أليس من المستغرب جدا، تناقض مواقف اليساريين والشيوعيين والقوميين العرب الرافضين للتدخل الغربي والأمريكي العسكري ضد الإجرام والوحشية الصادرة عن النظام السوري، في حين طوال عمرهم يرحبون ويطبلون ويزمرون لتدخل السوفييتي الأجنبي بحجة نصرة القضية الفلسطينية (زعموا)، تلك النصرة التي نصرت إسرائيل علينا ودمرتنا. هذا مع العلم بأن فريقا من المذكورين أعلاه يلعن أمريكا صباح مساء في موقف مغاير لرفضهم التدخل الغربي، كونها (أي: أمريكا) تتلكأ في التدخل العسكري في سوريا!.
أما رأيي الشخصي في الثورة السورية، فهي لا شك أنها ثورة لطلب الحرية والتحرر من العبودية الاشتراكية الصهيونية، ولكن عليها أن تجد لنفسها مخرجا وطريقا لحفظ الأرواح والأموال والأعراض التي يزداد انتهاكها يوما بعد يوم، وذلك لعدم تحقق تدخل القوى الدولية الرادعة الفعالة ضد نظام بلطجي جدا مدعوم من دول عظمى بلطجية كثيرة.
فإما الحصول على التدخل العسكري العربي أو الغربي أو كلاهما، أو بأي طريقة أخرى توقف ما نشاهده كل يوم من فتنة قد أصابت من الضرورات الخمس الشرعية كلها مقتلاً، وإما الانسحاب المدروس من هذه المعركة غير المتكافئة، وهذا الانسحاب يجب أن يكون مدروسا ليحفظ ماء الوجه ويرفع البلاء عن الضرورات الخمس أو يخففه ويعيده الى مستواه قبل الثورة، وهذا امر لا يعيب الثورة، فهو أسلوب قرآني شرعي وكوني مثل معركة مؤتة. فقد مضت قرابة السنتين، ولا يوجد حتى الآن بنظري من البشائر الفعّالة ما يكفي ليطمئن المرء ويأنس به لحصول النصر والتحرر.
عدنان الصوص