موسوعة (ويكيبيديا) تذكر أنه لا تزال الماركسية اللينينية أيديولوجية العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، وهي الأيديولوجية الرسمية للأحزاب الحاكمة في الصين وكوبا ولاوس وفيتنام… ولكنها لم تذكر عدداً آخر، مثل كوريا الشمالية وفنزويلا وسوريا،،،
▪ فمَن قال بموت الشيوعية أو الماركسية، فإنه لم يَفهم بعدُ حقيقتها وقوانينها وأخلاقها ولا أساليبها وإن كان شيوعياً، إلّا أن يكون شيوعياً عارفاً بذلك كله، لكنه يقصد التضليل والخداع.
لا تُردّد كل ما تسمع، فالقول بموت الشيوعية أكبر كذبة معاصرة.
لماذا؟
فلقد وضع لينين لهم الأسس التي يجب أن يطبقوها في مثل هذه الحالة، فلنقرأ بعض أقواله:
☆يقول لينين: (علينا أن نكون مستعدين لكل لون من ألوان التضحية، وإذا استلزم الأمر فإننا نمارس كل شيء ممكن، فالحيل وفنون المكر وكل الأساليب غير الشرعية، جميعها مباحة، وكذلك السكوت وإخفاء الحق، وموجز القول أننا نستخلص الآداب من مصالح حرب الطبقات).
☆ويقول أيضاً:
(.. ولكننا تعلمنا أيضاً.. فناً آخر لا غنى عنه في الثورة: فن أن نكون مرنين، أن نعرف كيف نغيّر تكتيكنا بسرعة، بفجأة، آخذين بالظروف الموضوعية المتغيرة بعين الاعتبار، مختارين سبيلاً جديداً للوصول إلى هدفنا، إذا تبين السبيل القديم في هذه الفترة من الزمن، غير ملائم، غير صالح).
☆ويقول: (ونحن الذين تعلمنا قليلاً، في هذه السنوات الثلاث أو الأربع، كيف نقوم بانعطافات فجائية (حين يقتضي الحال انعطافاً فجائياً)).
☆ويقول:
(..فإن دولة العمال، دون أن تلجأ البتة إلى إبطال التأميم، تؤجر هذه المناجم أو تلك، هذه الغابات أو تلك، آبار البترول هذه أو تلك ..الخ. إلى الرأسماليين الأجانب، لكي تحصل منهم على مزيد من الأعتدة والآلات التي ستمكننا من إنهاض صناعتنا السوفيتية الضخمة بأسرع وقت. إن دولة العمال إذ تمنح أصحاب الامتيازات قسماً من هذه المواد الثمينة جداً على سبيل الأجرة، تدفع بلا ريب جزية للبورجوازية العالمية، وعلينا ألا نطمس في شيء هذا الأمر، وأن ندرك جيداً في الوقت نفسه أنه مفيد لنا) اهـ.
وأقوال لينين في هذا المعنى كثيرة في كتبه ومقالاته، ولنلاحظ أنهم في البيروسترويكا، يتحركون داخل إطار مثل هذه التعاليم تحديداً، فقد تبين أن السبيل القديم في هذه الفترة من الزمن، أصبح غير ملائم وغير صالح، فغيروا التكتيك بفجأة، فقاموا بانعطاف مفاجئ، فاتحين بلادهم للرأسماليين الأجانب، مع الإبقاء على المصانع والمزارع مؤممة.
هذا، ونرى أن المؤتمر الثاني والعشرين المنعقد في تشرين أول 1961 في الكرملين في موسكو، كان قد رسم الصورة الواضحة الأولى للبيروسترويكا حسب رؤيتهم في ذلك الوقت:
– فقد اتخذ قراراً بالتنازل، عند الضرورة، عن النظام الفيدرالي (أي سنة 1961) للاتحاد السوفياتي والاستعاضة عنه بدولة اتحادية واحدة ذات قوميات كثيرة، وهذا ما حدث بعد عام ١٩٩٠.
وطبعاً تطورت النظرة في الثمانينات عنها في أول الستينات، مع تطور الظروف الداخلية في الاتحاد السوفياتي والخارجية.
▪والنتيجة أن الشيوعية لم تنته كما يظن الغافلون والحالمون، وإنما هو أسلوب جديد قديم، أسلوب عنوانه “يجب أن ننبثق من خصوصيات المجتمع” (أي نتظاهر بتبنّي ثقافة المجتمع) ومن هذا الانبثاق: المناداة بالإسلام في المجتمعات الإسلامية، ويحضرني هنا قول القائل (كم يخيفني الشيطان عندما يأتي ذاكراً اسم الله). ومثل ذلك تبني الثقافة الكونفوشيوسية في الصين، والمذهب الأرثوذكسي في روسيا، فهذا ليس خروج من الشيوعية، ولكنه تكتيك لخدمتها.
▪إن مقولة “انتهت الماركسية” جعلت الماركسيين (شيوعيين وبعثيين وغيرهم) يأخذون حريتهم الكاملة بالتحرك بين الجماهير الذين صاروا بسبب هذه الدعاية، يعتقدون أن الماركسية انتهت، وبذلك يقبلون ما يسمعونه من الماركسيين وعنهم دون ذلك الحاجز النفسي الذي كان يقف عقبة أمام قبول أقوال الماركسيين أو سماعها. انتهى.
نصوص لينين وما بعدها منقوله عن كتاب، (قتلوا من المسلمين مئات الملايين..!!).
عدنان الصوص
١٥/٣/٢٠٢٢