تناقلت بعض المصادر الاعلامية يوم 5/2/2015 خبرا يدّعي بان (داعش) قررت إعادة كتابة القرآن وهدم الكعبة، وبعد البحث عن الخبر وجدته خبرا قديما نشر في شهر 7/2014، فقرات بعض الردود والتعليقات على الخبر فكانت بين مستهجنة ومؤيدة.
وأمام هكذا اخبار مثيرة للغاية، ما هو القول السديد في المسالة؟
وهل من الممكن ان يجرؤ سني على إعادة كتابة المصحف او هدم الكعبة؟
وان كان الامر باستحالة قيام سني بذلك، فمن تلك الجهة المرشحة لفعل مثل هذه الكبائر الدالة على خبث نفوس صانعيها وعلى حقدهم على الاسلام السني؟
قلت:
أولا: لا يوجد سنّي موحد يقوم بمثل هذه الافعال ابدا فهي كفر بيّن وواضح حيث من المعلوم من الدين بالضرورة صحة كتاب الله وقدسية الكعبة المشرفة.
ثانيا: المرشحون لمثل هذا الفعل هم الرافضة او القرامطة او الشيوعيون او اليهود الحاقدين على الكتب السماوية المحرفون لها.
امام هاتان الحقيقتان، فهل داعش تجرؤ على فعل ذلك؟
قلت:
تكون الاجابة بحسب اعتقاد المرء في (داعش) ، فمن اعتقد بأنها سنية نقية مجاهدة استنكر الخبر وكذّبه، ومن اعتقد بان ( داعش) كلها هم جماعة وتنظيم مكون من شذاذ الآفاق (رافضة وشيوعيون وموساد وغيرهم) اعتقد صحة الخبر، وعلى أقل تقدير رجح صوابه.
إذن يكون الجواب بحسب اعتقاد الرجل في ماهية (داعش) واصلها.
فما هي حقيقة (داعش) ؟
من وجهة نظري، فان (داعش) تجمع بين المتناقضات الفكرية بشكل ملحوظ، لاحظتُه وغيري من المراقبين، كما لاحظه بعض منظري التيار الجهادي مثل ابو محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني. وغيرهم من دونهم كـ محمد الشلبي (ابو سياف)، وأبو علي الحربي. حتى وصل الامر بوصف (داعش) بـ (كلاب اهل النار)، وان خلافتهم (الوهمية) اشبه بنهج الروافض كما ذكر ذلك في حقهم ابو قتادة الفلسطيني. بل صرح ابو سياف عدة مرات بوجود قيادات بعثية اشتراكية في صفوف داعش، كما صرح ابو علي الحربي بعد تسليم نفسه للسفارة السعودية في تركيا، بعمالة التنظيم لموسكو ولإيران.
كل هذه الشهادات من داخل التنظيم التي اسردها هنا كنت اقول بوجودها في تنظيم القاعدة قبل حوالي (15) سنة من الآن. وكنت انتظر فقط مثل هذه الاعترافات والأدلة وغيرها سواء من قبل الشباب المفتون بحركة الجهاد السنية ام من قبل مراكز الدراسات ومختلف وسائل الاعلام.
وعليه، وبعد اعتراف منظري التيار الجهادي باختراق التنظيم من قبل ايران وموسكو واعترافهم بدولتهم انها مشابه لدولة الامام الرافضي الغائب، وان ثمة قيادات بعثية اشتراكية ذات قرار في التنظيم، بعد ذلك نستطيع وبكل مسؤولية التوصل الى النتيجة التالية فيما يتعلق بالخبر الذي نشر قبل فترة وأعيد نشره قريبا بان (داعش) قررت إعادة كتابة القرآن وهدم الكعبة.
النتيجة هي أن خبر قرار (داعش) بإعادة كتابة المصحف وهدم الكعبة يكون واردا ومتوقعا، ولكن هذا القرار سيصدر عن شذاذ الآفاق من رافضة وشيوعيين اشتراكيين في التنظيم لأن هؤلاء من منتجات اليهودية صاحبة الحقد الاكبر على القرآن والكعبة المشرفة.
اما المقاتلون المنتسبون لـ (داعش) من اهل السنة سواء كانوا صغارا في التنظيم ام كبارا فيه، فهؤلاء لا ولن يكون لهم يد في هذه الجريمة النكراء، بل سيستنكرونها. وسيفجعون بها وسيتركون التنظيم متى تأكدوا من صحة نسبتها لـ (داعش).
وأمام هذه النتيجة المفجعة يتأكد لكل دارس بأن (داعش) هي حلقة من حلقات دولة الدجال (المهدي المنتظر) التي يسعى الرافضة لإقامتها وهي نفسها دولة مسيح اليهود المنتظر الذي سيقيم لهم دولتهم الكبرى.
أفبعد هذا البيان بيان؟
والحمد لله رب العالمين،
الكاتب والباحث: عدنان الصوص