مشكلة الناس مع الكورونا

يعتبر وباء كورونا مشكلة بسيطة ومعقدة في آن واحد، وكذلك حساسة. فلو لم يتم التحذير منه فسوف تكون مسؤولية ما يحصل للمصابين في ذمة المجتمع الطبي ومنطمة الصحة العالمية، وفي نفس الوقت اذا تم التحذير واتخاذ االتدابير فسوف تقع مشكلة اقتصادية. لكن ليس من وظيفة منظمة الصحة التفكير بأمور وحسابت الاقتصاد، فهذه وظيفة السياسيين، بالقيام بتقدير الأولويات والموزانات، والترجيح بينها، أما المجتمع الطبي فوظيفته تقديم تحذيرات وتقارير، وكذلك وظيفة خبراء الاقتصاد. ثم يقرر كل إداري وحاكم في كل بلد أو منطقة اختيار القرار المناسب بأقل الشرين. والذي كذلك هو مبدأ الشريعة الاسلامية والفطرة الانسانية. فأي شخص يعارض إجراءات الوقاية من الوباء لأنها تضر بالاقتصاد، نقول له بأن الجميع لا زال يحلم بالوصول إلى حل يحفظ الأمرين.

وهكذا كان كل شيء يسير في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فتحمل حصار شعب ابي طالب والضرر الاقتصادي الناجم، بهدف تجنب الشر الأكبر الذي هو العودة الى الكفر والشر. وأمر بالهجرة الى المدينة فخسر معظم المهاجرين بيوتهم وأموالهم في سبيل الله. وهكذا يجب أن يعاد ويكرر بأن هذه الاجراءات المتخذة كلها أهون الشرور، وهي إجراءات متفق دوليا عليها، ومعروفة ومقررة سلفا في مثل حالات الطورائ، وليست كتالوجًا تم وضعه وتوزيعه على الدول حديثا كما يعتقد بعض أصحاب نظريات المؤامرة. فلو كلف أحدهم نفسه ببعض البحث في علم الوباء وكيفية مواجهته لعثر ما يظنونه الكتالوج وأصبح هو نفسه العصفورة التي تسرب الأخبار!

بالاتفاق بأن هذا الوباء حقيقي ويستحق هذه الإجراءات وأنها أقل ضررًا من تركه ينتشر، يظل هناك إمكانية أن يكون الوباء الحقيقي هذا قد تم تصنيعه في المختبرات وإطلاقه عمدًا، وفي هذه الحالة كذلك نشكر الله تعالى على التوفيق لسرعة اتخاذ الإجراءات، بدلًا من التهكم حول الأمر كما لو كان فيلم سنمائي ننتظر بقية أحداثه! وإنما بالتفكير بكيفية اتخاذ الإجراءات الدولية والقانونية حيال ذلك في المؤسسات الدولية المعنية من قبل أصحاب القرار.

إنه لمن المعيب حقًا عندما نتخيل مقدار الاعتراض الخفي على أقدار الله تعالى فيما حصل، فلطالما مرت بالبشرية عبر تاريخا العديد من الأوبئة والكوارث الطبيعية والحروب وما شابه، فلماذا ننسى وصية النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم كل شخص منطقة وجوده وقت وقوع الوباء؟ كما قاس عليها الفقهاء أيضا بوجوب لزوم البيوت عندما يلزم ذلك ايضًا حسب تعليمات المختصين وأوامر الحكومات.

فأين هي قيم الصبر التي يفتخر بها المؤمنين؟ أذهبت عند أول ابتلاء؟ فحتى لو كان مؤامرة، فنحن مبتلون من الله تعالى بهؤلاء الشيوعيين ومؤامراتهم! وهذا الابتلاء الأخير ليس له من علاج سوى الحظر، وان شاء الله يزول قريبًا.

يا أيها الذين آمنوا… اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله وسوله فقد فاز فوزا عظيما.
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصبيهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.

زاهر طلب

3/7/2020

Scroll to Top