بين المذهبية واللامذهبية فوضى فقهية

الدعوة للتحرر التام من قيود المذاهب بدعوات فردية نتيجة تجارب سلبية، أو لدعاوى كيدية هو نوع من الانهزامية الفكرية التشدد والتعصب موجود ولا يخلو منه زمان وغالبا هو ممارس عند بعض أئمة المساجد الغير مؤهلين أو بعض الأفراد ممن يدعون طلب العلم أو حتى بعض الأكاديميين وأغلبها لا تخرج عن مناكفات ومشادات كلامية وتراشق للتهم وهذه الأفعال ينكرها العقلاء من جميع الأطراف فلا يبنى عليه حكم تأصيلي أو تكون قاعدة عامة.

والتشدد في المسائل الفقهية الفرعية (المنهج الاستدلالي) أمر موجود وواقع ولا شك أنه تأثر به أكثر طلاب العلم الشرعي في مرحلة من مراحل الطلب حتى بعض السلفيين أصحاب (المنهج الغيبي)، ومن يخالفهم فيه من الأشاعرة فيهم ذلك فلا يخلوا منهم زمان بسبب ضعف التأصيل وعدم ضبط الطلب أو العشوائية او الانتقائية، ونقطة البحث عند جميع العقلاء من جميع الاطراف أن يكون طالب العلم دارسا للفقه على أصول مذهب لا لشيء؛ لكن لضبط العلم والفقه وضبط الفتوى والتحصن من الأقوال الشاذة ثم له أن ينطلق حيثما شاء.

أما اليوم فنحن في فوضى تحت مسمى التمسك بالكتاب والسنة مع أنها دعوة حق؛ إلا انها غير منضبطة من جهة الطلب والتطبيق، فانحاز الناس الى فريقين فريق انخرط في الطلب على مذهب لحد التعصب ونبذ ما دونه وهذا خلل كبير وفريق هرب من التعصب الى اللامذهب يبغي النجاة، فوقع في التعصب للشيوخ وهنا الخلل كبير ايضاالمتعصب للمذهب تهمته يقدم قول العالم على النص الشرعي لكن متعصبة الشيوخ مأساتهم أنهم اعتبروا قول العالم بمنزلة النص، فلم يفرقوا بين النص الشرعي وعمل الفقيه في النص، وأما نسف المذاهب بحجة أن منهم أصحاب عقائد فاسدة فلا يستقيم لأنه لا علاقة للسلفية كعقيدة (منهج غيبي) بالفقه اصلا (منهج استدلالي).

زياد أبو سلطان
21/8/2020

Scroll to Top