يعتقد الكثيرون أن تعدد الأقطاب هو الحل المثالي للتغلب على النظام الأحادي القطبية والهيمنة الغربية على العالم. ومع ذلك، فإن ممارسات روسيا والصين تظهر أنهم يستخدمون فكرة تعدد الأقطاب كغطاء لتبرير سلوكهم العدواني والاستبدادي. يجب أن نتذكر أن المسؤولية الأساسية لأي كيان سياسي هو خدمة مصالح شعوبهم والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية القانون الدولي. إن تعدد الأقطاب الحقيقي يعني أن يتم احترام حرية الشعوب ووجهات النظر وقيم الإنسان بشكل عام. يجب أن نفكر في الدور المهم لضمان الحرية والعدالة والسلام الدولي، وأن نتذكر أن تعدد الأقطاب الحقيقي يعني وجود مجتمع دولي يعمل معًا لحماية الدفاع عن حرية الأمم وحقوق الإنسان وإحترام القانون الدولي وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولكن الحقيقة هي أنهم يسعون فقط إلى تحقيق السيطرة.
لماذا يجب أن تكون الشعوب وتطلعاتها للتحرر ضحية عملية ولادة تعدد الأقطاب المزعومة؟ ما الفائدة من تعدد الأقطاب إذا كانت الحرب البشعة هي الطريق للوصول إليها؟ أليس تعدد الأقطاب بالأصل يهدف لتقليل الحروب وأعطاء الحرية للدول والشعوب؟ إن روسيا والمنظومة الشيوعية كاذبة في رغبتها بتحقيق فكرة تعدد الأقطاب، فهي تهدف في النهاية للأحادية والهيمنة القطبية بشكل أشد خطراً بكثير من الهيمنة الغربية، فتقوم بمنع تحرر الشعوب، وتعمل على قتلها وإبادتها لتثبت للعالم أنها تقدم لهم نظاماً دولياً أفضل!
والغريب هو وجود من يصدقون هذه الأكاذيب ويروجون لها. فالتعددية القطبية التي يتمسحون بها مجرد كذبة لتمرير حروبهم القذرة والبشعة التي تمتلئ بالإبادات الجماعية التي تزيد على ما كان يحصل في النظام الأحادي القطبية، إنها مجرد دعوى فارغة لتحقيق أجندة شيطانية تشكل خطراً على كل البشرية والسلام العالمي، إن روسيا والصين غير مؤهلة لحكم الشعوب والدول بطريقة تحترم الإنسانية وترسي العدالة، هي مجرد عصابات إجرامية كبرى بحجم دول تعيش على السرقة والنهب والدجل والعربدة، وتحاول الضحك على عقول البسطاء بأنها تريد إنقاذهم من الهيمنة الغربية والأمريكية والاستعمار، ولكنها هي بذاتها استعمار أشد، فها هي سورية على وشك الإنهيار التام، وشعب كوريا الشمالية يعيش المجاعات، وأوكرانيا تعاني الويلات.
من الواضح أن روسيا والصين ليس لديهما احترام للقانون الدولي وحقوق الإنسان. فهما يستخدمان القوة العسكرية والتهديدات لفرض إرادتهما على الدول الأخرى والسيطرة على المناطق الإستراتيجية. أمثلة على ذلك هي الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم والدعم المستمر للنظام السوري، والتدخل الصيني في شؤون هونغ كونغ وتايوان. هذا السلوك يظهر أن روسيا والصين لا تهتمان بالسلام والاستقرار الدولي، بل يهتمان فقط بتعزيز مصالحهما الخاصة.
من المؤسف أن الكثير من الناس يصدقون أكاذيب روسيا والصين حول تعدد الأقطاب. يجب أن نتذكر أن تعدد الأقطاب لا يعني فقط وجود عدة دول قوية، بل يعني أيضًا احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان والتعاون الدولي. لا يمكن أن يكون هناك تعدد أقطاب حقيقي إذا كانت الدول القوية تستخدم قوتها للسيطرة على الدول الأخرى وانتهاك حقوق الإنسان. يجب أن نكون حذرين من الوعود الفارغة التي تقدمها روسيا والصين، وأن نتذكر أن السلام والاستقرار الدولي يتطلب العمل معًا واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
في الواقع، فإن ما تروج له روسيا والصين كتعدد أقطاب هو في الحقيقة مجرد استبداد واستعمار بشكل جديد. إنهم يحاولون إقناع العالم بأنهم يقدمون بديلاً أفضل للنظام الدولي الحالي، ولكن الحقيقة هي أنهم يريدون فقط السيطرة والهيمنة. إنهم يستخدمون القوة والتهديدات لتحقيق أهدافهم، ويتجاهلون القانون الدولي وحقوق الإنسان. لا يمكننا السماح لروسيا والصين بفرض رؤيتهما على العالم، ويجب أن نعمل معًا كمجتمع دولي لمواجهة هذه التحديات والدفاع عن القيم والمبادئ التي نؤمن بها.
زاهر طلب
بمساعدة برنامج ChatGPT