بعد انقلاب السيسي على حكم الإخوان المسلمين في مصر لوحظ بدء تصدع في التحالف بينهم وبين اليسار…
مضت الأيام، وحصل المزيد من الحوادث ذات العلاقة، أدت الى المزيد من التصدع بين اليسار والاخوان… منها:
محاكمات الاخوان في مصر، وتصنيف حركة الإخوان بالإرهاب من قبل مصر، والسعودية، والإمارات، وكندا، وروسيا وغيرها، والعزلة التي أصابت حركة النهضة في تونس وتفككها، وموقفهم الداعم للحوثيين في اليمن، وما أصابهم من تراجع في انتخابات الجزائر، وأخيرا الطلاق بين نظام أردوغان التركي والإخوان المسلمين…
كل هذا وغيره مما لم يُذكر أدى الى عزلة الإخوان في الشارع العربي والحدّ من تأثيرهم في صناعة القرار والتحشيد.
ماذا يعني هذا بخصوص اليسار؟
يعني أن اليسار فقَدَ أو خَسِر حليفاً قوياً كان يأمل أن يُحقق به أو من خلاله أو معه إسقاط، بعض الأنظمة التي يكرهها اليسار نفسه ويكرهها الإخوان كذلك كعدو مشترك.
لذا من المتوقع مستقبلاً حدوث ما يلي:
▪مزيد من التنافر بين الإخوان واليسار والمزيد من خلخلة التحالفات بينهم.
أان يعود اليسار ليقود الشارع بنفسه ولا يعتمد على حركة الإخوان المسلمين.
▪أن يلين بعد ذلك الخطاب الإخواني مع الأنظمة كسياسة لفك العزلة وللتقرب من الأنظمة التي كانوا يعادونها.
▪اذا استمرّت عزلة الاخوان في العالم الاسلامي والعربي الى درجة غير مسبوقة، فيتوقع أن يعود اليسار لرفع راية المعارضة ضد الأنظمة المعارضة للماركسية بأسمائهم سواء كانت التقليدية، أو الأسماء التي تم تعديلها بعد سياسة البروسترويكا (إعادة البناء بعد انهيار الاتحاد السوفياتي)، أو بأسماء جديدة تناسب المرحلة الحالية.
راقبوا المشهد، والله تعالى أعلم.
عدنان الصوص
٢٤/١٢/٢٠٢١