أردوغان والتطبيع ونظام القطبية الثنائية

(ومع انهيار نظام القطبية الثنائية مطلع تسعينات القرن الماضي وسقوط الاتحاد السوفياتي وتفكك معسكر الدول الاشتراكية ونظام حلف وارسو واستقلال دوله وانضوائها تحت لواء الرأسمالية؛ تشكل نظام دولي جديد انفردت فيه الولايات المتحدة الأميركية بالسيطرة والهيمنة شبه المطلقة على العالم في نظام احادي القطب)

قلت:
مثل هذا الكلام أعلاه يمثل أكبر كذبة معاصرة…

▪القطبية لم تسقط، وإنما فقط طُمس ذكرها إعلاميا.. وتم تجاهل صورتها الجديدة. فعشرات الحروب حدثت بين القطبين في تلك الفترة.
▪الاتحاد السوفييتي لم يسقط، بل أخذ اسماً جديداً، وهو روسيا الاتحادية، ضمّ جميع جمهوريات السوفيتية سوى ثلاثة دول صغار.
▪المعسكر الاشتراكي في ظاهره تفكك، وفي حقيقته بقي متماسكاً الى حدّ حافظ به على كيانه.
▪والصحيح أن أنظمة حلف وارسو اخترقت الدول الرأسمالية وحلف الناتو.

وبالتالي لم تنفرد امريكا في التصرف بالعالم، وبقي الصراع السياسي والحروب قائماً بين الشرق والغرب.

لقد اتعبت انصارك يا سيد أردوغان !!!

بل وأحرجتهم، باستقبالك التاريخي لرئيس إسرائيل هرتسوغ.
نعم، قرأنا بعض التأويلات أو التبريرات الباردة لهذه العلاقات والتطبيع التركي الإسرائيلي.
وحينها تذكرت، أن الشيطان سبق أن تأول عدم السجود لآدم بلا خجل.

أما عن موقفي من التطبيع، فقد سبق ان كتبت فيه. فالرئيس أردوغان في سياسيته للتطبيع أخطأ وإن كان لتطبيعه وجهة نظر من زاوية معينه، لكن هذه الزاوية لا تخطر على باله أصلاً حتى نتأول له ما فعل.

ما يؤخذ على السيد أردوغان التغطية على تعميق علاقات تركيا بإسرائيل يوماً بعد يوم، من خلال المتاجرة والمجاهرة بالقضية الفلسطينية، كما فعله سين وصاد من الرؤساء ولا زالوا يفعلون، وعلى رأسهم إيران.

صحيح أن السيد اردوغان قد خسر الكثير من أنصاره في الوطن العربي والعالم الإسلامي بسبب توالي تعميق علاقاته مع دولة الاحتلال الصهيوني، واستقباله التاريخي لرئيس إسرائيل اسحق هرتسوغ أمس…

لكن هذه النسبة من أنصاره التي انتقدت اردوغان، بل منهم من سبّه أو لعنه، ستعود نسبة جيدة منهم لتأييده مرة أخرى بمجرد قيام السيد أردوغان بحركة أو مسرحية ضد إسرائيل، أو بإطلاق تصريح نارى غير مسبوق.

وهكذا، يتم التلاعب بأتباعه وأنصاره وجرجرتهم من وادٍ الى آخر، كما فعل من قبل عبد الناصر، والخميني، والقذافي والأسد الأب والابن وغيرهم… فكل تهديداتهم كانت صورية من جنس التلاعب بالعواطف لسلب إرادة الامة ووعيها لمصلحة العدو.

ومعظم هذا الصنف من الزعماء قاموا بما قاموا به لصالح العدو مع انشراح الصدر، وقَلّ منهم من خدم العدو وهو مُكره غير راضٍ قلبياً.

١٠/٣/٣٠٢٢

من أساليب اليهو / دية والماركسية

تخترق بعض الأنظمة الإسلامية فتتحكّم بها بواسطة رئيس مسلم نافع مغفّل تُشيد به وتُلمَعه لدى المسلمين بواسطة الميديا المرتبطة بها، فتحرث على ظهره دهراً لحين تُصبح سمعته مثل الطين،،،  فحين يصحوا المسلمين على فضائحه وفساده، عندها تبدأ أبواقهم الإعلامية بالهجوم عليه وعلى الإسلام معاً.

كما يقول المثل:
( مِن دِهنه قَلّليله).

عدنان الصوص
١٢/٣/٢٠٢٢

 

 

Scroll to Top