التغيير الثوري والتغيير الإصلاحي

التغيير السياسي في الدول له طريقان…
١-طريقة ثورية، وهي مخالفة لمنهج التغيير في الإسلام.
٢-طريقة إصلاحية، وهي موافقة للإسلام.

أما مناهج التغيير الثورية فهي قسمان:
١- تعلن أنها ثورية انقلابية تحمل السلاح.
٢- لا تعلن ذلك صراحة، بل ترفع راية الإصلاح خداعاّ.
لذا تكون الثانية أخطر من الأولى.

أما الحركات التصحيحية الذاتية للمذاهب أو الأحزاب أو الأنظمة، الباطنية الثورية… فإن لم تستهدف الأسس والمبادئ التي تقوم عليها، ستبقى حركات هدامة تقوم بعمليات تجميلة منافقة لتستر المواجع والفواجع التي بُنيت عليها….

من هذه الحركات ما هو يساري وما هو إسلامي يميني متأثر باليسار… فاليساري مثل الأحزاب الشيوعية والبعثية والناصرية والقومجية الأخرى. واليميني على رأسها حزب التحرير والرافضة والإخوان وخوارج العصر.

يعتبر التغيير أمرًا ضروريًا في الحياة، فلا يمكن أن نظل عالقين في نفس الحالة دون تحقيق التقدم والتطور. ومن المهم أن نفهم الاختلاف بين الطريقتين الثورية والإصلاحية، وندرك التباين في النتائج التي يمكن أن تحققها كل واحدة منهما.

الطريقة الثورية في التغيير

الطريقة الثورية هي طريقة تغيير تعتمد على استخدام القوة والعنف في تحقيق الأهداف. تقوم هذه الطريقة على إطاحة النظام الحالي بالقوة وتحقيق التغيير بشكل سريع ومفاجئ. إنها تعتبر عملًا انقلابيًا يتضمن استخدام السلاح والتمرد ضد السلطة الحاكمة. ومع أن بعض الجماعات تستخدم هذه الطريقة وتروج لها باعتبارها وسيلة لتحقيق التغيير السريع، إلا أنها تخالف المنهج التغييري في الإسلام.

في الإسلام، التغيير يجب أن يكون وفقًا للأصول الشرعية والقوانين المنصوص عليها. يشجع الإسلام على التغيير السلمي والبناء، حيث يجب أن يكون التغيير مبنيًا على المشورة والشورى بين الأفراد والقادة. ويجب أن يتم التغيير بشكل تدريجي ومنظم، مع احترام القوانين والمؤسسات القائمة.

الطريقة الإصلاحية في التغيير

وبجانب الطريقة الثورية، هناك طريقة إصلاحية يمكن أن تتبعها الجماعات والأفراد الإسلام في تحقيق التغيير المطلوب. وتعتبر الطريقة الإصلاحية أكثر توافقًا مع المنهج التغييري في الإسلام، حيث تهدف إلى تحقيق التغيير من خلال إصلاح النظام الحالي وتحسينه بشكل شامل.

تتميز الطريقة الإصلاحية بأنها لا تضمر نية القيام بانقلاب أو استخدام العنف، بل ترفع راية الإصلاح وتسعى لإحداث التغيير بشكل سلمي وبناء. تعتمد هذه الطريقة على تحقيق التغيير من خلال التوعية والتثقيف والعمل الجماعي.

من خلال الطريقة الإصلاحية، يتم تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية وتطبيقها على المستويات المختلفة. يتم التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز حقوق الفرد والمجتمع، وتوفير فرص التعليم والعمل للجميع. كما يتم تعزيز النظام القانوني والقضائي لضمان المساواة والعدل في المجتمع.

توفر الطريقة الإصلاحية أمثلة عملية عديدة يمكن أن نستشهدها لتوضيحها. فمثلاً، يمكن أن تكون هناك جماعة إصلاحية تعمل على تحسين حياة الفقراء والمحتاجين في المجتمع من خلال إنشاء برامج إغاثة وتنمية، وتقديم الدعم والمساعدة لهم لكسر حلقة الفقر وتحقيق الاستقرار الاجتماعي.

الطريقة المخادعة في التغيير

أما الطريقة المخادعة التي لا تعلن الثورية صراحة، فهي ترفع راية الإصلاح خداعًا، وتعتبر أخطر من الطريقة الثورية المفتوحة. فهذه الطريقة تستخدم التلاعب والخداع لتحقيق أهدافها، حيث تظهر كجماعة إصلاحية وتدعي الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية، ولكن في الحقيقة تسعى للتغلغل داخل المؤسسات والنظام الحالي لتحقيق أجندتها الثورية.

ويتم استغلال مفهوم الإصلاح في هذه الطريقة المخادعة، حيث يتم تحويل المفهوم الأصيل للإصلاح في الإسلام إلى وسيلة لتحقيق التغيير الثوري. تدعي هذه الجماعات أنها تسعى لإصلاح المجتمع وتحسين الأوضاع، وتستخدم مظاهر التدين والعمل الخيري كغطاء لأهدافها الحقيقية.

يتم تضليل الناس عن طريق إظهار الجماعة المخادعة بمظهر ديني متقدم وملتزم، ويتم استخدام الخطاب الديني لجذب المؤيدين وكسب الدعم. يتم توجيه الناس باتجاه الإصلاح السلمي والاعتماد على المؤسسات القائمة لتحقيق التغيير، في حين أن الهدف الحقيقي هو تفكيك هذه المؤسسات وتحقيق السيطرة الكاملة على السلطة.

من أمثلة هذه الطريقة المخادعة، يمكن النظر إلى جماعات تحاول نشر الفكر المتطرف وترويجه تحت مظلة الإصلاح. تقدم هذه الجماعات نفسها بأنها مجموعات تعمل على إصلاح المجتمع وتعزيز القيم الإسلامية، ولكنها في الواقع تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإحداث التفرقة وتأجيج الصراعات الطائفية. قد تستخدم هذه الجماعات التلاعب بالمشاعر الدينية والعواطف لجذب الأفراد والتأثير عليهم، حيث تروّج للخطاب الشديد والتطرف وتستغل الثغرات الاجتماعية والاقتصادية لتجنيد المؤيدين. وبدلاً من تحقيق الإصلاح الحقيقي والتطور المجتمعي، تعمل هذه الجماعات على نشر العنف والكراهية وترويج أجندتها الخفية.

إحدى الأمثلة المعروفة عن هذا النوع من الجماعات هي الجماعات الإرهابية التي تدعي الدفاع عن الإسلام وتروج للجهاد، في حين أن أهدافها الحقيقية تتعارض مع قيم الإسلام الحقيقية وتهدف إلى ترويع المجتمعات وإشاعة الخوف، ومن الأهمية بمكان أن يتم توعية الناس وتعزيز الوعي بحقيقة هذه الجماعات وممارساتها المضللة للحفاظ على استقرار وسلامة المجتمعات.

ملاحظة: لا تنطبق هذه المعايير على التغيير في الأنظمة ذات التوجه الشيوعي أو اليساري الماركسي، فهي أنظمة قمعية بشكل كامل، وتسخر كل قوى الدولة لتحويل الشعب إلى عبيد في سجن كبير، وهي بحاجة الى موضوع آخر للبحث بشأنها.

التغيير الثوري والتغيير الإصلاحي
تمرير للأعلى