سيناريو زوال إسرائيل ج2

تحدثنا في مقال سابق عن سيناريو قادم من المحتمل أن يؤدي إلى زوال إسرائيل،وتستمر الأخبار والمؤشرات المتعلقة بمثل هذا الاحتمال، حيث نشرت قناة الجزيرة نقلاً عن صحيفة إسرائيل اليوم، تصريحات لوزير الدفاع الاسرائيلي غانتس يعبر فيها عن قلقه على مستقبل دولة إسرائيل، خلال جلسة مغلقة عقدت بتاريخ ١٦/٥/٢٠٢٢. حيث قال فيها: “إن سيطرة الفلسطينيين على الدولة في المستقبل ليست بعيدة عن الواقع”، كما أشار إلى أن الدولة ستتقلص في المستقبل إلى ما بين مستوطنة غديرا والخضيرة.

قلت: كنت قد اشرت الى سيناريو زوال إسرائيل بتاربخ ٨/٣/٢٠٢٢، كما في الرابط المرفق، لكن الجديد في سيناريو مسرحية زوال إسرائيل هو زوال وعدم زوال. أي: في ظاهره زوال، وفي الحقيقة بقاء. وذلك من خلال الطرح الذي قدمه وزير الدفاع أعلاه، حيث حدد الحدود الأولى لخارطة إسرائيل المُقلّصة.

ما يعني أن سيناريو زوال إسرائيل لا زال مطروحاً، وأقصد “إهداء زوال اسرائيل إلى محور المقاومة والممانعة” وليس لمحور مشروع السلام. فالسيناريو المتوقع الجديد، هو التراجع الجغرافي لدولة إسرائيل الى مستوطنة الخضيرة من الشمال، والى الغديرة جنوباً. وقد سمّيته في المقال المشار اليه المرفق رابطه (خطوة للخلف لأجل خطوتين للامام).

هذا، وبحسب وكالة القدس المحتلة/سما/، كان قد حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي في نفس الاجتماع من أن “قلقاً يكتنف مستقبل إسرائيل بسبب فقدانها السيادة في كل من النقب والجليل”. ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”،عن غانتس قوله، في جلسات مغلقة، إن حكومته قلقة من “فقدان إسرائيل أراضي في الجليل والنقب، وإمكانية خسارتها المنطقتين في النهاية”.

وذكر غانتس، بحسب الصحيفة، أنه “في حال لم نستثمر في الجليل والنقب، فإننا سنضطر للقبول بقرار التقسيم”، وهو (القرار الذي صدر عن الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1947، والذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية). انتهى.

قلت: بحسب ما ذكره غانتس، فإن سبب اضطرار دولة الكيان الاسرائيلي الحقيقي هنا هو الضغوطات التي واجهها العدو بسبب السلام. لكن العدو بمكره لن يقبل بأن يقطف دعاة مشروع السلام ثمرة تقليص حدود دولتهم، أو إقامة دولة فلسطينية (!!!).

فذهب العدو إلى خلط الاوراق والتظاهر بأن السبب هو مشروع المقاومة، رغم أن الكل يعلم بأن مشروع المقاومة مدعوم من قبل سوريا وإيران. وبالتالي فهو يحاول إعادة الثقة بايران وسوريا من جديد. هذا وقد سبق أن ذكرت منذ سنين، أن عملية السلام، عملياً، هي بداية النهاية لإسرائيل وليس المقاومة الدجلية. وعليه، فإن العدو لا زال يبحث عن صيغة وأسلوب يتم فيه التخلص من أضرار عملية السلام، بأقل الخسائر وأكبر المنافع الممكنة.

ويمكن أيضاً أن نلاحظ بسهولة أن الحديث عن زوال إسرائيل قد وصل مؤخراً الى درجة ملفتة للنظر، إذ تحدث فيه عدد من القادة الاسرائيليين منهم:

▪إيهود باراك رئيس وزراء اسرائيل الأسبق.
▪وزير الدفاع الحالي غانتس.

وقد سبق ان نقلت لكم العلاقات الحميمية العقائدية والمصلحية بين موسكو وإسرائيل، وما كُتب فيها من كتب. ومن تلك الكتب، كتابي الذي تحدثت فيه عن الجذور التوراتية للشيوعية، الذي بيّنت فيه من خلال نصوص لشخصيات ومراجع يهودية، أن أيّ هزة لروسيا هي هزة لإسرائيل في الحقيقة، وأن قوة روسيا هي قوة لإسرائيل. هذا من جهة.

ومن جهة أخرى: إذا نظرنا حالياً إلى الحرج والضعف الذي أصاب روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا، أي بعد مرور حوالي ٣ أشهر، والذي تزامن مع الانتقادات الدولية المتراكمة للسياسات الإسرائيلية بسبب رفضها للسلام مع الفلسطينيين، أو عرقلته. أقول، لعل تعثر روسيا كان سبباً في حديث القادة الإسرائليين عن تقليص مساحة إسرائيل بحسب تصريحات وزير الدفاع الحالي غانتس.

العبرة:
▪الحديث عن تقليص مساحة إسرائيل، يؤشر إلى هزيمة روسيا.
▪ضعف روسيا أو هزيمتها يؤشّر الى تقليص إسرائيل مستقبلاً.
▪هذخ النتيحة النظرية أعلاه، ظهرت بوادر صحتها على أرض الواقع في هذا العام ٢٠٢٢.

ومع ذلك، فإ كل ما ورد من قراءة للواقع يظل قابلاً للتغير أو التعديل وفق ما يجري من أحداث على أرض الواقع.
والله تعالى أعلم.

عدنان الصوص
١٨/٥/٢٠٢٢

Scroll to Top