في حرب ١٩٧٣
يقول الرئيس السادات فى كتاب البحث عن الذات
اتضح لى أن القمر الصناعى الأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة ،
أخبرهم بنقل الفرقة المدرعة ٢١ من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب و ألح الرئيس السورى حافظ الأسد
و أقر هنا للتاريخ ان الاتحاد السوفيتى الذى يدعى وقوفه مع الحق العربى
لم يبلغنا بشىء بواسطة اقمارهم الصناعية التى تتابع المعركة لحظة بلحظة
ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به ،
و انا أتابع الحرب من غرفة العمليات
لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية العملاقة التى تحمل الدبابات و كل الأسلحة الحديثة
و العريش تقع خلف الجبهه
و بدات الاحظ تطورا خطيرا فى معارك الدبابات التى اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها و كفاءة المصريين فى إدارتها
كنت كلما أصبت لإسرائيل ١٠ دبابات أرى مزيدا من الدبابات
لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع من المعركة
و هى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار
و تذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية
أما التطور الثالث و الخطير ،
فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا .
و عرفت بعد ذلك أنه صاروخ امريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية
و أنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا ، فــ أرسلته لنجدة إسرائيل
لقد دخلت أمريكا بشكل مباشر الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار
و قنبلة المافريك و أسلحة أخرى .
و انا أعرف امكانياتى و أعرف حدودى . . لن أحارب أمريكا
و لذلك بعد عودتى من غرفة القيادة
كتبت للرئيس الأسد شريكى فى القرار برقية أخطره فيها أنى قررت الموافقة على وقف إطلاق النار . . و سجلت فى هذه البرقية موقفى
و هو أنى لا اخاف من مواجهة إسرائيل ، و لكنى أرفض مواجهة الولايات المتحدة الامريكية
و إنى لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى فى حرب غير متكافئة
و إننى مستعد أن احاسب أمام شعبى فى مصر و أمام الأمة العربية عن هذا القرار
و فى هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل على الساحة العسكرية
و كان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله . . و اتهمت من بعض الدول العربية انى جبان وقتها
فقد كان اعتقاد الجميع فى العالم أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا ،
و أنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا
و لكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع
فــ أمريكا و إسرائيل فى مواجهتى
و الاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر و يجلس وراء ظهرى
ليطعننى فى أى لحظة عندما أفقد ٨٥ % أو ٩٠ % من سلاحى كما حدث فى سنة ١٩٦٧
لكنى قرأت مخططهم جيدا و لن أترك لهم أولادى لقمة سهلة
وأضاف السادات في موطن آخر من كتابه كيف رفض السوفييت تزويد مصر بالأسلحة، حتى اوقفت الاتفافيات التي كانت وقعت في زمن عبدالناصر،
ومنعت عنه قطع الغيار.
هنالك عبر كثيرة من هذا النصّ، يدركها من أدركها.
عدنان الصوص
3/5/2020