قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) النساء.
جاءت هذه الآية من سورة النساء بعد عدد من الآيات تتعلق بأحكام الزواج، وتحصين الفروج عن الزنا مباشرة، فاختلف اهل التأويل في المقصود بقوله تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًاً).
فمنهم من خصصها، أقصد في تعيين المتبعين للشهوات ؛ فقال مجاهد : هم الزناة . السدي : هم اليهود والنصارى . وقالت فرقة : هم اليهود خاصة ؛ لأنهم أرادوا أن يتبعهم المسلمون في نكاح الأخوات من الأب .
وقال ابن زيد : ذلك على العموم، واختار هذا القول الطبري القرطبي.
قلت:
المتبعون الشهوات، على أقسام:
١- منهم من دينه يُحرّم عليه ممارسة الزنا، سواء مع من هي على دينه أو على غير دينه، كالنصاري.
٢- ومنهم من يُحرّم دينه عليه ممارسة الزنا مع من هي على دينه، ويبيحه لهم مع من هي على غير دينه بقصد الإفساد أصالة، كاليهود.
٣- ومنهم من يبيحون الزنا تحت اسم زواج المتعة، كالرافضة وينشرونه في المسلمين.
٤- ومنهم من تبيح عقيدته له ممارسة الزنا مع كل الناس وحتى مع من هم على عقيدته بقصد إفساد أخلاقهم . كالشيوعية والاباحية، ويدخل فيهم الليبرالية المطلقة.
فهؤلاء كلهم متبعون للشهوات، ولكن ليس كلهم يريدون نشر الزنا في المسلمين قصداً بحسب التفصيل أعلاه.
فمن لم يُفرّق بين هذا وذاك في تعاملهم غير الأخلاقي مع المسلمين وجعلهم فرقة واحدة، أو رمى جرائم كل الأصناف اعلاه بالنصارى فقد ضلّ وأضلّ غيره، سواء قصد أم لم يقصد. علماً بأنه يوجد في النصارى والمسلمين من تأثر بأفكار الملاحدة والشيوعية والليبرالية فهؤلاء يمارسون نشر الرذيلة عن غير أصالة كون دينهم يحرم عليهم الزنا كلياً.
هذا والله اعلم.
عدنان الصوص
٢٤/١١/٢٠٢١