القذافي المجرم مستمر في إجرامه بالشعب الليبي بفضل دعم القوى والأنظمة الصهيونية… شركة أمن إسرائيلية تمده بالمرتزقة من إفريقيا… صربيا الدولة الأشد عداء للمسلمين تستميت في إمداده بالطائرات والأسلحة… النظام البعثي في سوريا الذي يزعم المقاومة يرسل إلى القذافي الطيارين وقوات المغاوير والقوات الخاصة، وعندما قتل أحدهم زعم النظام السوري أنه قتل في الجولان!! يا للمهزلة ويا للعار… كيف يحق للقذافي الذي انفض عنه جيشه أن يستعين بالمرتزقة والأجانب بينما الشعب الليبي صاحب الحق لا يجوز له؟ هل نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد الشعب الليبي يذبح؟ كلا بل يحق أيضا للشعب الليبي بقيادة المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي أن يتسلح ويطلب المساعدات الدولية ويشتري الأسلحة وتشارك معه طائرات أجنبية في ضرب مقرات القذافي مع التأكيد على رفض أي تدخل بسيادة الشعب الليبي.
نرفض أي تدخل عسكري أجنبي بسيادة القيادة الليبية الشرعية المتمثلة بالمجلس الوطني الانتقالي، ما ندعو إليه هو مساندة الشعب الليبي ومجلسه الوطني تماما كما تساند أنظمة الصهاينة القذافي، فلا يكفي مجرد الحظر الجوي بوجود كل هذه القوى الإجرامية الصهيونية المستميتة في الدفاع عن القذافي، والذي أعلن أخيرا بكل صراحة أنه موجود من أجل أمن إسرائيل، وإن كل من يساعد هذا المجرم هو أيضا يحمي أمن إسرائيل مهما ادعى أنه يدعم المقاومة، وقد ذكرنا في موضوعنا ما الذي يجب القيام به فورا لإنقاذ الشعب الليبي؟ أن الشعب الليبي يحتاج إلى ضربات جوية، والوقائع على الأرض تثبت الآن مع تراجع الثوار واستمرار الكر والفر، بأن هذه الثورة الشعبية لن تنتهِ حتى لو تم فرض حظر جوي، فإن القوى المادية والأسلحة التي هي مع القذافي تعادل عزيمة وقوة إيمان الثوار، وربما لا ينتهي الأمر إلا بالتقسيم أو الصوملة أو استشهاد نصف الشعب الليبي في مجزرة مماثلة لمجزرة أصحاب الأخدود، فماذا ينتظر الشعب الليبي؟ وهل يسامحنا الله تعالى وهل يسامحنا التاريخ إذا كنا نستطيع تجنب هذه المجزرة ولم نفعل؟ كلا… فالمسؤولية تقع على عاتقنا أولا قبل غيرنا وعلى عاتق الشعب الليبي ومجلسه الوطني الانتقالي.
ليس صحيحا أن فرض الحظر الجوي أو استقدام الأسلحة الأجنبية أو حتى الطلب من الغرب بالقيام بطلعات جوية وتوجيه ضربات للقذافي، ليس صحيحا أن هذا تدخل غربي في سيادة الشعب الليبي كما يزعم النظام السوري الذي يحمي الدولة الصهيونية ويرسل جنوده لقتل أبناء ليبيا، فالفرق في هذه الحالة وبين حالة العراق كبير جدا، ففي ليبيا يوجد مجلس حكم ومجلس وطني وجيش وثوار وشعب أبي، يطلبون نجدة عسكرية بكل عزة وكرامة وبطلب منهم وتحت إشرافهم وبدون تدخل في سيادتهم، تماما كما يطلب القذافي اليهودي مساعدة المجرمين والصهاينة.
أيها الشعب الليبي، إن العالم الغربي لا يتحرك إلا لمصالحه، وهذا أمر طبيعي معلوم، فهو ليس ولي أمر المسلمين ولا هو دولة خلافة إسلامية، يجب علينا أن ندرك هذا جيداَ ونتعامل معه على هذا الأساس. أما القذافي فقد فهم هذه المسألة ويحاول الحصول على دعم غربي رغم العقوبات عليه، ورغم عدائه للغرب، وقد حصل على دعم من رفاقه في الأيديولوجية الصهيونية والاشتراكية، فأنتم أيها الشعب الليبي أولى وأحق بهذا الدعم والتسليح، وأنتم أولى بالطائرات والطيارين، أنتم على الحق وهو على الباطل، أنتم الأولى بالحصول على مساعدة المجتمع الدولي والقوى الديمقراطية في العالم، فلا تصغوا إلى زخرف القول ولا تجعلوا القذافي يتفوق عليكم. نعم لفرض حظر جوي على نظام القذافي المترنح، ونعم لتوجيه ضربات صاروخية لمواقع أسلحته وإعلامه واتصالاته ومراكز قوته. (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).