عندما قام أبو صقار المقاتل السوري المتطرف بأكل قلب شبيح بعد ما قتله، قامت الدنيا ولم تقعد والعالم “أكل راسنا” بهذه القصة! نعم.. هذا هو منتهى الإنحطاط بالإعلام الغربي وكثير من جمعياته الإنسانية المزعومة.. صحيح أن هذا الغبي أبو صقار قد أجرم وتجاهل أبعاد فعلته الشنيعة قبل أن يفعلها؟؟… لكن لماذا مع الثوار بالذات “ناطرينهم عالدعسة”.. لدق أثبتوا لنا أنهم فعلا جمعيات للدفاع عن حقوق الوحوش!!! فأين إداناتهم للشبيحة الذين يقطعون رؤوس ثوار الجيش الحر؟ وأين إداناتهم للمجازر الطائفية التي يقوم بها النظام؟ وأين إداناتهم لجرائم ذلك الشبيح الذي أكل أبو صقار قلبه؟
أليس عيبا أن حجم إدانتهم لجرائم النظام الممنهجة المنظمة أقل من حجم إدانتهم لبعض الجرائم الفردية العابرة من المعارضة المسلحة؟ وبل وبعضهم يجعلها أكبر وأخطر من جرائم النظام! مع أنها غالبا ردات فعل غير مسيطر عليها على وحشية النظام، فتبا لهذه الجمعيات التي ترى بعين عوراء الشمس الكبيرة أصغر من ضوء مصباح صغير قدرته خمس شمعات!
لقد كانت كثيرا من هذه الجمعيات سابقا في زمن الحرب البادرة والاتحاد السوفيتي تستحق لقب جمعيات الدفاع عن حقوق الديكتاتوريين الشيوعيين!! لأنهم كانوا صامتين عندما كانت الدول الشيوعية تنتهك حقوق الإنسان بأشد أشكال الوحشية أو يذيعون إدانات صغيرة ذرا للرماد في العيون، وهم لا زالوا كذلك حتى الآن، فعندما قتل القذافي وجيشه وانتهك وأجرم واغتصب بالشعب الليبي لم يكن حجم إدانتهم له أكبر من حجم إدانتهم للثوار بقتلهم القذافي المجرم بدون محاكمة؟
وعندما قام شيعة البحرين التابعين بولائهم في أغلبهم لإيران بثورة طائفية عنفية غير سلمية مثل ثورات باقي الشعوب العربية، فقتلوا ودعسوا رجال الأمن بسيارتهم، صمتت معظم هذه الجميعات، بل وأدانوا دخول الجيش لتفريق المظاهرات غير السلمية وإعادة الأمن وحماية الدولة! وكان حجم إداناتهم على بعض تجاوزات الشرطة الفردية القليلة أكبر من حجم إداناتهم لقتل النظام السوري لمئات الآلاف!
أما مفارقة سجن أبو غريب فهو أنهم أدانوا جرائم الجيش الأمريكي إلى حد الهوس، في المقابل لم يدينوا قبل ذلك جرائم النظام العراقي البعثي في عهد صدام، فمعظم سجناء السياسة والرأي كانت لهم سجون خاصة بعيدا عن أعين منظمات حقوق الإنسان!
والمفارقة الأدهى أن نجد بعضا من هذه الجمعيات شغلها الشاغل حتى الآن هو سجن غوانتانامو والانتهاكات فيه – برغم الاعتبار لأصغر انتهاك لحقوق الإنسان – إلا أن بعضها تبدو انتهاكات مضحكة مقارنة بعشرات الذين يموتون يوما تحت التعذيب في سجون سوريا وهذه الجمعيات صامتة عنهم أو قليلا ما تدين، وكيف ينشغلون مثلا بقضية هل يجوز لإدارة غوانتانامو إجبار السجناء المضربين عن الطعام على الأكل، في حين يموت كثير من السجناء يوميا في سوريا من الجوع؟!!
لماذا جمعيات كثير من حقوق الإنسان تبدو أكثر نفاقا من الدول الغربية التي قد نتفهّم أن لها مصالح وعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية متشابكة معقدة، ولكن كثير هذه الجمعيات التي تخصصت في الدفاع عن حقوق الإنسان فما هي حجتها بارتكاب هذه التحيزات الخطيرة؟ ولماذا لا يستطيعون التفريق بين جرائم البادئ وبين ردة فعل المظلوم بعد أن تحمل وصبر كثيرا، فإذا أصروا على اعتبار ردة فعل المظلوم ضد المجرم البادئ هي أيضا جريمة مساوية وأحيانا أكبر من الجريمة الأولى، فإنهم هكذا قد أعطوا البادئ رخصة قتل مسبقة تكفل له الحماية من أية ردة فعل في ظل عجزهم وعجز المظلوم والمجتمع الدولي عن أخذ حقهم بالطرق الشرعية وإحقاق العدل.
باستثناء قلة من الجمعيات والأفراد الشرفاء، وقليل عددهم، أقول تبا لكم يا جمعيات الدفاع عن حقوق المجرمين والشبيحة، إنها أكبر جريمة ضد الإنسانية ترتكبونها في هذا العصر باسم الدفاع عن حقوق الإنسان، فلتخسأوا ولتذهبوا أنتم وإداناتكم إلى الجحيم.