توالت بعض التصريحات من بعض الشخصيات في الفترة الأخيرة حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين بداعش، أحدها من أحد قيادات الإخوان الشيخ يوسف القرضاوي، وآخر من رئيس الوزراء الأردني السابق معروف البخيت، أما القرضاوي فقال بأن (أبو بكر) البغدادي كان سابقا عضو سابق في جماعة الإخوان، لذا فإن دلالات توقيت حديثه وسبب الحديث مريبة، حيث كان المفترض من الإخوان إخفاء ذلك لكي لا يتم ربط داعش بهم، فعلى الرغم من كون البغدادي إخوانيا سابقا فهذا لا يعني بالضرورة أن الإخوان من مصادر الفكر الداعشي، لكن اعتراف القرضاوي بهذا التوقيت يبدو كما لو كان افتخارا مبطنا أو مقصودا.
أما كلام البخيت، بأن الإخوان يحملون نفس فكر داعش، فهو الأدق والأقرب للواقع، وهذه هي المقاربة التي تحتاج تفصيلا بالأدلة.
إن فكر جماعة الإخوان الأصلي في فترة التأسيس كان فكرا أقرب إلى الاعتدال، أما في هذا الوقت فإن فكر تيار الصقور المتشدد فيهم مشابه لفكر داعش في جوهره، حيث يشترك كلاهما في النقاط الجوهرية التي تجعل متشددي الإخوان من الخوارج أو مشروع شبه خوارج.
هذا، وعلى الرغم من أن فكر الاخوان بالأصل معتدل، فقد أصبح يميل في غالبيته للتشدد، بسبب الاختراق الحاصل في قيادة الجماعة بالتنظيم العسكري السري في زمن حسن البنا، ثم الاختراق الفكري القطبي الذي أسس فكر تكفير الحكام والمجتمعات، ثم بالاختراق التحريري الذي وطد فكرة مركزية الخلافة لديهم، كما حصلت لهم تأثيرات فكرية “قاعدية وداعشية”.
لكن يبقى أن أهم فرق كبير بين الإخوان وداعش، هي أن معظم القاعدة الشبابية ليست إرهابية ويعملون لأجل الإسلام، لكن بعض القيادات المتشددة جرفت الجماعة للتطرف، وقد تكون قادرة على تحويل القاعدة الشبابية المعتدلة أو جزء منها إلى مشروع شبه داعشي.