إيران وتعطيل تشكيل الحكومة العراقية

بين حكومتين… عراقية ولبنانية

مضت ثمانية أشهر على الانتخابات البرلمانية العراقية دون القدرة على تشكيل حكومة لعدد من الأسباب… أهمها:
▪عدم قدرة أي حزب سياسي على كسب عدد المقاعد النيابية المطلوبة لتشكيلة الحكومة. علماً بأن عدد المقاعد الكلي هو ٣٢٩ مقعداً، وهو ما يحتاج الى نصفها زائد واحد لتشكيل الحكومة.
▪كان التيار الصدري الشيعي هو الأعلى حظاً فقد حصل على ٧٣ مقعداً. واستطاع من خلال التحالف مع بعض القوى الأخرى إشغال ١٧٥ مقعداً، وهي كانت كافية لتشكيل الحكومة.
▪استطاعت القوى المعارضة لتحالف الصدر عرقلة انتخاب رئيس الوزراء من خلال عدم حضور الجلسة، وبالتالي فقد المجلس الحد الأدنى المطلوب للحضور وهو الثلثين، ففشلت المحاولة.
▪تاه المشهد السياسي العراقي مرة أخرى بعد إعلان الصدر التوقف لمدة شهر في المشاركة السياسية.

العبرة:
▪ما يجري في العراق بخصوص تعطيل تشكيل الحكومة البرلمانية، سبق حصوله في لبنان، حيث عطل حزب الله تشكيل الحكومة اللبنانية لسنوات.
▪إيران الخمينية، ذراع ثوري تخريبي يسعى للهيمنة على البلاد المستهدفة بأي شكل كان، وإذا فقدت السيطرة بالبرلمان سعت الى العرقلة وتعطيل الحياة السياسية بالتالي المدنية والاجتماعية.
▪من الحكمة التعلم من لدغات وخيانات الشيعة تجاه العرب والمسلمين عبر التاريخ القديم والمعاصر، ما يوجب الوقوف بحزم ضد أطماعهم السياسية.
▪عدم موالاة إيران واستنساخ أساليبها الثورية، أو قبول إملآتها.

نزع النصّ من سياقه

نزع النصّ من سياقه سواء كان قرآناً أم حديثاً نبوياً، أو قول عالم، أم قول أي شخص آخر، وتأويله على غير المُراد أو عكس مفهومه، هو فخّ يصطادون به أهل العواطف والمتسرعين، ويعتبر جريمة.

أسفي على أمة فارقت ما أُمِرت به من التبيّن والتثبت. فأصبح قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)…
أصبح للتلاوة والتبرك فقط.

وهذا الأمر خطير، فإن ازدادت نسبة التحلّل من الأمر بالتبثت ثم ازدادت، يُخشى على المرء ولو كان متعلماً أن يصل الى درحة من قال الله تعالى فيهم…. (كمثل الحمار يحمل أسفاراً…. ).
في الفتن، كما هو مطلوب أن تمسك عليك لسانك، مطلوب أن تمسك قلملك كذلك.
اللهم نجنّا من فتن الكلام والبيان، ومن فتن الأقلام والسّنان.

الصوفية وأصحاب السامري

((فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم عن الحضور في المساجد وغيرها؛ ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم؛ هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق)).
من كلام الإمام (أبو بكر الطرطوشي)، كما ذكره القرطبي في تفسير الآية 93 من سورة طه/قصة السامريّ.

ونص الكلام بتمامه من تفسير القرطبي:
وقد سُئل الإمام أبو بكر الطرطوشي – رحمه الله – : ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ وأعلم – حرس الله مدته – أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد – صلى الله عليه وسلم -، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه. هل الحضور معهم جائز أم لا ؟ أفتونا مأجورين، وهذا القول الذي يذكرونه:

يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفرق والزلل
واعمل لنفسك صالحا
ما دام ينفعك العمل
أما الشباب فقد مضى
ومشيب رأسك قد نزل

وفي مثل هذا ونحوه . الجواب : – يرحمك الله – مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون؛ فهو دين الكفار وعباد العجل؛ وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى؛ وإنما كان يجلس النبي – صلى الله عليه وسلم – مع أصحابه كأنما على رءوسهم الطير من الوقار؛ فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم عن الحضور في المساجد وغيرها؛ ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم؛ هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق. انتهى.

عدنان الصوص

Scroll to Top