تسييس الآيات الكونية: زلزال المغرب مثالاً…

هل نافق العالم في حملات الاستغاثة بين زلزال تركيا وزلزال المغرب؟

دأب البعض إلى تسييس أسباب الكوارث والزلازل والاعاصير معتبرا ان القوى العظمى هي التي تقف خلف تلك الكوارث ولديها القدرة في التحكم بها لضرب دول العالم الثالث، وانها تكيل بمكيالين بسبب الفزعة الضعيفة تجاه زلزال المغرب مقارنة بزلزال تركيا، وغير ذلك من الظنون.

قلت: يجب العلم بأن الزلازل حدث كوني تحدث نتيجة التصادم بين الصفائح القارية في المحيطات وتلك على اليابسة في الجانب الآخر، هذا التصادم يولد تراكم وتراكم وتراكم اجهادات هائلة على صخور القشرة الارضية، حتى تصل الى الحالة الحرجة التي تؤدي الى ضرورة تفريغ تلك الضغوطات، فتنكسر الصخور، بالتالي تحدث الزلازل المدمرة بحسب قوة الزلزال حسب مقياس رختر.
كما يجب العلم أن حركة الصفائح القارية تحدث نتيجة حركة الماجما أو الصخور المنصهرة بسبب الحرارة والضغط الهائلين في باطن الأرض.

وهذا الصهير من السنن الكونية الربانية لا دخل للانسان بها على الاطلاق كما انه ليس له دخل فيما يجري في الشمس من انفجارات نووية وهيدروجينية، ولا فيما يجري في الكون من ميلاد نجوم وموت أُخَر… وهكذا.
فمن الجهل ترديد اشعات تطلقها حملات مشبوهة تزعم بأن القوى العظمى وخاصة الغرب هو المسؤول عن تلك الكوارث، ليصطادوا عدة عصافير بحجر واحد.

▪الاول: تفسير تلك الكوارث تفسيرا ماديا بعيدا عن ان يكون بيد الله سبحانه، بالتالي منع الناس من الخوف من الله تعالى.
▪الثاني: تغذية الصراع بين العالم الثالث والقوى العظمى.
▪الثالث: حصر الصراع بالغرب كونه هو المتقدم على الشرق علميا.
▪الرابع: التستر على خطر الشرق.

أما لماذا كانت حملات الاغاثة لتركيا أضعاف ما هو للمغرب؟
فهذه الشبه لا تقوى على الوقوف على قدمين، فإن درجة زلزال تركيا كانت 7.8 ، ودرجة زلزال المغرب 7درجة على مقياس رختر. والفرق في الطاقة المنبعثة بينهما هائل جداً. وطول الصدع في زلزال تركيا ٣٠٠كم، وفي المغرب حوالي ٣٠كم.
لذا قتل نتيجة زالزال تركيا ما زاد عن ٥٠ الف، ونتيحة زلزال المغرب ٣ آلاف. أي اكثر من ١٥ ضعف. وأوجة المقارنة في عدد المصابين والمشردين ببنهما كذلك بعشرات الأضعاف.

يقول عالم الزلازل في معهد علوم الأرض بجامعة غرونوبل الفرنسية، فلوران برينغوي:
“وبخصوص الفرق بين زلزال تركيا الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر وزلزال المغرب الذي وصلت قوته 7 درجات، أكد عالم الزلازل الفرنسي أن “أفضل مقارنة بلا شك امتداد الصدع من حوالي 30 كيلومترًا للزلزال في المغرب، إلى 300 كيلومترًا في تركيا.
فزلزال المغرب أصغر بعشر مرات. وبالتالي فإن الطاقة المولدة تحت الأرض كانت أقل أهمية بكثير وكان الزلزال أكثر محدودية”، مؤكدا “لو حدث زلزال مماثل لما حدث في تركيا في المغرب، لكان من الممكن أن نتخيل أن جزءًا كبيرًا من مدينة مراكش قد تم تدميره بالكامل”.انتهى.

وعليه: فالسنن الكونية الكبرى كطلوع الشمس من مغربها، والبراكين والزلازل المدمرة، والأعاصير والصواعق، لا زال الإنسان والقوى العظمى في الشرق والغرب عاجزاً عن أن يدفعها عن نفسه، فكيف له أن يكون سبباً في حدوثها؟
لذا، لا تردد وسائل إعلام المفسدين في الأرض ولا أبواقهم، ولا من تأثر بهم. وتمسك بقوله تعالى:
( وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا ) …

والحمد لله رب العالمين.

شيوع التنفير بدلا من التبشير

تدبّر نَصّ الحديث أدناه:
(يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا، ولا تُنَفِّرُوا) متفق عليه.

▪سؤال:
ما هي نسبة الملتزمين بالنصّ المطبقين له في حياتهم؟
هل التبشير والتشجيع هو السائد، أم التنفير والسوداوية؟
▪عامة الناس وللأسف يتفنّنون بأساليب التنفير والتشائم والتقنيط وجلد الذات، حتى نظنّ أن حياتنا أصبحت كتلة من البؤس والفقر والنكد.

بالتالي، إذا استمر الحال فينا على هذا المنوال من التنفير، فسينقلب حالنا من البشارات واليسر الى المقت والعُسر.

▪العبرة:
النصّ النبوي موجّه لعامة المسلمين، وليس للحكام والأمراء.
ألا ترى أننا نساهم وللأسف في خراب معيشتنا ونحن نضحك ونلهو. ثم نقول هنالك مؤامرة من القوى العظمى ومن الحكام لتركيعنا وإفقارنا؟!

والله المستعان.

آيتان في كتاب الله عن نشوز الزوجة وعن نشوز الزوج…

لماذا آية نشوز الزوجة دارجة على الألسن، مقارنة بآية نشوز الزوج؟
في نشوز الزوجة قال الله تعالى:
(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا) النساء ٣٤.
وفي نشوز الزوج قال الله تعالى:
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) النساء ١٢٨.
الانصاف الانصاف معاشر الرجل!!!

الأنبياء وأهل البدع…

الأنبياء عليهم السلام جميعاً، اشتغلوا كل في قومه بتحقيق التوحيد ومحاربة الشرك والوثنية والتعلق بالمعبودات من غير الله تعالى…

وأهل البدع والكشف والخرافة، هدموا ما بناه وحققه الأنبياء، فزيّنوا للناس هم وشياطين الجنّ، الاستغاثة بالأموات والطواف والتمسح بالقبور، بل بالاعتقاد بأن اصحابها يتصرفون مع الله بالكون وبأعمال الألوهية، بل واعتقدوا بأن هذا الصنف من الشرك الأكبر هو لُبّ التوحيد بحسب مصطلحهم.

عدنان الصوص

Scroll to Top