الكبر وفقه التغيير

ما علاقة الكبر بفقه التغيير؟ تابع معي التالي:
قال الله تعالى: (وما النصر إلا من عند الله). فبعضنا يفهم هذه الآية على غير مرادها، كيف؟
يقوم البعض بتحريض الناس على الانظمة السنية المعتدلة لإسقاطها هو ومن ينتمون لجماعته، وبطريقة مخالفة لمنهج الله تعالى في التغيير القائم على تغيير ما بالأنفس، ومتجاهلين الصبر على ظلم تلك الانظمة الذي هو اصل من اصول اهل السنة. فإذا امتحنوا وابتلوا واعتقلوا وشردوا او قتل منهم من قتل، لسوء صنيعهم وبما كسبت ايديهم تراهم بدلا عن الأوب والعود يلتجئون مرة اخرى الى السلبية في الاتكال على قدرة الله ووعده المؤمنين بالنصر متأولين الآية على غير مرادها، ويدعون جماعتهم ومؤيديهم بالصبر على الطريق الذي سلكوه ظنا منهم بأن السنن الكونية تتغير وتتبدل لسواد عيونهم.

وعليه، فان الاستمرار في نهج التهييج والخروج بحجة التغيير بالطرق المخالفة للشرع والقطع بنصر الله لهم وهم على ذلك، انما هو استمرار منهم في مسيرة إلحاق الضرر بالضرورات الخمس التي أمرنا الله تعالى بالمحافظة عليها، وسير منهم باتجاه الفتن والمحن.
فأين هؤلاء من قول الله تعالى: (ان تنصروا الله ينصركم)؟
فمن استند الى العاطفة في فهم هذه الآية أو الى التأويل الفاسد، وهو يعلم او لا يعلم فقد غش نفسه وأمته، ورمى بنفسه والآخرين الى ما لا تحمد عقباه.
لذا تجد انّ القوميين قد استعملوا هذه الوسائل العاطفية واعتمدوا عليها لجلب النصر، ولكن الله تعالى خيب آمالهم، ثم لحق بهم دعاة الاسلام السياسي الذي يرومون تطبيق شرع الله ولو بغير ما انزل الله من الوسائل والسنن الكونية، ومارسوا نفس الخطأ الذي مارسه غيرهم، فتراهم يقومون بتصبير افرادهم على المضي قدما في نهجهم الثوري المخالف لسنة الله في التغيير رغم المحن والبلاء والفتن التي مزقت جماعتهم وفتت من عضدهم، على أمل ان النصر قادم وأن تطبيق شرع الله في الطريق.
ولكن الله فضح منهجهم، حين مكّن لهم في بعض بلاد الاسلام حينا من الدهر، فلم نر منهم تطبيقا لشرع الله ولم نر منهم نصرا على اعداء الله. وما ذلك إلا للمنهج العقيم غير القويم في التغيير الذي سلكوه. فمن ابتغى التغيير بغير منهج الله القويم أذله الله، سواء كان ليبراليا أم علمانيا، ام (ثوريا خروجيا تحريريا قاعديا) أم قوميا عربيا، ام اشتراكيا لينينيا، أم شيوعيا ماركسيا.
والحمد لله رب العالمين. 29/11/2013.

 

Scroll to Top