التطور الايجابي والتقدم العلمي عبر العصور

▪الخط العام في الدنيا هو التطور الايجابي والتقدم العلمي عبر الدهور منذ آدم عليه السلام الى يوم القيامة.
لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، الخطاب للكفار، ودلالته التقدم العلمي مع الزمن في الفضاء وفي الانفس وغيره.

وقوله تعالى:
(حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). والشاهد هنا قوله تعالى: (وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا).

فقد بدأ الانسان في سبر الفضاء والعيش فيه، والتلاعب بالجينات، والخلايا الجذعية ، والتقدم النووي وغيره.. فظنوا أنهم قادرون غدا على كل ما يريدون… مع وجود العلوم والمال والارادة والتحدي…

▪أما في باب الدين والاخلاق، فالخط العام ينحدر نزولاً. ☆فقد بوّب البخاري فقال:

باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه
(حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم).

كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الساعة لن تقوم حتى لا يكون في الأرض من يذكر اسم الله و يعبده، وأن القيامة إنما تقوم على شرار الخلق، ولا تقوم إلا على الكفرة بعد قبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، عندها يخرب هذا العالم، وعليه فخراب العالم إنما هو بفقد التوحيد والإيمان، أما إذا كان التوحيد والإيمان قائمًا فلا تقوم الساعة ولا يخرب هذا الكون.

لما رواه مسلم عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ، اللهُ”.
هذا والله أعلم….
عدنان الصوص

تعليق:

أعتقد أن الخط الديني والخلقي هو أيضا نحو التطور من ناحية إيجابية وأيضا من ناحية سلبية. فمن الناحية الإيجابية، تتجه رسالات الأنبياء للكمال من سيدنا نوح وإبراهيم وانتهاء بسيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام، كما يتجه الفقه والتفسير وباقي العلوم الإسلامية نحو مزيد من التطور على مر العصور.

ومن ناحية أخلاق بشرية عامة محضة، تتجه الشعوب الى نبذ الرق وإقرار حقوق الإنسان الخ. ولأن هذا الأمر هو معركة بين بني آدم وإبليس، بقيت كل السلبيات والدجليات والشركيات تحاول التطور هي الأخرى، فمن المذهل أنه كلما تقدم الزمن يزداد الدجل والقتل والإرهاب والفجور والنهب بالجملة متحديا كل التطور الأخلاقي والدني المتواصل!

توجد هناك أيضا ظاهرة اضمحلال الإيمان والالتزام والأخلاق والعلم الديني وحتى الدنيوي بمضي الزمن، وهي ظاهرة تشمل كل شيء في الكون سواء كان ماديا محسوسا أو معنويا، وهي ما يُطلق عليها في الفيزياء بظاهرة أو “قانون الديناميكا الحرارية” الذي ينص على أن الطاقة أو الحرارة – ومنه أيضا العلم والحضارة وأي بناء مادي أو معنوي – يتجه مع الزمن من التنظيم إلى الفوضى والتشتت. ويبدو أن قوة الإيمان وحفظ نصوص الوحي مشمولة في هذا ما عدا القرآن.

وعلى الرغم من صحة هذا القانون، إلا أنه من الملاحظ كذلك أن هناك خط آخر يجعل الأمور تتطور الى الأكثر تعقيدا وتنظيما، ولكن هذا يحدث بفعل متعمد من الله تعالى ثم البشر، وليس تلقائيا مثل الاتجاه للتشتت.
زاهر طلب

Scroll to Top