مخاطر تحوّل الدعوات الإصلاحية إلى حركات ثورية انقلابية

الصدر الأول للإسلام

كلما ابتعدت الأجيال عن الصدر الأول للإسلام، إزدادت الشبهات والفتن، بالتالي ازداد الاختلاف في فهم النصوص، وتعددت المدارس الفكرية المحسوبة على الإسلام؛ ما يتطلب المزيد والمزيد من تفعيل فقه الخلاف والاختلاف فيما بين الأجيال اللاحقة والتي ستليها.

فيلزم…

▪تجنّب إصدار التّهم بالكفر أو العمالة للأعيان ما لم يكن لدينا عند الله فيه ليس برهان واحد، بل اكثر من برهان… علماً بأن تكفير الأعيان من اختصاص اهل العلم الراسخين، وليس طلبة العلم الناشئين.
▪المزيد من خفص الجناح للمخالف والتراحم والتوادد.
▪التأكيد على حسن الجوار او الصحبة رغم الاختلاف.
▪عدم المقاطعة لأجل الاختلاف إلا للضرورات، وعدم المدابرة أو التحذير إلا لسبب شرعي راجح.
▪مناقشة الأفكار بسلاح العلم بعيداً عن الحكم على الشخصية الحاملة للفكر، وعن الجدال العقيم.

طاعة الرسول

تكرر الأمر بطاعة الله ورسوله في القرآن ١٢ مرّة، كما في الصورة المرفقة.
منها ما ورد في سورة محمد، ما يفيد بطلان عمل من لم يطع الله والرسول.

أما الأحاديث فكثيرة كذلك…منها:
▪عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى” قالوا: ومن يأبى؟ قال: “من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى”.أخرجه البخاري.

قلت:
إحذر أن تفصل القرآن عن السنّة في استنباط الأحكام أو الحُجيّة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
▪”لا أُلْفِيَنَّ أحدَكُمْ متكئًا على أريكتِهِ يأتيهِ أمرٌ مما أمرتُ بهِ أو نهيتُ عنهُ فيقولُ : لا أدرِي . ما وجدنَا في كتابِ اللهِ اتبعناهُ” صحيح الترمذي.

وفي رواية:
▪”ألَا هلْ عسى رجلٌ يبلغُه الحديثَ عنِّي وهوَ متكئٌ على أريكتِهِ ، فيقولُ : بيننا وبينكم كتابُ اللهِ ، فما وجدنَا فيهِ حلالًا استحللنَاهُ ، وما وجدنا فيهِ حرامًا حرمناهُ ، وإنْ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ كمَّا حرَّمَ اللهُ”. صحيح الترمذي.

مخاطر تحوّل الدعوات الإصلاحية إلى حركات ثورية انقلابية

أدى تحوّل الدعوات الإصلاحية إلى حركات ثورية انقلابية في مشرق العالم الاسلامي ومغربه إلى:
▪النزاع بين الطرفين والتفرق والتشتت والتلاعن والتقاتل.
▪استغلال الأنظمة لهذا التحول باستئصال أبرز رموز الحركات الثورية، وملاحقة البقية.
▪مراقبة تلك الأنظمة للدعوات الإصلاحية ووضعها تحت المجهر، لا بل تقييد دعوتها أو منعها بحسبها.
▪عزوف الدول الاسلامية عن مشاركة الإسلاميين لإدارة شؤون البلاد، أو الحدّ جداً من ذلك بسبب الخوف من أفكارهم أو تحولاتهم.
▪خراب البلاد بسبب الثورات وانتشار القتل والتشريد واللجوء وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية.
▪وصف الحركات الثورية الانقلابية بالارهاب.
▪محاوولة لصق الإرهاب بالاسلام نفسه من قبل المغرضين لصدّ الناس عن الدخول في الإسلام.
▪الضغط من قبل المفسدين في الأرض و/ أو المتنفذين من أصحاب الاجندات الشاذة لتغيير المناهج والأنظمة والتشريعات في الدول الإسلامية بحجة محاربة الارهاب.

كلّ ذلك وغيره، أدّى الى تأخّر التغيير الإيجابي المطلوب لتحقيق الاستخلاف والتمكين في الدين من ربّ العالمين. والأمثلة على الصراع بين الإصلاحي والثوري، أو تحول الإصلاحي إلى ثوري كثيرة حاضرة في أذهان عامة المتابعين المهتمّين بهذا الشأن.

لذا، حذّر السلف الصالح من الانشغال بالصراع مع الانظمة والخروج عليها وجعل ذلك أساساً للتغيير من جهة، والانصراف عن العمل على تغيير ما بالأنفس المجتمعية من جهة ثانية، لما سيترتب على ذلك من مفاسد.

قال الله تعالى:
☆(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56).
☆(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

هذا والله تعالى أعلم.

الاعتراف بنعمة الله وشكره

اعترِفوا بنعمة الله عليكم واشكروه، ولا تكونوا من الكفرين لها أو بها، بأن تجحدوها أو تُنكروها أو تنكروا معظمها فلا تعترفوا الا بعشر العشر منها وعلى استحياء….!!! فإن ذلك ليس من الحياء.

أيها المسلم، لا تُردّد ما تسمع من الغربان الحاقدين، الذين درجوا على إقناعك بأنك…
▪ معدوم المال،
▪مهدور الدمّ
▪مسلوب الإرادة
▪محروم الكلمة
▪مريض الصحة
▪مقهور الكلمة
▪مطموس الدين
▪ممسوح الكرامة
▪مسحوق الحياة

وغيرها من القائمة السوداء من كفر النعمة. فكفر النعمة وجحدها يوجب العقاب، وشكرها أمر تعبديّ يزيد الله تعالى به الثواب والنعم.

قال تعالى:
(فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلًا طَيِّبًا وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).

وقال تعالى:
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ).

وتطبيق شكر النعمة لله، يكون..
▪بالاعتقاد القلبي بها
▪والاعتراف بها
▪والحديث عنها
▪وطاعة الله تعالى.

قال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا)

ونقيض الشكر…
▪ كفر النعمة، وجحدها.
▪كفر الإحسان ، وقال للنساء، وتكفرن العشير.
▪الكبر ، كما قال قارون : ” إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ” ينكر نعمة الله عليه . فالمتكبر في نفسه أو في ماله أو في مكانته يرى نفسه أكبر من أن يشكر خالقه.
▪بطر النعمة، قال تعالى: ” وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ”
فالله الله في الشكر ما أعظم أجره وأجزل فضله.
اللهم اجعلنا من الشاكرين العابدين، راضين غير متكبرين، وانصرنا على الغربان الحاقدين.

عدنان الصوص

 

Scroll to Top