نماذج من الفكر الخارجي المعاصر – حـزب التحريـر الإسلامي

الحمد لله وكفى وسلام على عباده اللذين اصطفى أما بعد:

فما ترك الاسلام من شأن من الشؤون التي تهم الناس في دنياهم وآخرتهم إلا وبينه وأوضحه مهما صغر في أعين البعض من المسلمين، فكيف بأمر يتعلق بالولاية العامة وأحكامها والسبيل القويم الموصل اليها؟ فبعد سقوط الدولة العثمانية وما تلاها من حقبة استعمارية للوطن العربي، عاد الحديث الى ضرورة عودة الخلافة الاسلامية وإحيائها من جديد، وقد أدى الجهل ببعض الاحكام الشرعية فيما يتعلق بجواز تعدد الولايات عند الضرورة وفيما بتعلق بقضية الحكم بما أنزل الله وأحكامها من جهة، والجهل في فقه الواقع ومعرفة حقيقة الولاة من جهة اخرى الى الغلو في الطرح في أمر الخلافة والحكم بما أنزل الله كطرح حزب التحرير حين اعتبر في كتابه منهج حزب التحرير في التغيير الصفحة الثانية “ان إقامة الخلافة هي قضية المسلمين المصيرية في العالم أجمع”، ولم يستثن دولة عربية ولا اسلامية.

ويقول في مقدمة كتاب الخلافة كذلك: “ والقعود عن إقامة خليفة للمسلمين معصية من أكبر المعاصي لأنها قعود عن القيام بفرض من أهم فروض الإسلام ويتوقف عليه إقامة أحكام الدين، بل يتوقف عليه وجود الإسلام في معترك الحياة“. ثم غلا في الطرح كذلك حين اعتبر في كتابه منهج حزب التحرير في التغيير ص: (3-4): ان واقع البلاد الاسلامية ومنها العربية تُحكم جميعها بأنظمة الكفر وأحكامه عدا بعض أحكام الإسلام كأحكام الزواج والطلاق” وغيره. وأن “واقع الدار التي يعيش فيها المسلمون اليوم في جميع أقطار المعمورة هو واقع دار الكفر وليس دار الإسلام”. وفي الصفحة الخامسة وصف الدار بـ “دار الحرب”، لأجل هذا الغلو والتطرف في الطرح في أمر الامامة او الخلافة والحكم بما أنزل الله، غلب على ظن الناس ان ما نراه اليوم من ولايات اسلامية لا شرعية لها على الإطلاق بل يجب حسب فهمهم السقيم إقامة الخلافة على أنقاضها كلها من دون استثناء مما ادى الى انتشار الفوضى والفتن والمحن في العالم العربي والإسلامي وما نراه في هذه الأيام التي يسمونها بـ (الربيع العربي) من  فوضى دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية وخُلقية إلا شاهد على درجة الانحراف التي اصابت الامة في فهم احكام الخلافة او الولاية العامة من جهة، وشاهد على وجود غلط كبير في فقه التغيير المنشود من جهة أخرى.

إن الانشغال بالصراع مع الحكام أو الانظمة القائمة هو مرض خطير جدا يصيب الأمم فأيما أمة انشغلت بالصراع السياسي مع الحكام من دون العمل بما أمر الله تعالى بالبدء به لأجل حصول التغيير المنشود، زالت تلك الأمة من الوجود أو كادت!!!. وهذا النوع من الصراع السياسي القائم على الثورية وإلغاء الآخر واستعباده، ليس وليد الساعة، بل له جذوره التاريخية من قبل ظهور الاسلام وبعد ظهوره. هذا الصراع الذي دارت لأجله الحروب وتمزقت بسببه الأوطان وانتهكت لأجله الأعراض وتفرقت الأمة الواحدة إلى فِرَق، واختلفت لأجله الجماعة الواحدة وتناحرت، وكفر أعضاؤها بعضهم البعض، إنما يقف خلفه الذين وصفهم الله تعالى بأنهم اشد الناس عداوة للمؤمنين من اليهود والذين أشركوا، فتأثر بأفكارهم السامة الهدامة تلك خلق كثير أفرادا وجماعات من المسلمين ومن غير المسلمين كل في وطنه وبلده ومجتمعه يهدم بقايا الحرية والخير والعيش الكريم وهو لا يدري.

لتحميل بقية الملف على هذا الرابط:

http://www.4shared.com/file/L1iIpfCw/_____-___1_.html

Scroll to Top