الثورة الخمينية الإيرانية انتهجت مبادئ الاشتراكية و الشيوعية

الثورة الخمينية اشتراكية وشيوعيةالثورة الخمينية رفعت شعارات دينية وأقامت دولة دينية رافضية على منهج ولاية الفقيه، لكن هناك سببين وجيهين لنعتبرها دولة شيوعية أو اشتراكية متسترة بلباس الدين، الأول: أن الشيوعية قد قررت تطوير تكتيكها واستخدام الأديان للوصول للسلطة، وذلك بعد أن كانت في وقت سابق قد قررت ترك الالحاد لكي لا تنفّر الشعوب الإسلامية منها ( الاشتراكية )، والسبب الثاني هو طبيعة النظام الإيراني المماثلة في جوهرها من معظم النواحي الجوهرية للأنظمة الشيوعية والاشتراكية باستثناء طبعا القناع الديني الزائف، إذن لنستعرض الأدلة على أن الدولة الإيرانية دولة شيوعية.

أولا: قبل الثورة

1- نشر موقع الراصد المتخصص بالفرق والمذاهب موضوعا بعنوان عبد الناصر وثورة إيران حيث جاء فيه: (( في كتاب “عبد الناصر وثورة إيران” لفتحى الديب، السفير السابق لجمال عبد الناصر في سويسرا، والصادر سنة 2000 عن مركز الأهرام للدراسات، يكشف عن اتصال معارضي الشاه بالنظام الناصري لطلب الدعم ضد الشاه سنة 1963م، وأن هذا الموضوع بقي سراً لم يطلع عليه إلا عبد الناصر وسكرتيره كمال رفعت والمؤلف! ولذلك حين تولى السادات الحكم بعد عبد الناصر لم يكن يعلم بهذا.

ويستغرق الديب في سرد وقائع الاتصالات والتنسيقات والتربيطات بين عبد الناصر وبين هذه القوى المعارضة، وأن إبراهيم يزدي – وزير خارجية الثورة فيما بعد – قد سافر للقاهرة لأجل مزيد من التنسيق والدعم وقدم خطة مفصلة للثورة على الشاه، وفي الخطة التي وضعها يزدي يظهر جلياً المطالبة باستغلال الدين ورجاله في الثورة على الشاه وأهمية ذلك لجذب الجماهير وتحييد الجيش، ومما قاله يزدي: “لن تنجح الحركة الوطنية في إيران إلا بتجميع قوة الدين مع قوة السياسة” ص 59، وأن الهدف النهائي هو “إقامة حكم ثوري وطني ديمقراطي اشتراكي” ص63، أو “حكم ديمقراطي اشتراكي إسلامي وطني” ص 67.

ويقول الديب إن عبد الناصر بعد مطالعته للخطة أكد أن ارتباط الثورة بالزعامات الدينية أمر حيوي و مهم (ص 75)، وطبعاً يتحدث عبد الناصر هنا من واقع خبرة، فبفضل استغلاله لجماعة الإخوان المسلمين ما وصل لحكم مصر!!))

2- آيات الله في إيران تتلمذوا على “كتابات ماركس وفيورباخ” [1]. وتتجلى روعة هذا الدليل، أن هؤلاء الآيات قد طبقوا ما كانوا قد قرءوه بعد نجاح ثورتهم الاشتراكية المنبثقة أو المتماشية مع خصوصيات المجتمع الشيعي الرافضي، ولم تكن قراءتهم من باب النقد للنظرية الماركسية كما قد يخيل للبعض، والدليل ما سيأتي.

3- تحت عنوان الخميني والشيوعية [2]، أورد المؤلف موسى الموسوي ستة عشر وجها من أوجه الشبه بين ثورة الخميني وثورة لينين. تضمنت الشبه في كل من: شعار الثورة ، والتأميم، والدعاية والإعلام، ومنع الرعايا من السفر، وتأليه الحاكم، والتبعية للنظام والانصياع لأوامره، والإرهاب والقمع الدموي، والطبقية، وغيره . وبعد ذلك قال الموسوي: ” لذلك لا أجد صعوبة في رمي الخميني بـ ” الشيوعية ” مع ما عليه من الطيلسان والعمامة والرداء وتكراره اسم الله والإسلام في كل أحاديثه”.

4- وتحت عنوان: ( يسار الإسلام ويسار الماركسية ) للكاتبة نوال أزهري، نسبت مجلة الوطن العربي في عددها 108، ص: (40) الخميني إلى (اليسار الإسلامي).

4- وتعبيراً عن توجه قيادات الثورة الإيرانية المتمثلة (بالآيات) إلى الخط اليساري، عبرت مجلة الوطن العربي في عددها (109) ص: (37) عن هذا التوجه بنشر تحقيق من طهران حول مواقف وآراء القوى السياسية الإسلامية والماركسية، تحت عنوان: ( إيران بين المطرقة والهلال).

5- تدريب كوادر الثورة الإيرانية ودعمها على يد الأنظمة الماركسية والمنظمات الماركسية:

• التدريب في ليبيا ([3]).

• التدريب في سوريا واليمن الجنوبية([4]).

• التدريب في العراق ([5]).

• التدريب على أيدي المنظمات الفلسطينية، والألوية الحمراء الإيطالية، والجيش الأحمر الياباني([6]).

• دعم مالي وعسكري من المنظمات الفلسطينية الاشتراكية([7]).

ثانياً: أثناء الثورة

ذهبت الأحزاب الشيوعية الماركسية ، واليسارية المتدثرة بالإسلام أو ما يسمى أحزاب اليسار الإسلامي في إيران إلى تأييد ومناصرة ثورة الخميني، ولو كانت هذه الثورة إسلامية تهدف إلى نصرة الإسلام والمسلمين لما أقدموا على دعمها ونصرتها، كما لو أنها كانت عميلة لأمريكا كما يزعم غثاء الناس لما دعمها وأيدها الماركسيون، ومنهم:

1. (فدائيين خلق) الماركسية([8]).

2. (مجاهدين خلق) وهي منظمة إسلامية شيعية يسارية([9]).

3. حزب تودة اليساري([10]).

4. وممن قال بدور الشيوعيين عامة في إيران في تدبير الثورة الإيرانية بتمويل أجنبي : كل من رئيس الحكومة ([11])، وشاه إيران([12])، وأزهري([13]).

بناء على ما تقدم يمكننا من الآن فصاعدا في هذا الموقع أن نسمي الدولة الإيرانية دولة شيوعية اشتراكية، ونبني التحليلات بناء على ذلك، لكن تظل مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لها خصوصيتها، حيث لم تنتي الشيوعية طبعا، لكن انتهى دور الاتحاد السوفييتي التقليدي، واستلمت الراية عنه دول إقليمية عن كل منطقة من العالم، حيث نجد النفوذ السياسي الصيني الشيوعي يزداد بسرعة، كما نجد تمدد لنفوذ الدول الشيوعية في أمريكا الجنوبية، ويصحب كل ذلك بدء انهيار أمريكا، وإذا لم يواكب انهيار أمريكا صعود عربي وإسلامي فسوف نجد عما قريب أن الشيوعية أصبحت تسيطر تماما علينا وعلى معظم دول العالم، ثم لن يكون لديها أدنى مشلكة بأن تعلن بأنها الشيوعية.

—————————

[1] عن (كتاب تجربة الإسلام السياسي) للمؤلف أوليفيه روا ، ص (165)، دار الساقي ط/1 عام 1994م.

[2] عن كتاب: ( الثورة البائسة) للمؤلف موسى الموسوي، ص (171-174).

[3] عن كتاب: (إيران مستودع البارود، أسرار الثورة الإيرانية) للمؤلف آدور سابيليه ، ص: (17-18، 107-110)،ترجمة عز الدين السراج ، طبعة 1980.

[4] المصدر السابق ، ص: (107-110).

[5] عن كتاب: (الثورة البائسة) للدكتور موسى الموسوي، ص: (157-161)

[6] عن كتاب: (إيران مستودع البارود، أسرار الثورة الإيرانية) للمؤلف آدور سابيليه ، ص: (107-110)،ترجمة عز الدين السراج ، طبعة 1980.

[7] (الحرب المشتركة بين إيران وإسرائيل، حقائق ووثائق) للمؤلف حسي علي هاشمي ، ص: (49-52). وانظر كتاب: (إيران بين التاج والعمامة) للمؤلف أحمد مهابة، ص (491).

[8] عن كتاب: (إيران بين التاج والعمامة) للمؤلف أحمد مهابة، ص (448).

[9] عن مجلة الوطن العربي ، العدد (109) ، ص (37-38).

[10] عن كتاب: (إيران بين التاج والعمامة) للمؤلف أحمد مهابة، ص (289).

[11] عن كتاب: (إيران بين التاج والعمامة) للمؤلف أحمد مهابة، ص (227).

[12] المصدر السابق ، ص: (228).

[13] المصدر السابق ، ص: (347).

Scroll to Top