محاربة ومقاتلة داعش فريضة دينية ووطنية

بعد نشر داعش فيديو حرق الشهيد بإذن الله الطيار معاذ الكساسبة، أصدر شيخ الأزهر بيانا يدعو لقطع أيدي وأرجل داعش، وهي ليست فتوى بل بيان لحكم الله في الجماعات الارهابية التي تعيث في الأرض فساداً وتزهق الأرواح البريئة، وأوضح أن الإسلام حرم «التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي»، وأشار إلى أن هذه العقوبة هي حد الحرابة الذي ينص عليه القرآن الكريم لقطاع الطرق ومن يقومون بإرهاب الناس وأعمال السلب والنهب. ومن المعروف ان القاتل لا يرتدع الا من خلال عقوبة تتلاءم مع طبيعة أفعاله، فلا يمكن أن يترك القاتل على فساده.

 

لكن هذا البيان أثار جدلا بأنه كيف نحارب داعش بنفس أساليبها، لكن في الواقع هذا حكم الله المستحق عليهم بشكله الصحيح، وليس من نفس أساليب داعش التي هي تطبيق عكسي ومتشدد لأحكام الإسلام، وهذا الجدل أغفل سماحة الإسلام الذي فتح باب التوبة للمفسدين في الأرض بالعفو عنهم إذا تابوا قبل أن نقدر عليهم، ولكن أسلوب وسائل بعض الإعلام كان له دور في إظهار بيان شيخ الأزهر بطريقة كما لو أنه يدعو لاستعمال أساليب داعش لمحاربتهم!

ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: “سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة“.

هذه هي الطائفة المسماة بـ: الخوارج؛ لأنهم يغلون في الدين ويكفرون المسلمين بالذنوب التي لم يجعلها الإِسلام مكفرة، وقد خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنكروا عليه أشياء فدعاهم إلى الحق وناظرهم في ذلك فرجع كثير منهم إلى الصواب وبقي آخرون، فلما تعدوا على المسلمين قاتلهم علي رضي الله عنه وقاتلهم الأئمة بعده؛ عملاً بالحديث المذكور وما جاء في معناه من الأحاديث، وداعش تمثل أحدث وأخطر نسخة من الخوارج.

بقيت مسألة كيف نقاتل الدواعش جملةً وفيهم الصالحون المخدوعون؟ فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يغزو جيشٌ الكعبةَ فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأولهم وآخرهم”. قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يُخسَف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومَن ليس منهم؟ قال: “يُخسَف بأولهم وآخرهم ويبعثون على نياتهم”.

فنحن مأمورون بقتال البغاة ولو كانوا مؤمنين، يقاتَلون على بغيهم حتى ينتهي بغيهم. ونحن مأمورون بقتال الخوارج الذين كفّروا المسلمين واستباحوا دماءهم، نقاتلهم على ما هم عليه من إخلاص وشجاعة وعلى ما يَظهر فيهم من مبالغة في الطاعة والعبادة، ففي حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قاتلهم كان أَولى بالله منهم”.

إعداد وجمع:

زاهر بشير طلب

كاتب وباحث

Scroll to Top