حذر الكثيرون قبل عقود من استغلال إيران التشيع السياسي ودعم المقاومة لتحرير القدس للوصول الى التشيع العقدي، وبدون فذلكات وإطالات في الكلام، وبالنتيجة فقد استطاعت إيران لغاية الآن تجنيد فصيلين من فصائل المقاومة الإسلامية في غزة، وهما حركة الجهاد الاسلامي، وحركة الصابرين. وهي تسعى جاهدة منذ سنين إلى ربط حركة المقاومة الإسلامية بطهران ربطاً عقائديا كما نجحت في ربط الحركتين الجهاد، والصابرين.
فبعد إستشهاد كل من المؤسس الشيخ أحمد ياسين، والرنتيسي، ونزار الريان، هؤلاء القادة الذين طالما حذروا من اطماع ايران في نيتها تشييع المقاومة الفلسطينية، تحركت الدماء في عروق الملالي أكثر وأكثر على مرّ الأيام طمعاً في الربط العقدي بين حماس وايران بعد استكمال الربط السياسي الذي بدأت خيوطه في مرج الزهور.
يقول أسامة شحادة صاحب موقع الراصد المشهور المتخصص في متابعة خطر الشيعة في العالم الاسلامي ناصحا حماس من خطر التشيع العقدي:
“وقد نجحت إيران في ترسيخ تنظيم شيعي مسلح في غزة بشكل علني وقوي، وقد كان ذلك من خلال حركة الجهاد الإسلامي، ولكن يبدو أن إيران رأت أن تخرج من رحمها حركة أشد تشيعاً وإخلاصاً لها، فظهرت حركة الصابرين، التي تتكون من الرموز الشيعية في حركة الجهاد سابقاً وترفع شعاراً لها هو نسخة من شعار حزب الله الشيعي.
وإن كان من نصيحة نزجيها لحماس فهي: إن خطر الشيعة عليكم في غزة أشد من خطر الخوارج، فالمتطرفون في غزة عندكم ليس لهم دولة تحميهم وتدعمهم كدعم إيران للشيعة، وهم مفرّقون مشتتون بخلاف حركة الصابرين الشيعة وحركة الجهاد، وليس لهم مؤسسات إعلامية وثقافية وإغاثية كحال متشيعة غزة.
كما أن تجارب المتطرفين المختلفة تدل على سذاجة وغباء، بخلاف تجارب الشيعة التي تدل على مكر ودهاء، فها هو حزب الله يشل لبنان بل ويحتلها باسم المقاومة والممانعة! وها هم في العراق يعيثون فساداً وتطهيراً عرقياً وقتلاً طائفياً باعتبارهم الحكومة الشرعية! وها هم في اليمن يقودون انقلاباً دموياً ضد كل اليمنيين!
فالحذر الحذر من التساهل مع الشيعة في غزة، وعاملوهم معاملة الخوارج بل أشد، وإلا فأخشى أن تكون العاقبة وخيمة بهذا التغاضي عمّن أغراضه مكشوفه وأطماعه معلومة، وعندها لن تنفع الغفلة ولن تجدي الرحمة.” أسامة شحادة/صحيفة نيسان/١١/٦/٢٠١٥.
عدنان الصوص
٢٢/٥/٢٠٢١