بوتين هو ابن دوجين ودوجين ابن لينين…
هكذا يفهم قارئ العقائد والمبادئ حقيقة بوتين.
بوتين ابن لينين، فهو يُتقن فن الدجل والخداغ من خلال التظاهر بالديموقراطية والاعتدال والسلام واحترام الأديان وحقوق الإنسان، وبقية الشعارات الإنسانية، رغم قيامه بكل وضوح بتوسيع رقعة روسيا الاتحادية، والقتل والإبادة للشعوب التي اخذت استقلالها عن السوفييت، إلا أن الكثيرين خُدِعوا بالمظلومية التي يدّعيها بأن الغرب يريد هدم روسيا على رأسه.
وتذكرني مظلومية بوتين، بمظلومية اليه/ود.
هل كل أمر تقوم به خارج السّرب مرفوض؟
الجواب:
نعم، ولا…
▪مرفوض إن كان مصادماً للدين والاخلاق.
▪مرفوض إن كان مخالفا للأعراف المعتبرة شرعاُ.
▪غير مرفوض إن كان غير مخالف للدين والأخلاق.
▪غير مرفوض إن كان غير مخالف للأعراف المعتبرة.
مَن استبدّ بالرأي هلك
هل هذا “المَثَل” على إطلاقه؟
اولا: يجب معرفة المعنى المقصود هنا.
استبدّ الشّخص بالأمر: تعسَّف، انفرد به مِن غير مُشاركٍ له فيه.
ومنه ”استبدَّ الحاكمُ بقراراته- أو سلطة مستبِدَّة. انفردت بالقرارات دون مشورة او استخارة. فالسلطات الحاكمة منها المستبدّ، ومنها الشوري، وأقرب انظمة الحكم للشورى هي الأنظمة الديموقراطية حقيقة كما في الغرب، وليس صورة ودعاية كما في روسيا والصين.
ثانياً: هل الأنظمة المستبدة تخضع لهذا المثل؟
أي انها ستهلك؟
قلت: للاجابة يجب التفصيل قليلاً…
فرعون عليه لعنة الله أقام سلطته على الاستبداد والقهر ومعاندة الاديان، فلم يرضَ عن نفسه مرجعية للشعب أبداً.
(قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) (فاستخفّ قومه فأطاعوه..)
فالناظر الى المدة الزمنية التي أهلك الله فيها فرعون وحطم مُلكه لم تكن قريبة الأجل، بل احتاجت الى تراكمات من إقامة الحجج عليه من قبل موسى عليه السلام، ومقابلة ذلك بالعداء والاستهزاء والتكبر. أي لم تكن نهايته بمجرد استبداده، حيث بقي ظالما مستبداً هو ومن قبله من مستبدّي الفراعنة أجيالاً قبل مجيء موسى له.
ثم بعد ما أرسل الله موسى عليه السلام لفرعون، احتاج الأمر الى عقود أخرى. ومن هنا، نجد أن سلطة الكنيسة المستبدّة في العصور الوسطى احتاجت الى عشرات العقود للخلاص منها. في حين لا زال الاستبداد في روسيا الماركسية منذ أكثر من قرن، وفي الصين الماركسية قريبا من القرن.
ومن أمثلة أنظمة الشورى في القرآن التي سلِمت من الاستبداد في الرأي عند الأزمات، سلطة ملِكة سبأ، تلك التي استشارت أهل الرأي والمشورة في أمر سليمان لها بالاستسلام لله تعالى… فنجت من الهلاك هي وقومها، بعكس فرعون الذي قابل الايمان بدعوة موسى عليه السلام بالتكبر والارهاب.
العبرة: من أراد الخلاص من الأنظمة الاستبدادية وجب عليه…
▪سلوك طريق الـنبياء معهم، وخاصة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، إن كان مؤهلاً لذلك.
▪عدم القيام بخطوات ارتجالية او عاطفية ثورية لا تؤدي الى الخلاص من تلك الأنظمة المستبدة ولا تزيل مفسدتها، بل تزيد فسادهم فساداً آخر يصيب الضرورات الخمس للحياة الانسانية، كلها أو بعضها.
▪استحضار التاريخ وأخذ العبرة من الحركات الثورية في العالم التي أدت معظمها الى زيادة الويلات والقتل والتهجير والفساد.
▪تطبيق فقة وقواعد وشروط النصر في الإسلام.
مصطلح الحاكمية
الغلو في مصطلح الحاكمية والذي معناه تطبيق الشريعة من قبل الأنظمة الحاكمة، من حيث (مفهومه وحكم مخالفته)، هو كالغلو في حكم إقامة الخلافة ونصب الخليفة.
فالغلو الأول جعلوه أخص خصائص الألوهية، والغلو الثاني جعلوه ركن الاركان في الاسلام. وهذا من الخطأ الجسيم.
وعليه، فإن خوارج العصر نبتة تحريرية قطبية فاسدة.
هذا والله أعلم.
عدنان الصوص