مذهب الخوارج والمصلحين المفسدين!

كان الخوارج أعبدَ الناس لله؛ فأرادوا إقامة (العدل) حسب فهمهم وتأويلهم المنحرف الفاسد، فكفّروا لأجل إقامته من خالفهم من المسلمين، وجرّدوهم من دينهم، وقتلوا الأنفس والذراري، واستباحوا الأموال، وسَبَوا النساء. وهذه الشنائع التي اقترفوا؛ تُعدّ كبرى الضرورات المعتبرة شرعاً وعقلاً و(عرفاً إنسانياً) لإقامة الحياة. فاستحقوا لأجل ذلك القتل رغم نواياهم الحسنة وكثرة صلاتهم وصيامهم.

وفي هذ الزمان المعاصر؛ اعتنق فريق من المسلمين الماركسية، فاستحلوا لأجل إقامة العدالة الاجتماعية – حسب تعبيرهم – وهدفهم الباطني؛ الضرورات الخمس كلها كذلك.

ثم جاء الدواعش فاتبعوا سبيل الخوارج، ووعي ماركس السياسي، وذلك لأجل إقامة العدل عن طريق إقامة الخلافة ونصب الخليفة. فاستحقوا القتل والقتال.

العبرة:

أي صاحب هدف نبيلٍ ومقصدٍ شرعيٍ جميلٍ مهما علا شأنه؛ فأدى تحقيقه أو آلَ إلى انتهاك الضرورات الخمس كلها أو بعضها؛ فعمله هذا فاسد، وكان له نصيب من الذم حتى لو كان مذهبه مخالفاً ومناقضاً للخوارج وللماركسية وللدواعش.

٢٥/٢/٢٠١٨

عدنان الصوص

Scroll to Top