مقابلة مع ChatGPT: حقيقة تأثير الذكاء الصناعي على الاقتصاد ونسبة البطالة

يواصل موقع العمق إجراء المقابلات مع برنامج الذكاء الصناعي ChatGPT الذي أحدث ضجة مؤخرا، وذلك حول عدد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والفكرية، ونعيد التأكيد على أنه يمكن إجراء مثل هذه الحوارات مع خبراء بشريين حقيقيين، لكن وجدنا أن البرنامج نفسه قادر على تقديم معظم الإجابات بنفسه، حيث قد تم تغذيته بمجموعة هائلة من المعلومات والبيانات، وهو قادر على إعطاء إجابات شبه بشرية وفي غاية العمق والتخصص. إن الهدف هو ليس فقط التعرف على هذه الموضوعات، ولكن أيضا معرفة قدرات وطاقات هذا البرنامج أو التطبيق، وستكون مقابلة هذا اليوم حول التأثيرات المحتملة لصعود تقنية الذكاء الصناعي بشكل عام على الاقصاد العالمي ونسبة البطالة في مختلف المجتمعات حول العالم.

كيف يمكن للبشر مواجهة مشكلة البطالة المتوقع حدوثها من جراء تطور استخدام الذكاء الصناعي؟ لا تحاول القول بأن الذكاء الصناعي لا يؤدي للاستغناء عن الموظفين، فهو يجعل من الممكن الاستغناء عن بعض الوظائف الروتينية وتقليل أعداد العاملين في الوظائف الإبداعية، إلى أي حد هذا الكلام يعتبر صحيحا؟

ChatGPT: صحيح أن الذكاء الصناعي يستطيع أداء العديد من المهام التي كانت تتطلب وجود العاملين البشريين، وهذا قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف، لذلك فمن المهم مراقبة هذا التأثير وإيجاد حلول لتخفيفه. لكن في المقابل، فإن التطور التكنولوجي، بشكل عام، يؤدي إلى إبتداع وظائف جديدة وإغلاق بعض الوظائف القديمة. فالذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لخلق فرص عمل جديدة في مجالات كثيرة.

قد يؤدي الذكاء الصناعي إلى وجود اختلاف كبير في سوق العمل خصوصا في الوظائف ذات الطابع الروتيني مما يؤدي إلى خلق تحديات اجتماعية عديدة. لكن، هناك حلول ممكنة لهذه المشكلة، منها تقديم برامج التعليم والتدريب لتأهيل القوى العاملة للتعامل مع تقنيات الذكاء الصناعي مثل تعلم الآلة والتعلم العميق و تحولها الى مهن أكثر إبداعا، وكذلك وضع سياسات عمومية للمساعدة في التكيف مع التحول الاقتصادي.

بالاضافه للبحث عن حلول اجتماعية واقتصادية مثل إقرار “دخل أساسي” غير مشروط لمساعدة المتأثرين بالتطور تقنيا. أيضا، القطاع الخاص والحكومات يمكنها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإنشاء فرص عمل جديدة وتطوير قطاعات اقتصادية جديدة يمكن له أن توفر فرص عمل أكثر إبداعاً وتنوعا. هذه بعض الخيارات و الحلول المطروحة إلا أنه لا تزال مجال تحدي كبير و يحتاج الى تعاون عالمي للتغلب عليه.

إلى حد ما فإن التكنولوجيا ستؤدي الى الاستغناء عن وظائف كثيرة مع التقدم الذي تحققه، ولكن يجب مراعاة أن هذه الظاهرة ليست جديدة وقد حدثت في الماضي مع ظهور الثورات الصناعية السابقة وكان هناك فترة انتقالية وقد نجح البشر في التكيف مع هذه التغيرات.

عندما حصلت هذه الظاهرة في الماضي أكثر من مرة بظهور مختلف أشكال الآلات ومراحل تطوراتها، كيف تم التغلب على المشكلة؟ أم أن هؤلاء الذين تم الاستغناء عن خدماتهم أصبحوا عاطلين عن العمل بقية حياتهم؟

ChatGPT: في الماضي، عندما ظهرت تقنيات جديدة أدت إلى تشغيل الآلات بدلاً من العمال، هذا ما سمى بـ “الثورة الصناعية” إضافة إلى العديد من الثورات الإنتاجية الأخرى، مثل ظهور الحاسوب الشخصي والإنترنت و التخزين السحابي. قد يؤدي هذا إلى تخفيض قوة العمل البشرية ولكن بشكل مؤقت حيث يتغير سوق العمل باستمرار وتظهر فرص جديدة للاستثمار. وكذلك فقد قامت الدول بتطوير برامج التوظيف والتدريب الجديدة والتأهيل العالي لتعلم المهارات الجديدة ولمواصلة العمل في مجالات جديدة.

ومن الأمثلة على هذا تحول العمال من القطاع الزراعي إلى الصناعي أثناء الثورة الصناعية الأولى، ومن الموظفين المتخصصين في مجال الاتصالات والحوسبة إلى تقنيي الإنترنت وخبراء المعلوماتية السحابية في السنوات الأخيرة. ولكن حاليا هناك قلق كبير بشأن حجم التأثير مستقبلاً و قدرة المجتمع على التكيف مع التغييرات السريعة التي قد تحدث. ومن الأفكار المقترحة لتخفيف هذا القلق هو توزيع الدخل الأساسي العالمي أو تقديم برامج إعادة تدريب للعمال وتأهيلهم للوظائف الجديدة الناتجة عن التطور التكنولوجي، وإعادة توزيع ساعات العمل بحيث يتمكن الناس من الإستفادة من الزيادة في الإنتاجية وتحصيل أجور مناسبة، كما أن بعض الخبراء يقترحون وضع ضرائب على الروبوتات وبرامج الذكاء الصناعي وتوظيف هذه الإيرادات في دعم العمال والوظائف الإنسانية.

في الماضي تم التكيف عبر انتقال الناس للعمل في قطاعات جديدة مثل الخدمات والتكنولوجيا وغيرها، لذلك هذا لا يعني أن الذين فقدوا وظائفهم سيظلون عاطلين بقية حياتهم، ولكن يتغيير نوع العمل والوظيفة ولكن يحتاجون إلى التخصص بأمور جديدة والتعلم.

إذا كان الذكاء الصناعي يخلق مجالات مهنية ووظائف جديدة، لكنها تحتاج إلى تعلم مهارات جديدة، هل هذا يعني أن هؤلاء الذين تم الاستغناء عنهم يجب أن يتدربوا ويدرسوا كثيرا حتى يصبحوا بمستوى المهندسين حتى يتمنكوا من التكيف؟ هذا غير معقول!

ChatGPT: لا، لا يجب على جميع الأفراد الذين تم الاستغناء عنهم أن يصبحوا مهندسين في الذكاء الصناعي، إن تطور التكنولوجيا في كثير من الأحيان يعني وجود فرص عمل جديدة في مجموعة واسعة من المجالات. فليس على الأفرادتعلم ودراسة جميع التخصصات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بل يمكنهم تعلم مهارات جديدة في المجالات الأخرى التي تزدهر مع تقدم تقنية الذكاء الصناعي والتي قد تكون سهلة وبسيطة أو متقدمة بحسب قدرات ورغبات كل فرد.

ومن المهم أيضًا أن نلاحظ أن هذا التحول الاقتصادي ليس أمرًا يحدث فجأة بل هو مسار تطوري متدرج، ولذلك من الضروري توفير برامج إعادة تدريب وتعليم مستمرة لمساعدة الأفراد على تطوير مهاراتهم والتكيف مع التطورات المستمرة لمساعدتهم في اكتساب مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات سوق العمل المستقبلية لهم.

قبل سنوات أذكر أنني قرأت دراسة أمريكية تعرضت لهذه المسألة، هذه الدراسة تزعم بأنه يستحيل على أصحاب رؤوس الأموال الاستغناء عن كثير من الموظفين، لأن ذلك سوف يؤدي لضعف القوة الشرائية لدى الشعب بالمجمل، وبالتالي لن يوجد أشخاص يستطيعون شراء المنتجات والخدمات التي تم إنتاجها بوفرة أكثر وكلفة أقل بمساعدة الذكاء الصناعي، وبالتالي فإن أصحاب رؤوس الأموال هؤلاء مضطرين للإبقاء على الموظفين كي تستمر دورة الاقتصاد بالجريان. ما مدى صحة هذه الفكرة؟ وهل هذا يعني أن هؤلاء الموظفين سيكونوا مجرد متفرجين لا يفعلون شيئا؟

ChatGPT: الفكرة التي ذكرتها تعرف بـ”ارتدادية الطلب” (Demand Feedback)، وتتمحور حول فكرة أن انخفاض الوظائف نتيجة لاعتماد الذكاء الصناعي قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على المنتجات والخدمات، مما قد يؤدي في النهاية إلى خسائر للشركات وتراجع في النمو الاقتصادي. ولكن هذه الفكرة تُناقش من قبل العديد من الخبراء الاقتصاديين حيث أنه إذا تم إدخال تقنية جديدة يجب على العاملين اكتساب مهارات جديدة مطلوبة للتعامل مع هذه التقنية والذهاب الى وظائف مختلفة وربما أفضل أو أكثر إبداعية. وفي الواقع، هناك العديد من الوظائف يتم إنشاؤها الآن لتدعم تطور الذكاء الصناعي وللتعامل مع التحديات التي تنطوي عليها، مثل مديري الأخلاقيات للذكاء الاصطناعي ومهندسي التعلم العميق ومحللي البيانات وغيرهم الكثير.

لذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن الموظفين سيصبحون متفرجين أو غير قادرين على العمل، ولكن قد يعني ذلك أن هناك حاجة لإعادة توزيع العمل وإعادة توجيه القوى العاملة إلى مجالات جديدة من الإنتاج والخدمات، وهذا قد يتطلب برامج تدريب وتعليم جديدة ومناسبة لتحضير القوى العاملة لهذه المهام الجديدة.

من ناحية أخرى، فإن الرأي الذي ذكرته هو وجهة نظر واحدة حول هذا الوضع، وهي تعكس نظرية اقتصادية تعرف بنظرية الطلب الكلي. وهي تقول بأنه إذا تم الاستغناء عن الكثير من العمال فسوف ينخفض الطلب على السلع والخدمات وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تبعات سلبية على الاقتصاد بشكل عام. بينما هناك وجهات نظر أخرى تشير إلى أن زيادة الإنتاجية الناتجة عن استخدام الذكاء الصناعي قد تؤدي إلى زيادة الرفاهية العامة وزيادة فرص العمل في مجالات أخرى.

من المهم الإشارة أن استخدام الذكاء الصناعي وتبعاته على سوق العمل هي قضية معقدة و تعتمد على طريقة التطبيق وحال الصناعة والجغرافيا وغيرها من العوامل المتغيرة.

وما هي وجهات النظر الأخرى؟ هل هنالك ما هو متشائم وما هو متفائل منها؟ وما هي أبرزها؟

ChatGPT: هناك وجهات نظر مختلفة حول التأثير المستقبلي للذكاء الصناعي على الاقتصاد والمجتمع، بعض الوجهات النظر المتفائلة ترى أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد على زيادة إنتاجية الاقتصاد ويحسن من جودة حياة الناس من خلال تخفيف العبء اليدوي والروتيني على العمال وتقديم فرص جديدة للابتكار والتعلم، وعلى العكس هناك من يرى أنه قد يؤدي إلى خلق انقسام اجتماعي وفقدان كبير في الوظائف.

يشير البعض، مثل الخبير الاقتصادي البريطاني Paul Mason إلى أن الذكاء الصناعي يمثل فرصة لمجتمع “ما بعد الرأسمالية”، حيث تتحمل الروبوتات الكية عبء العمل اليدوي وتنتج الثروة. وهناك أيضًا من يرى أنه يجب إعادة توزيع العمل والدخل وتقديم دخل أساسي لمواجهة التأثيرات السلبية المحتملة للتشغيل الروبوتي على وظائف البشر.

من جانب أخر، هناك وجهات نظر متشائمة تشير إلى أن الذكاء الصناعي قد يؤدي إلى فقدان عدد كبير في الوظائف وزيادة معدلات البطالة بشكل كبير وتفاقم الفوارق الاقتصادية بين الطبقات المختلفة. كما من الممكن أن يسهل السيطرة على السوق و تحديد إتجاهه من قبل عدد قليل من الشركات الكبيرة. وأحيانا يتخوف هؤلاء من أن الذكاء الصناعي قد يتجاوز قدرات الإنسان ويتحكم فيه.

أما المتفائلون، فهناك أيضا من يقولون بأن الذكاء الصناعي سيساعد في تحسين الكفاءة وإنتاج منتجات وخدمات جديدة بجودة أعلى وبتكلفة أقل ويساعد في حل مشكلات عالمية معقدة مثل التغير المناخي والأمان الغذائي والرعاية الصحية. هذه حقا نقاط للنظر ولا شيء محدد الى الآن و ما يجب فعله هو المراقبة المستمرة وتقييم أثر الذكاء الصناعي على المجتمع والاقتصاد وتطوير سياسات وإجراءات لضمان إيجابية هذا التأثير وتقليل السلبيات منه.

هل توجد وجهات نظر معتبرة تقول أن الذكاء الصناعي قد يقود الى القضاء على التخلف والفقر ويساعد على التنمية والازدهار في الدول النامية؟

ChatGPT: نعم، هناك وجهات نظر متفائلة تشير إلى أن الذكاء الصناعي يستطيع المساهمة في تخفيف الفقر والتخلف والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية الأخرى عبر العديد من الطرق. مثلا: توفير التشخيص الطبي الدقيق والسريع بتكلفة أقل، وهو ما قد يساعد في تحسين الرعاية الصحية في الدول النامية مما يزيد الكفاءة وجودة الحياة. كذلك، فإن الذكاء الصناعي من الممكن أن يساعد في رصد وتحليل الظروف البيئية، وذلك قد يساعد في جهود الحفاظ على البيئة ومكافحة سلبيات التغير المناخي والتصحر، بالاضافة الى زيادة الكفائة في الزراعة والصناعة وتوفير فرص العمل في كثير من المجالات المستقبلية. ولكن في الوقت نفسه، يجب علينا أن نكون واقعيين، فهناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، ولا يوجد حل سحري لتحقيق هذه الأهداف الكبيرة، ويجب التركيز على التشريعات والاهتمام بأخلاقيات استخدام الذكاء الصناعي.

ذكرت سابقا بأنه يوجد مقترح بتوفير “دخل أساسي”، كما أنك ذكرت مصطلح “ما بعد الرأسمالية”، ماذا تعني بهذين المصطلحين وهل هما مرتبطان معا؟ وهل الدخل الأساسي شكل من أشكال الاشتراكية؟

ChatGPT: “الدخل الأساسي” هو نوع من برامج الضمان الاجتماعي، وهو يوفر للجميع دخلا مضمونا بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي وسواء كانوا يعملون أم لا. هذا الدخل الشهري سيغطي الحد الأدنى من المعيشة مثل الطعام والمأوى، ويمكن للأشخاص استخدام هذا المال كأساس لبناء حياتهم وتحقيق أهدافهم.

من جهة أخرى مجتمع “ما بعد الرأسمالية” هي عبارة تصف فكرة عالم مستقبلي مختلف عن الرأسمالية وأنظمة الاقتصاد الحالية التي تعتمد على السوق الحر وإنتاج السلع والخدمات للربح. وهاتين الفكرتين مرتبطين إلى حد ما، حيث أصبحت فكرة الدخل الضماني الشامل موضوع اهتمام كوسيلة لتقليل الأثر السلبي المتوقع جراء تطورات الذكاء الصناعي على وظائف العمل والدخل. فمع تطور الذكاء الصناعي الذي قد يؤدي الى تقليل الوظائف ثتم ابتكار فكرة الدخل الضماني الشامل لتتحمل الحكومات مسؤولية مواجهة هذا الوضع.

إن مفهوم ما بعد الرأسمالية هو الفكرة بأن النظام الاقتصادي الحالي ليس هو النهاية النهائية وأن هناك بديل ممكن له، وبذلك فهو يتضمن تصورات لما بعد المجتمع الرأسمالي الحالي والذي يلوح في الأفق مع تزايد الذكاء الاصطناعي ورقمنة العالم. إن الدخل الأساسي ومفهوم ما بعد الرأسمالية قد يكونان مرتبطين في بعض الوجهات النظر، حيث يعتبر البعض أن الدخل الأساسي هو أولى الخطوات للوصول إلى مجتمع ما بعد الرأسمالية.

لكن الدخل الأساسي في حد ذاته لا يعتبر شكلاً من أشكال الاشتراكية. فالاشتراكية هي نظام لتحديد الملكية العامة للإنتاج والتوزيع، حيث تملك الدولة أو المجتمع الموارد وتقرر كيف يتم توزيعها. بينما الدخل الأساسي هو مفهوم يشير إلى توفير دخل ثابت لجميع الأشخاص دون اشتراط العمل أو الحاجة، وهذا يمكن أن يكون على شكل دفعات نقدية منتظمة للجميع في المجتمع بغض النظر عن احتياجاتهم أو حالتهم المالية. وهو يهدف إلى الحد من الفقر وتوفير فرصة للناس لعيش حياة أكثر إنسانية.

لذا فهو مفهوم مختلف وليس بالضرورة مرتبط بنظام اقتصادي معين، وهو في الواقع يمكن أن يُطبق في جميع الدول سواءً التي تعتمد اقتصاد رأسمالي أو اشتراكي، وبالطبع هناك نقاش حول مدى فاعلية فكرة الدخل الأساسي وما إذا كان ممكنا تنفيذها بشكل عملي و الجدوي الاقتصادية منها.

ماذا عن الأفكار التي تعتقد بقرب نهاية البشرية لأسباب كثيرة مثل الاحتباس الحراري وانقراض كثير من الحيوانات، هل يبدو الذكاء الصناعي حلقة في هذه السلسلة المنتهية بالاستغناء عن الانسان ومن ثم ربما نهاية البشرية بالوصول إلى قمة التطور وانتهاء قصة الحضارة الإنسانية بالوصول إلى الذكاء الصناعي باعتبارها الذروة الحضارية القصوى والأخيرة؟

ChatGPT: هذه وجهة نظر متشائمة بشأن مستقبل البشرية وتطبيقات الذكاء الصناعي. حيث أن بعض العلماء يرى بالفعل بأنها تمثل تهديد شديد لبقاء الانسانية وأنها قادرة على كسر وحدة التحكم وتجاوز البشر (مثل ما يقول آيلون ماسك)، بينما البعض الآخر يرون أن التقدم الذي يمكن أن يحدث من خلال استخدام الذكاء الصناعي قد يكون مفيداً جداً بما يشمل مساعدة البشرية على حل مشاكل عالمية معقدة مثل تغيُّر المُناخ و الفقر والأمراض المزمنة والصعبة مثل السرطان والأوبئة.

من المهم أن نفهم أن التقنيات الجديدة ليس لها دوافعها الخاصة أو القدرة على تحديد مصير البشرية. فالمجتمع البشري هو المسؤول عن تطبيق هذه التقنيات بطرق مفيدة ومسؤولة بالتوازي مع الحفاظ على الأخلاقيات ومبادئ المواطنة الرقمية واتخاذ القوانين الصارمة للحيلولة دون السيناريوهات السلبية/ فالفكرة الرئيسية ان إستخدام التكنولوجيا يعتمد على الشخص و النوايا.

ما هو الرد على أفكار ايلون ماسك المتشائمة بخصوص صعود الذكاء الصناعي؟ ولماذا كان من المشاركين أصلا في إطلاق شركة OpenAI التي قامت بإطلاقك كبرنامج؟

ChatGPT: آيلون ماسك قد أعرب في العديد من المناسبات عن قلقه من احتمال أن يصبح الذكاء الصناعي خارج عن السيطرة ويشكل تهديداً للبشرية. وقد شارك في تأسيس OpenAI في عام 2015 كجزء من مساعيه لدعم البحث في الذكاء الصناعي المسؤول والآمن.

الفكرة الاساسيه من وجهة نظر ماسك هي للوقاية والتأكد من أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون في صالح البشرية. حيث يرى “ماسك أن الذكاء الصناعي هو أكبر أزمة وجودية للبشر، ويحث بشدة على التنبه وتنظيمه قبل فوات الأوان، في حين أن الآخرين يعتقدون أن مخاوف ماسك مبالغ فيها وتؤدي إلى مناخ من الخوف المضاد للتقدم التكنولوجي.

من المهم معرفة على أن أفكار ماسك هي واحدة من العديد من وجهات النظر حول مستقبل الذكاء الصناعي. ويوجد العديد من الخبراء في هذا المجال الذين يشاركون بعض القلق الذي يشعر به ماسك، ولكن يرون أيضا أن هنك العديد من الفرص الإيجابية المحتملة والتي ت يمكن أن تساعد على معالجة البعض من التحديات الصعبة التي تواجه البشرية حالياً، مثل التغير المناخي والفقر والأمراض المزمنة.

أما بالنسبة لمشروع OpenAI، فإيلون ماسك كان أحد مؤسسي OpenAI والمانحين ولكنه انسحب من مجلس الادارة في 2018 لكنه مازال مانحاً للشركة.

كيف يمكن أن تقدم لنا طمأنة مقنعة بأن الذكاء الصناعي سيكون في صالح البشرية اقتصاديا؟ وخاصة للمتشككين.

ChatGPT: من المهم معرفة أن الذكاء الصناعي هو أداة قوية و مرنة تمكن البشر من تعزيز قدراتهم وحل مشكلاتهم في العديد من المجالات المختلفة. كما أنها تقدم فرصة لتحسين الكثير من النواحي الإيجابية لحياتهم مثل الصحة والتعليم والنقل وغيرها. فهناك تطبيقات عديدة للذكاء الصناعي قد أثبتت فعالية في حل بعض المشاكل الكبيرة في المجتمع مثل تطوير الأدوية وتحديد الأمراض الخطيرة مبكرا و تحسين أداء توليد الطاقة المتجددة.

ومع ذلك، فإن استخدام الذكاء الصناعي يتطلب مراقبة وتنظيماً جيداً لضمان أن يُستخدم بطريقة مسؤولة وأخلاقية ومنصفة. فمن المهم أن يشارك أصحاب المصلحة المختلفين كالمؤسسات الحكومية والخبراء والصناعيين وقوى العمل والمجتمع المدني في عملية صياغة السياسات والمعايير والإجراءات المناسبة للتعامل مع الذكاء الصناعي.

يمكن أخذ مثال شركة OpenAI التي أنتجتني هي من الشركات التي تلتزم باستخدام الذكاء الصناعي بشكل أخلاقي ومسؤول. فمن الناحية العامة، من الواضح أن الذكاء الصناعي هو تطور مشوق كنا نسمع عنه في الخيال العلمي، إلا أن مشكلة الوظائف هي التي تؤرق الكثيرين، إذ ماذا نستفيد من تحسين الخدمات في التعليم والصحة وحل المشاكل الأخرى إذا ترافق ذلك بارتفاع البطالة؟ من أين نأتي بالمال للاستفادة من هذه التطورات الإيجابية؟

لا يمكن القول بأن هناك طريقة مؤكدة لضمان أن تطور الذكاء الصناعي سيكون في النهاية لصالح البشرية اقتصاديا، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تساعد في تخفيف بعض القلق الذي يشعر به الناس.

من الأمور المهمة أيضا هو العمل من أجل تطوير السياسات العامة والتنظيمية التي تهدف إلى توجيه تطوير وتطبيق الذكاء الصناعي بطريقة إيجابية وتأمين الفرص الوظيفية التي تم إلغاؤها. مثلا، عبر التقليل من ساعات العمل الإجبارية، يمكن زيادة فرص العمل أو تقديم دورات تدريبية للعمال وتطوير مهاراتهم في الحقول المهنية الجديدة التي تولدها التكنولوجيا الحديثة.

ومن الجدير بالذكر أن التطور التكنولوجي سبق وأدى الى زيادة في الوظائف المتاحة والانتاجية على المدى الطويل في المجتمعات عبر تاريخ البشرية، وذلك الرغم من أن التغيرات السريعة يمكن أن تكون مؤلمة على المدى القريب.

على ذكر تقليل ساعات العمل الإجبارية، هل تعتقد أنه لو قامت الحكومات بإصدار قوانين تلزم الشركات بتقليل فترة الدوام من 8 إلى 6 ساعات، وعدد أيام العمل من 6 إلى خمسة أو ربما أربعة في بعض الشركات الكبرى، هل هذا سيساعد في إعادة الوظائف للذين فقدوها من غير أن يترتب على ذلك خسارة على الشركات أو إعاقة لإمكانيات تطور الشركات الناشئة؟

هناك بعض الخبراء الاقتصاديين يعتقدون بأن تقليل ساعات العمل الإجبارية قد يساعد في مشاركة الوظائف المتاحة والتخفيف من آثار البطالة المعاصرة الناجمة عن التطور التكنولوجي والذكاء الصناعي. إن تقيل ساعات العمل يمكن أن يساعد على زيادة الإنتاجية والإبداع وتحسين جودة الحياة للعاملين في بعض الحالات.

ولكن، سيكون هناك عدة اعتبارات لمثل هذه السياسة لكي تعمل بشكل فعال. أولا، يجب أن يكون هناك توازن معقول بين ساعات العمل الإجبارية والراتب. أيضاً، الشركات لا يجب بأن تكون مضطرة لتحمل خسائر كبيرة من الإيرادات والدخل نتيجة لهذه السياسة، وإلا سيكون الأمر مرفوضاً من قبل مالكي الشركات والمستثمرين.

وفي النهاية، يجب أن تكون هذه السياسات مدعومة بدراسات علمية جيدة لتقييم مدى فاعليتها في كل قطاع إنتاج وفي كل بلد وحسب طبيعة سوق العمل فيه.

بكلمة أخيرة، ما هي نصيحتك لكل شخص خايف أن الذكاء الصناعي ربما سيأخذ وظيفته أو مهنته؟

ChatGPT: نصيحتي لأي شخص يخاف من أن الذكاء الصناعي قد يأخذ وظيفته هو الاستفادة من التعليم والتدريب والتطلع بشكل مستمر لكيفية تطوير مهاراته وتعلمه للتكيف مع تغيرات العصر، إضافةً للاستثمار في مهارات دائمة الطلب في سوق العمل مثل التفكير النقدي والإبداع والعمل الجماعي والتواصل الفعال. إذ يمكن لهذه المهارات أن تساعد على الانتقال إلى وظائف جديدة والاستفادة من الفرص التي قد تجلبها التكنولوجيا الجديدة، كما أنه من المهم إشراك الحكومة والشركات في تبني سياسات عمومية واستراتيجيات تأتي في صالح الجميع.

وفي الجانب الشخصي، يمكن التعلم عن مجالات الذكاء الصناعي وكيفية تطويره والتفاعل معه في الوظيفة أو المهنة الحالية أو المستقبلية.

أجرى هذه المقابلة: زاهر طلب
كاتب تقني ومدون في السياسة

ملاحظة: لا يوجد أي تعديل في النصوص التي قدمها الذكاء الصناعي، سوى تعديلات إملائية وتوضيحية بسيطة، بالإضافة حذف بعض المعلومات المكررة.

Scroll to Top