دفاعا عن ميشيل كيلو ومحاولة لتفكيك اللغز!

في هذا المقال سأدافع عن انضمام كتلة ميشيل كيلو للائتلاف الوطني السوري، برغم أني بصراحة من أشد معارضي الأفكار الشيوعية لدى ميشيل كيلو وجميع الشيوعيين والماركسيين لأنهم في الحقيقة عملاء لروسيا – فكريا على الأقل – سواء بعلم أو غير علم، كما أن الإخوان المسلمين عندهم أيضا بعض من الفكر الشيوعي والماركسي، وبعض العلاقات الخفية مع إيران.

 

كما لن أتكلم حول ما إذا كان يجب إسقاط المعارضة السورية لتنجح الثورة برغم وجاهة هذا الرأي، وخاصة أنها قد تكون من أسباب تأخر أو عرقلة إسقاط النظام، ففي هذه الحالة يجب أن يتم الوصول إلى بديل مؤقت عن النظام الأسدي، مثل حكم عسكري أو وصاية دولية أو عربية، وإنما سأتكلم فقط عن رأيي بإدخال ميشيل كيلو وجماعته للائتلاف، بغض النظر عن نجاح من فشل المعارضة السورية، فهي في النهاية موجودة وسوف تؤثر سلبا أو إيجابا، وإذا كانت سلبية فهذا برأيي يقلل سلبياتها.

 

فالمفترض بأن هذه الثورة يمثلها قادة الحراك الشعبي بغالبية من جميع الأطياف الفكرية من صوفيين وسلفيين وإخوان وأصحاب تدين شعبي عادي،  وأيضا المدنيين وبعض العلمانيين وما شابه، بشرط أن لا يكونوا متحزبين، وبشرط التمثيل العادل على قدر الإمكان لنسبة هذه الأطياف في المجتمع.

 

وبما أن هذا حلم مثالي غير واقعي، وأن حزب الإخوان قد سيطروا على معظم  كعكة الائتلاف، وبما أنه أيضا لا توجد معارضة سورية برجوازية وطنية غير مؤدلجة مثل زمن الخمسينات، وأن وجود المستقلين نادر، فمعظم المستقلين في حقيقتهم تابعين إما للإخوان أو لليسار، وبما أن الشباب قادة الحراك لا زالو مستجدين في عالم السياسة.

 

كل ذلك يبدو أن الأفضل هو أن يكون الائتلاف ممثلا لجميع أطياف هؤلاء المعارضة السيئة في غالبيتها، وأرفض أن تحتكر اي جماعة منهم كل الكعكة لوحدها، لأن هذا  سيعود بنا الى وضع حكم الحزب الواحد، وبرغم سوء غالبية كل طيف أو تجمع منهم على حدى، إلا أنهم اذا اجتمعوا في التمثيل فإن التنافس بينهم سوف يقلل كثيرا من الاستبداد واعتداد أي طرف برأيه.

 

أما ميشيل كيلو ومن قراءاتي لكتاباته ومتابعة لقاءاته، فقد كان من أكثر المعارضين السوريين ميلا لروسيا، وهو من أعضاء هيئة التنسيق الوطنية سابقا، ودافع بشكل غير مباشر عن الفيتو الروسي، وامتدح بشار على الهواء اذا تنحى عن الحكم برغم أن عدد الشهداء وقتها كان بالآلاف! إلا أنه في الفترة الأخيرة أصبح يكتب كثيرا وبشكل لا بأس به في نقد روسيا وإيران والطائفية والفكر اليساري على عكس عادته! بشكل يكاد يناقض أفكاره في فترة 2011، والآن اتضحت الصورة، فيبدو لي أن هذا قد كان تمهيدا ليحصل على دعم من السعودية يؤهله لدخول ائتلاف المعارضة، وأعتقد أنه قد يكون مخادعا في مقالاته الأخيرة، ويهدف فقط الى غسيل صورته السيئة السابقة، وأتمنى من قلبي أن أكون مخطئا.

 

ومع كل ذلك فلا خيار أمامنا الا الاضطرار للقبول به وكتلته في المجلس، بشرط أن نكون عارفين وواعين أنه قد يكون مخادعا على الأغلب.

 

لا يوجد في التحليل السياسي استنتاج نهائي، هذه مسائل نسبية حمالة أوجه، وتختلف المصلحة في اتخاذ المواقف من حين لآخر، فميشيل كيلو كان مرفوضا عندما دافع عن الفيتو الروسي، الآن صار مفيدا لأنه يمنع الإخوان من الاستفراد، وبرغم أن الحقيقة أن معظم المعارضة السورية فاشلة، إلا أن المشكلة للأسف هي قلة القيادات الواعية النابعة من الشعب والثورة، وهذه تحتاج لوقت وسنوات لتتم إن شاء الله، ولكن إلى حين ذلك ماذا نفعل؟ فحتى بعد دخول كتلة كيلو فلا تزال المعارضة السورية من أكبر معرقلات إسقاط النظام، فما الحل؟

دفاعا عن ميشيل كيلو ومحاولة لتفكيك اللغز!
تمرير للأعلى