يظهر أن البعض ممن كان له موقفا شجاعا ضد النظام البعثي السوري الاشتراكي، يظهر بأنه قد فقد البوصلة وأن موقفه بدأ يترنح بسبب السياسة الاسرائيلية المضللة التي قامت من خلالها بقصف جبال قاسيون، فأصبح وكأنه لا يفهم شيئا مما يجري ونسي اكبر الثوابت وعلى رأسها عمالة حزب البعث الاشتراكي لإسرائيل وإسقاطه للبلاد والعباد في حرب عام 67 بأوامر الانسحاب قبل أن يتحرك العدو للجبهة السورية، وغيرها من الادلة النظرية والعملية على عمالة هذا النظام لإسرائيل.
كما ونسي أؤلئك الاصحاب القانون القذر الذي تستخدمه إسرائيل مع وكلائها القائم على التهديدات والحروب المصطنعة التي تصل الى حد الاستشهاد في سبيل القضايا التي تخدم إسرائيل. أسفي على من لا يقرأ المبادئ ويتشبث ببعض المواقف التكتيكية ويترك بعضها الآخر المنسجم مع الاصول والمبادئ.
فها قد نجحت إسرائيل بإعادة بعض الثقة لنظام الاسد الاشتراكي الحليف الاستراتيجي لها بهذه المسرحية من جهة، وأضعفت الجبهة المعارضة للنظام من جهة أخرى. حيث وكأن حالهم يقول: كيف نقف مع إسرائيل ضد النظام السوري؟
نحن لا نريد أن نردد ما يتناقله البعض بأن إسرائيل بهذه الضربة أحبطت إنقلابا ضد نظام البعث العربي الاشتراكي السوري. ولا نريد أن نردد كذلك آراء من يقولون بأن هذه الضربة كانت من إسرائيل لإيهام الغرب بأنها قامت بقصف وتدمير الاسلحة الكيماوية لدى النظام، أي: ان اسرائيل أضعفت من موقف امريكا والغرب ممن يهددون بالتدخل في حال قيام النظام باستخدام السلاح الكيماوي.
إننا لا نريد أن نردد هذا وذاك ولا غيره مما سيتكشف بعد حين، كوننا نمتلك من الادلة النظرية العقائدية والعملية التاريخية على عمالة النظام السوري الاشتراكي لإسرائيل. حتى لو ردّ النظام على هذا الهجوم كما كان يفعل حزب الله فلن يغير من واقعه وعمالته لإسرائيل فهي مسرحيات توقعناها وتوقعنا من قبلها الكثير ونتوقع غيرها لاحقا.
في 6/5/2013