا شيء اعترفت به كثير من التائبين من قيادات وأفراد من القاعدة عبر فترات من الزمن.
2- تم رصد وإثبات الدعم الإيراني الرافضي للقاعدة في كثير من الاعترافات والقرائن والشواهد، وآخرها كان في وثائق وكيليكس، وكما هو معلوم فإن إيران تابعة لمخطط يهودي عالمي يهدف للسيطرة على العالم، كما تأتي كثير من مواقف وأعمال إيران في مصلحة إسرائيل ودفاعا مباشرا عنها، حيث إن التصريحات الإيرانية العدائية – اللفظية فقط – ضد إسرائيل تزيد من تعاطف ودعم الغرب لإسرائيل، وتعمل على توحيد اليهود والإسرائيليين رغم كثرة الخلافات بينهم.
3- توقيت عملية القاعدة بعد عملية الإسرائيليين، وهو أهم دليل، حيث لماذا تزامنت عملية القاعدة بعد عملية اليهود بالذات؟ إذ ليس في عادة القاعدة الهجوم على المسيحيين وبهذا الشكل.
4- الهجوم كان في كلا الحالتين على كنيسة وليس على تجمع مسيحي أو حي مسيحي، والكنيسة دار عبادة له حرمته.
5- بالفعل أدت عملية القاعدة إلى تبخر قضية عملية الإسرائيليين من عناوين الصحف ومن نشرات الأخبار العالمية، وتوجهت الأنظار للإسلام باعتبار أن القاعدة تزعم أنها تمثل دولة العراق الإسلامية، وهذا ما يتمنّاه اليهود وهم أكبر مستفيد من هذه الحادثة.
6- ربط الهجوم على المسيحيين في العراق بتحرير المختطفتين من قبل الأقباط في مصر من أجل إبعاد الشكوك عن هدف العملية، وهو صرف النظار العالمية عن عملية الإسرائيليين، وهذا ربط عجيب غريب، حيث لا علاقة للقاعدة ودولتها الإسلامية في العادة بمصر ولا بالمختطفين وليس من عادة القاعدة في العراق حتى في أوج قوتها التدخل في شؤون خارجية، فلماذا هذه المرة بالذات؟
ومما لا شك فيه أيضا أن اليهود قد أصابوا أكثر من عصفورين في حجر واحد بل عدة عصافير كما هي العادة الغالبة، فقد تم أيضا صرف الأنظار أكثر عن عملية السلام وتخفيف الضغط الغربي عليها من أجل الإعتراف بدولة فلسطينية، كما أن فيه صرفا للأنظار عن فضح وثائق وكيليكس لدور إيران والمالكي – حلفاء اليهودية – في قتل العراقيين الأبرياء، وفيه صرف للأنظار عن إعلان الكنسية الكاثوليكية التنديد بإسرائيل حيث إن سينودس الشرق الأوسط طالب الأمم المتحدة بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي، وغير ذلك الكثير من العصافير.
ولمواجهة مثل هذا النوع من المخططات اليهودية الخبيثة يجب اتباع ما يلي:
1- تفعيل حضور الذاكرة بشكل قوي من أجل إبقائها مستحضرة للعملية الإسرائيلية التي سبقت عملية القاعدة.
2- تفعيل فكرة الربط المنطقي والواقعي بين مختلف الأحداث بحسب قواعد معينة وليس ربطا اعتباطيا.
3- اكتساب مهارات فقه الواقع و التحليل السياسي والتعرف على درجات أعداء الإسلام من حيث شدة عدائهم.
4- الانتباه لمخطط اليهود بتأجيج الصراع الإسلامي المسيحي، من أجل أن تتم لهم السيطرة على العالم.
5- العمل على فضح المخططات اليهودية ونشرها وشرحها وتحليلها وإظهار هدف اليهود من ورائها، وهو صرف الأنظار عن أخطائهم وتمريرها بلا عقاب، وصرف الأنظار عن إفشالهم عملية السلام.