الحملة الصهيونية على غزة لا تستهدف حماس أصلا، بل تستهدف دولا عربية وحكاما يفهمون مخططات اليهود ويعرفون كيف يتعاملون معها، إسرائيل لا تريد التخلص من حماس ولا من قياداتها، بل انهم يستعملون حماس كورقة رابحة تستعمل لتحقيق اهداف حملتهم غير المعلنة، وقد صرحت اسرائيل بان عمليتها البرية لا تهدف الى اسقاط حكم حماس في غزة.
والسؤال الذي ليس له جواب بالنسبة اليهود هو لماذا لا تقوم اسرائيل بالتخلص من حكم حماس مرة واحده وللأبد ما دامت الفرصة سانحة لهم الآناذا كانت حماس وصواريخها وانفاقها يضرون بأمن إسرائيل؟!
الجواب هو انه كلما ارادت اسرائيل ان تسقط وتتخلص من رئيس أو حاكم أو نظام عربي يقف حجر عثرة في طريق اقامة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل استعملت حماس لتبدأ معها حربا تحقق من ورائها مخططاتها.
اسرائيل تعرف أن عاطفة الامة دينية وانها ستتعاطف مع حماس، وهذا ما يساعدها على تحقيق ما تخطط له، ولذلك تقوم إسرائيل عمدا باستهداف العزل من الأطفال والنساء وتترك الإعلام المتعاون من تحت الطاولة معها كقناة الجزيرة وغيرها بنشر الأخبار بكثافة لإثارة عاطفة المشاهد، وبنفس الوقت تبدأ هذه القنوات بالقاء اللوم على عباس والسيسي والإمارت كما نسمع ونرى على مدار الساعة، ومهاجمة القنوات الإعلامية التي تفضح مخططات اسرائيل.
هنا تبدأ مخططات اليهود بأخذ مجراها في امتنا، ونتيجة لبث هذه القنوات للمناظر المحزنة والمؤثرة، تنتج حاله سيكولوجية تهييجية هستيرية لعاطفة المشاهد العربي والمسلم، وهذا هو المطلوب الآن صهيونيا.
وتبدأ قناة الجزيرة باستضافة اشخاص موظفين ومدربين عند الموساد، يظهرون كضيوف في برامج مثل الاتجاه المعاكس او لقاء مع عبد الباري عطوان او تحليل لعزمي بشاره او لجورج جالواي، لخلق قصة دجلية او اشاعة تلصق وتنسب الى عباس او السيسي او السعودية فيتحول هذا الغضب العربي العارم ضد إسرائيل الى هؤلاء الحكام والدول! بسرعة تبدأ الشتائم واللعنات، وننسى اجرام اليهود وافعالهم ونحول غضبنا على هؤلاء!
وهنا تبدأ مخططات اليهود باخذ فاعليتها في امتنا، فتسقط الجبهة الداخلية، ونلتهي شتما وتخوينا ببعضنا وقد تصل عند البعض الى تخوين الحكام والقاء اللوم عليهم ونعتهم بالمنبطحين والخونة والعملاء واذناب اليهود وحماة حدود اسرائيل ألخ… وقد توضع صور بعض حكامنا المستهدفين مع صور قادة لليهود زورا وبهتانا بقصد تصنيفهم بانهم عملاء لهم، فتبدأ حالة التخريب والتدمير الذاتي وقد تؤدي الى ثورة عارمة في ذلك البلد او مواجهة مع الأمن أو الجيش، وهذا ما يسعى اليه اعداء امتنا ليخترقوا بلادنا ويصلوا الى سدة الحكم محققين بذلك مخططاتهم ونكون نحن الخاسرين، ونكون نحن من اعناهم واوصلناهم الى مرادهم باقل الخسائر والتكاليف.
الان بقي ان نلاحظ من من حكامنا العرب مستهدفين من وراء هذه الحرب بالصور والقصص والاشاعات الكاذبة وسنعرف مضمون المخطط الصهيوني، وسنعرف من هو المستهدف بكل ما يحصل في غزة.
بقلم: أحمد راغب