البيريسترويكا: ج1 أسلوب برشامة وراء برشامة

في يوم من أواخر ستينات القرن الميلادي العشرين أو من أوائل سبعيناته، بعد محاضرة ألقاها أكرم الحوراني على عشرات من طلابه وكوادر حزبه (حزب البعث العربي الاشتراكي)، قام أحد الشباب منهم (ن.ط) وقال له: يا أستاذ، نحن معك منذ كذا سنة وحتى الآن لا نعرف ما هو الفرق بين الاشتراكية والشيوعية، وكثيراً ما يسألنا الناس هذا السؤال فلا نعرف الجواب، فما هو الفرق؟

قال له الأستاذ أكرم الحوراني – بعد كلمات مجاملة -: عندما ننتهي من هنا تعال عندي في المكتب وسأشرح لك ذلك. فقام شاب ثان وسأل السؤال نفسه، ثم قام ثالث ورابع .. وعاشر، وسألوا كلهم السؤال نفسه، فقال لهم الأستاذ أكرم الحوراني: يا أخي، الشيوعية ما عم يقبلوها، عم نعطيهم إياها برشامة ورا برشامة ..؟!

إن أسلوب “برشامة ورا برشامة”، هو أسلوب بدأت الماركسية بجميع أسمائها بتطبيقه منذ ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي، وقد تطور الآن كثيراً حتى وصل إلى “البيريسترويكا”. مع العلم أن غاية الماركسية بجميع أسمائها ثابتة ثبوت العقيدة في نفس المؤمن بها، إنها تحقيق العقيدة اليهودية “اليهود شعب الله المختار، الأرض ملك لهم، البشر بهائم خلقوا لخدمتهم”. ومع العلم أنهم يطبقون قواعد علم الدجل “الآجيبرو” وتعاليم لينين بإخلاص وإيمان وباطنية، ومع العلم أن الغثاء من كوادرهم وغير كوادرهم هم غثاء كغثاء السيل لا يشعرون بالسيل لأنهم غثاء.

“البيريسترويكا” الترميم الثاني
أو كما ترجموها “إعادة البناء”، كان الترميم الأول في أوائل ستينات القرن الميلادي العشرين وكان بقيادة “خروتشوف”، كان بقيادتة ولم يكن من صنعه وحده، وكان شعاره “التعايش السلمي”، وكان شعاراً يعلنونه، ثم كانت البيريسترويكا “الترميم الثاني” في ثمانينيات القرن العشرين الميلادي وكانت بقيادة “غورباتشوف”، كانت بقيادته و لم تكن من صنعه وحده، وشعارها هو “يجب أن ننبثق من خصوصيات المجتمع”. وهو شعار يطبقونه دون ضجيج. تعاليم لينينية في التأصيل لـ (البيروسترويكا).

إن البيريسترويكا في الواقع هي جزء من تعاليم لينين، وواحدة من توصيات المؤتمر الشيوعي الثاني والعشرين الذي عقد في موسكو سنة 1960.

يقول لينين – مع العلم أنه يهودي-:
“.. إن هذا الانتصار الأول ليس يعد انتصاراً نهائياً، وثورتنا ثورة أكتوبر أحرزته لقاء مصاعب وحرمانات لم يسمع بمثلها من قبل، وآلام لا توصف، وإثر جملة من الإخفاقات والأخطاء الفادحة من جانبنا .. نحن لا نخشى الاعتراف بأخطائنا وسننظر إليها بصفاء ذهن لكي نتعلم إصلاحها”. أهـ. لينين، مختارات، الجزء الرابع (ص23).

أقول: إنهم يعترفون بأخطائهم بشكل موضوعي في مجلس الدراسات السري، أما أمام كوادرهم وأمام الجماهير الأخرى فيضعون لها تبريرات تناسب الظرف الذي يطرح فيه التبرير. وطبعاً، يعني بالأخطاء هنا، الأخطاء التي تعرقل سيرتهم نحو غاية الماركسية الوحيدة التي هي تحقيق أسطورة الشعب المختار “اليهود شعب الله المختار، الأرض ملك لهم، البشر بهائم خُلقوا لخدمتهم”، لذلك نرى أن كل مؤسسيها ومموليها يهود.

ويقول لينين أيضاً:
“..ولكن تعلمنا أيضاً – إلى حد ما على الأقل – فناً آخر لا غنى عنه في الثورة، فن أن نكون مرنين، أن نعرف كيف نغير تكتيكنا بسرعة، بفجأة، آخذين الظروف الموضوعية المتغيرة بعين الاعتبار، مختارين سبيلاً جديداً للوصل إلى هدفنا، وإذا تبين السبيل القديم، في هذه الفترة من الزمن، غير ملائم، غير صالح”. اهـ.

ويقول أيضاً:
“..ونحن في هذا الميدان من “العلم” الجديد ننهي صفنا الإعدادي، وبالدراسة بثبات ومثابرة، بالتحقق، بواسطة التجربة العملية، من كل خطواتنا، ودون خشية من أن نعيد مراراً عديدة ما كنا بدأناه، ومن أن نصلح أخطاءنا، بسعينا إلى فهم معناها، سننتقل إلى الصفوف العليا، سنتابع الدرس بكامله، رغم أن أحوال الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية، قد جعلته أطول بكثير وأشق بكثير مما نود، ومهما كان الثمن، ومهما كان آلام المرحلة الانتقالية، والكوارث والجوع والخراب مفنية، فإننا لن ندع عزيمتنا أن تخور، وسنسير بعملنا حتى النصر النهائي”. اهـ.

ويقول أيضاً:
“.. أما اليوم فإننا نستشهد بقول لييبكنخت: إذا تغيرت الأحوال في 24 ساعة، تعين تغيير التكتيك في 24 ساعة.

ويقول أيضاً:
“.. فإن دولة العمال، دون أن تلجأ البتة إلى إبطال التأميم، دون أن تلجأ تؤجر هذه المناجم أو تلك، هذه الغابات أو تلك، آبار البترول هذه أو تلك ..الخ، من الرأسماليين الأجانب لكي تحصل منهم على مزيد من الأعتدة والآلات التي ستمكننا من إنهاض صناعتنا السوفيتية الضخمة بأسرع وقت( 5).اهـ. لينين، مختارات، (4/217).

للعلم، “لييبنكخت كارل” يهودي، ولد في ليبزيغ (1871-1919)، أسس في سنة 1916 “عصبة سبارتاكوس” نواة الحزب الشيوعي الألماني، قتل أثناء الثورة المسلحة التي قاموا بها.

أقول: في الواقع، هذا جزء من تعاليم لينين وتوصياته في هذا الموضوع وأرجو من القارئ أن يكرر قراءتها حتى يستوعبها تماماً.
ثم، لنرى ماذا كانت نتيجة تطبيق الشعارات الشيوعية بجميع أسمائها الفارغة إلا من دوي الطبول، مع العلم أنه عندما يصرّح أحدهم بأمر يمس الشيوعية، تحت أي اسم كانت، فلكي تقترب من معرفة حقيقة الواقع، خذ الصورة التي يرسمها بقوله واضربها بألف، لكي تقترب من حقيقة الواقع. “أقول اضربها بألف” تواضعاً، لأن الحقيقة شر من ذلك بكثير.

المراجع:
(1) لينين، مختارات، الجزء الرابع (ص23). وممن قال بيهودية لينين عبدالله التل في كتاب: ((الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام))ط/ المكتب الإسلامي، (ص43)، وانظر: ((اليهود في المعسكر الشرقي)) لداود سنقرط، ط/1، 1983، ، ص27-28.
(2) لينين، “مختارات” (4/233).
(3) المصدر نفسه (ص235).
(4) لينين، مختارات، (1/50).
(5) لينين، مختارات، (4/217).

يتبع الجزء الثاني

Scroll to Top