تعليقا على ما قاله وجدي غنيم عن حماس

حيث اتهم وجدي غنيم في فيديو مصور قادة حماس بالخيانة بسب البيان الذي اصدرته حماس والذي برّرت فيه عزم الحركة على إعادة علاقات حماس بالنظام السوري.

قلت: جرائم النظام السوري البعثي الاشتراكي والنصيري لم تظهر فقط خلال الثورة السورية التي بدأت سلمية بما ظهر لنا عام ٢٠١١ ولا زالت مستمرة الى اليوم مع ضعفها…

ولكنّ جرائم النظام البعثي ممتدة عبر تاريخ سوريا الحديث خدمة للعدو، من أبرزها:

▪تسليم الجولان للعدو الصهيوني، حين كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع عام ١٩٦٧م. اقرأ كتاب سقوط الجولان.
▪مجزة تل الزعتر عام ١٩٧٦م، وهو مخيم فلسطيني، يضم عشرات الآلاف من الفلسطينيين، يقع شمال شرق العاصمة اللبنانية بيروت، عجزت الكتائب الصليبية المحاصِرة للمخيم عن اقتحامه خلال الحرب الأهلية، حتى جاء التدخل والدعم من الجيش السوري الذي اسفر عن قتل ٣٠٠٠ فلسطيني.
▪ومجزرة مدينة حماة السورية عام ١٩٨٢ التي محاها النظام السوري عن الأرض، وقضى على الاخوان المسلمين فيها.
▪مروراً بمجزرة مخيم صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ والتي ذهب فيها آلاف الفلسطينيين على يد شارون والكتائب اللبنانية بتواطؤ من النظام السوري.

☆وعليه، فإن قرار حماس إعادة علاقاتها مع النظام السوري حتى لو كان من منطلق سياسي يثير علامات استفهام حول ولاء الحركة للنظام السوري نفسه. خاصة أنّ قادة حماس عايشوا جرائم النظام السوري أعلاه قبل وبعد تأسيس الحركة، ما دفع بعض المحبّين لحماس إعلان البراءة من قادتها وسياستها، حتى وصف الداعية وجدي غنيم قادتها بالخونة، وسياستها بالانبطاحية، وسلاح المقاومة بأنه سلاح نجس.

فنقول لأمثال هؤلاء الذي شنّوا حملة تخوين لقادة حماس، رويدكم… فقد كنتم تثقون بقادة حماس قبل الثورة السورية عام ٢٠١١ وكنتم معها وأنتم تعلمون جرائم النظام السوري قبل عام ٢٠١١ المذكور ابرزها هنا.

فكان المطلوب منكم أن تكتشفوا حقيقة قادتها قبل عام ٢٠١١، وكان عليكم ان تصفوا السلاح السوري والإيراني الذي يمدّ المقاومة بأنه سلاح نجس ، قبل عام ٢٠١١.

صحيح أن مجازر النظام السوري خلال ثورة عام ٢٠١١ سجلت ارقاماً قياسية ضد الشعب السوري، لكن ّ مجازره الممتدة عبر تاريخ نظام البعث السوري ضد الفلسطينيين وضد الإخوان المسلمين ولمصلحة العدو، فيها ما لا يقل دلالة على عداوة النظام البعثي السوري للاسلام وللفلسطينيين وللقضية الفلسطينية خدمة للعدو، مما جرى بعد الثورة.

فلماذا لم تُبصروا تلك المجازر والجرائم، وساهمتم بتأييد قادة حماس حتى جاءت الثورة السورية؟!!!

وأخيراً: يِخلف على الثورة السورية التي أيقظت البعض لاكتشاف خيانة مشروع المقاومة والممانعة القادم من محور (طهران – دمشق – تل ابيب)، ولو كان على يدّ حماس. ويلزم منكم أن تعلنوا تخوين حركة الجهاد الفلسطيني كذلك لنفس السبب.
لكنّ هذا الاكتشاف لم يقم على أسس علمية شرعية ولا على فهم دقيق للصراع العربي الصهيوني، بل على عواطف وعواصف لا تصلح أن تكون منهجاً يحتذى به.

عدنان الصوص

تعليقا على ما قاله وجدي غنيم عن حماس
تمرير للأعلى