يقول المثل: (قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت).
والمقصود بـ (الصاحب) هنا، هو من اتخذه الشخص أو الفئة أو الدولة خليلا وصديقا وفياً وانسجم معه في منهجه الفكري أو السياسي مثلا، ويخرج منه من كانت صحبته لمصلحة شخصية أو دنيوية اقتضتها الظروف والمرحلة مع مخالفته له بالفكر أو السياسية. فإنه لا يجوز الحكم على الشخص من خلال تلك العلاقات العابرة.
وعلى ذلك: يحق لنا أن نجعل المثل كالتالي: ( قل لي من تُحالف، أقل لك من أنت).
لماذا غيرنا قليلا في كلمات هذا المثل، واخترنا كلمة التحالف بدلا عن الصحبة؟
ج: كي نفرق بين تحالف وتحالف، وذلك لتصحيح الخلل في فهم حقيقة التحالفات بين الأشخاص أو الفئات او الدول. وما ينطبق على قولنا فيمن تصاحب أعلاه ينطبق كذلك على قولنا: (فيمن تحالف).
والمقصود بالتحالف هنا في قولنا “قل لي من تُحالف، أقل لك من أنت”.
هو من اتخذه الشخص أو الفئة أو الدولة حليفا وصديقا وفياً لتوافقه مع منهجه الفكري أو السياسي أو العقدي، ويخرج منه من كان تحالفه لمصلحة شخصية أو دنيوية اقتضتها الظروف والمرحلة مع مخالفته لمنهجه الفكري أو السياسي أو العقدي. فإنه لا يجوز الحكم على الشخص أو الفئة أو الدولة من خلال تلك العلاقات العابرة أو الدبلوماسية، حتى لو كانت اتفاقيات دولية مبنية على مصالح مشتركة بين البلدين فإن المثل لا ينطبق على مثل هذه الحالة.
وأسوء درجات التحالف المذموم من بين العديد من الصور، هو التحالف مع المخالف المعادي للإسلام وخاصة مع المنافقين، كالرافضة واليساريين الماركسيين مع الإعجاب بمناهجهم الثورية أو الفكرية أو السياسية. فكيف الحال بمن تحالف مع أؤلئك لأجل ذلك كله؟
وأفضل درجات التحالف المحمود من بين العديد من الصور، هو التحالف مع غير المعادين للدين من غير إعجاب بمناهجهم الفكرية أو السياسية، وكانت نتيجة هذا التحالف لمصلحة الأمة.
ومن الخطأ الشنيع، وصف التحالف المحمود بالمذموم، والتحالف المذموم بالمحمود!!! وقد كثر القائلين بمثل هذا الخطأ مع الأسف.
والحمد لله رب العالمين
17/5/2013