حين تنعكس التصورات يحزن المسلم ويندم لانكسار أخطر عدو لدود للإنسانية والإسلام معا وهي الشيوعية، تلك التي قتلت منّا مائة مليون مسلم فقط لأنهم مسلمون!!!.
هذا العدو الذي أتى على الضرورات الخمس جميعها، ولم يُبْقِ من بعضها إلا بعض المظاهر هنا أوهنالك لذر الرماد في العيون وللدعاية الكاذبة المضللة على أن في الشيوعية حرية وعدل وثراء.
اتدرون لماذا ندم وحزن القيادي العريق والمؤسس في جماعة الاخوان المسلمين الدكتور (إسحاق الفرحان) على انكسار الشيوعية في العالم ـ على حد تصوره ـ؟
لأنه صدّق وآمن بأن الدول الرأسمالية الغربية وأمريكا أخطر على الإسلام من الدول الشيوعية؟
وهكذا يتم برمجة عقولنا من خلال عكس التصورات، فالعدو الأكبر يصبح عدوا أصغر والعكس صحيح، والصديق يصبح عدوا، والعدو يصبح صديقا!!
إنها السنوات الخداعة يا قوم!!!
فقد قالت صحيفة القدس العربي بتاريخ 23/2/2006 معلقة على تصريحات الدكتور الفرحان بهذا الشأن: “ويسجل الفرحان بأنه شعر قليلا من الندم كإسلامي عربي على استهداف الشيوعية في لحظة مّا وهي تحديدا عندما رأى ما الذي يفعله في العالم القطب الواحد ويقصد أمريكا”أ.هـ.
قلت: لذا لما انعكست التصورات، انعكس الحكم على درجات الأعداء والمقارنة بينهما لدى القوم، فتحالفوا مع كل من أيران الخمينية ومع الشيوعية الماركسية أو بقاياها ـ على حد تصور البعض ـ ضد الغرب الديموقراطي الرأسمالي. واعتبروا ذلك قمة الوعي السياسي. وبهذا وقعوا في شرك اليهودية او الصهيونية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. لماذا؟
لأن كلا العقيدتين الرافضية والماركسية الشيوعية منتج يهودي خطير جدا جدا لتحقيق عقائد التوراة والتلمود، وهذه من معانى الدجل وفتنة الدجال. وقولنا هذا لا يعني أبدا اعطاء الغرب صك غفران، ولكن بعض الشر أهون من بعض، بل إن الغرب يعمل حاليا ضد الشيوعية والخمينية اللتان تعتبران العدو الأخطر على الإسلام والمسلمين. فلماذا لا نستثمر هذا التوجه لدى الغرب لكسرهما ودحرهما باعتبارهما العدو الاخطر المشترك بيننا؟
ألم يفرح المؤمنون وأبو بكر رضي الله عنه لانتصار الروم على الفرس وكلاهما شر؟ فلو انعكست التصورات لدى المؤمنين يومئذ لفرحوا مع قريش لانكسار الروم على يد الفرس. فلماذا يحزن الدكتور الفرحان لانكسار الشيوعية إذن وهي الأشد مرارة علينا؟
قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).