زوال إسرائيل: سيناريو قادم محتمل…

خطوة للخلف لأجل خطوتين للأمام

☆ تمهيد لا بد منه:

وهو أن اليه/ود منقسمين على أنفسهم في وسيلة إيجاد حل للمسألة اليهودية، وهل فلسطين هي نقطة الإزدلاف (نقطة الإنطلاق) للسيطرة على بلاد ما بين الفرات والنيل، ومن ثم إلى العالم أم لا؟

انقسمت رؤى اليه/ود في ذلك إلى:
▪انتظار المسيح الدجال: وهم الحسيديم وآخرين.
▪رؤية تروتسكي: وهي العمل على إيجاد الشيوعية ونشرها في العالم ثم بعد اكتمال نشرها سيذهبون إلى فلسطين بالمواصلات كونها تصبح واقعة تحت سيطرتهم ويعلنون دولتهم وعاصمتهم القدس بكل بساطة.
▪ رؤية ستالبن: بعد انتصار الثورة البلشفية عام ١٩١٧، عمل السوفييت على إقامة دولة لليهود في فلسطين وقد ناضلوا لأجل ذلك حتى استطاعوا فرضها على الأمم المتحدة بالبكاء والدهاء والمناورات عام ١٩٤٧. وهذه الرؤية حققت نصف نجاح، ثم تعثرت.

عارض التروتسكييون مشروع ستالين هذا، وكذلك الحسيديم وغيرهم، وقد اعتبروا أن مشروع قيام إسرائيل وتجميع اليهود فيها قبل انتشار الشيوعية في العالم كما يرى تروتسكي، وقبل قدوم الدجال كما يرى الحسيديم وغيرهم، اعتبروه مؤامرة أو خطراً على اليهود وينذر بانتهاء وجودهم.

بدأت إسرائيل بالتوسع خلال الحروب مع العرب منذ عام ١٩٤٨ في عدد من المعارك ثم عام 1967 بالتعاون المسبق مع القيادات العربية الاشتراكية، واستمر ذلك لحين بدأ السادات بهجوم حرب 1973 الذي توجه بانطلاق “عملية السلام”. فبدأت إسرائيل بالانكماش الجغرافي التدريجي. واستردّ العرب اكثر من ٩٠% من أرض المحتلة عام 1967 وقت النكسة.

نتج عن عملية السلام نتائح أضرّت بإسرائيل على المدى المتوسط وستضر بها أكثر على المدى البعيد لدرجة احتمال إزالتها، رغم أنها ثبّتت حدودها عند خط الهدنة عام ١٩٤٨. وهذا الملف، ملف الضرر على إسرائيل بسبب السلام كبير قد كتبت عنه فيما سبق.

وعليه، فإن الخشية أصبحت كبيرة لدى اليهود من زوال إسرائيل وخسارة كل شيء.

☆ فمن هو الذي سيُزيل إسرائيل؟

هل هم العرب، أم الغرب، أم الشرق أم اليهود المعارضين لإسرائيل، وكيف؟

¤ فإن أزالها العرب ففي ذلك خطورة، خاصة إذا كان على يد الدول السنّية غير الماركسية.

¤ وإن أزالتها دول عربية اشتراكية، فان في ذلك سيكون نصراً جديدا لليهود، كون شعوب العرب سينقادون لهذه الدول دون أدنى تفكير.

¤ وإن أزالها الغرب فإن العرب سيتحالفون مع الغرب أكثر فأكثر، وهذا ما لا ترضاه اليهودية كونه سيكون على حسابهم.

☆ الحلّ وفق الخيارات اليهودية

>>فأفضل الخيارات اليهودية والذي سينتج عنها أقلّ الضّرر على اليهود من جهة، وتحقيق أكبر منفعة مستقبلية لهم من جهة أخرى، هو أن تقوم جهة يهودية ما أو عميلة لهم، أو بالاشتراك بإنهاء دولة إسرائيل الحالية، على مبدأ المثل القائل “بيدي لا بيد عمرو”، وذلك أيضاً كي تتعلق قلوب العرب بها، وبالتالي سيصبح العرب والمسلمين جنوداً تحت تصرف تلك الجهة اليهودية و/ أو العميلة التي حررت لهم الارض المحتلة!

>>وحينها سيقبل العرب والمسلمين سياسة تلك الجهة وسيتبعونها بلا أدنى تفكير كما يتبعون الدجال ظانّين أنها صديق حميم للعرب وللمسلمين، وسيخوضون معها حرباً ضد الدول السنيّة والمعتدلة باعتباره عميلة من وجهة نظرهم، والتي كانت لا تقبل بالفكر الاشتراكي، وكانت تشكل عقبة أمام توسع إسرائيل في بلاد ما بين الفرات والنيل.

☆☆☆نعم. من الممكن أنّ اليهود قد عملوا مراجعات فكرية خلصوا فيها إلى ضرورة قيامهم هم بإزالة اسرائيل عن الخارطة أو محوها، وذلك وفقاً لأفكار تروتسكي أو الحسيديم ومن معهم من غيرهم.

ما هو هذا السيناريو؟

◇ هذا السيناريو من المتوقع أن يجمع بين رؤية تروتسكي مع رؤية الحسيديم معاً. كيف؟

– عن طريق تحالف روسي وبعثي سوري (مثلاً).

فقد باتت روسيا تحتل سوريا بالتوافق مع النظام السوري البعثي الاشتراكي، وتشتركان مع إسرائيل بحدود دولية.

– لكن هل ستكون حرباً عسكرية، أم مناورات سياسية وضغوطات في الأمم المتحدة هي المسرحية التي ستؤدي لإزالة إسرائيل؟

لا نعلم يقينا فكلا الاحتمالين جائز، وقد يكون احتمالاً آخر لا نعلمه. لكن المهم أن تزول إسرائيل على يد يهودية أو عميلة لليهود، أو بعمل مشترك بينهما، وذلك لقطف ثمار زوالها، ومن ثم الانطلاق بقوة جديدة لإكمال مشروع السيطرة على بلاد ما بين الفرات والنيل والعالم، لإعادة إقامة إسرائيل مرة أخرى بشكل أقوى لاحقاً.

اللهم نجّنا من فتنة الدجّال.
والله أعلم

عدنان الصوص
٨/٣/٢٠٢٢

Scroll to Top