خباثة الخدع الروسية لاحتلال أوكرانيا

الفرق بين تصريحات كل من… زعماء روسيا الشيوعية، وأمريكا هي أنه حين يقول الرئيس الروسي بوتين بأن أمريكا تحاول استدراج روسيا للحرب في أوكرانيا،،، فإن هذه العبارة ليست صدفة، أو عادية أو مجرّد اتهام سيضحك منه العالم.

بل هي عبارة مُنتقاة، خرجت من قاموس الحرب الثورية الشيوعية، أو ما يسمى الحرب النفسية أو علم الاجتماع النفسي، أو علم الأجيبرو وهو علم خاص بتوجيه الشعوب وتحريكها لصالح الشيوعية.

هذا العلم سبقت الشيوعية العالم كله في تدرىيسه لاعضائها وخاصة ال ( كي جي بي)، وفي اعتقادي أن هذا العلم له صلة وثيقة بعلم الجاسوسية اليهودية الذي زاد عمره عن ٢٠٠٠ عام.

كلمة بوتين هذه المذكورة اعلاه تحضير لما قبل الحرب من ضرورة تحييد الرأي العام و/أو كسبه لجهة الروس في المعركة القادمة التي تحضّر لها روسيا في اوكرانيا.

هذه الكلمة سنسمعها غدا على كل لسان بين شعوب كل من بلاد العرب والغرب معاً، كما سمعنا مثلها حين غزت الشيوعية افغانستان عسكريا عام ١٩٧٩، حيث قيل وقتئذ ولا زلنا نسمعها، أن الشيوعية غزت افغانستان بحبل ريجان. ونسينا العقيدة الشيوعية القائمة على الدجل و تسخير الشعوب ونهب ثرواتهم من خلال الارهاب والهيمنة والتوسع وقمع الحريات. بل نسينا علاقة الشيوعية بالصهيونية.

هل تعلم أيضاً أن… إيران الخمينية هي المطرقة الروسية ١٠٠%

بالتالي:
حيث توسعت إيران في أرض العرب والمسلمين يعني ذلك توسع روسيا فينا.
الغريب أن هذه الحقيقة مطموسة في الإعلام، ولو أظهرها وكررها لتقررت في الأذهان.

لذا، لا يرى الناس إلا التوسع الروسي في مناطق النزاع مع الغرب كون الغرب يتألّم منه، ويُحمّل روسيا المسؤولية وينشط الاعلام الغربي في ذكره، كاحتلال الروس لشبه جزيرة القرم، ونواياها الحالية الواضحة لاحتلال أوكرانيا.
لذا تجد الغرب قد تداعى وعقد جلسة لمجلس الأمن لبحث تداعيات احتمال غزو روسيا لأوكرانيا والواجب فعله حياله.
وغفل الغرب في ذلك عن مسألتين:

الاولى:
أن الحكومة الأوكرانية الحالية لا تتمتع بالاستقلال الكامل عن روسيا، فلا زالت روسيا تعشعش في أحشائها، وهذا سيسهّل عليها عملية الاحتلال العسكري لأوكرانيا، ولعلّ روسيا وجدت نفسها قادرة حالياً على التخلّي عن سياسة الاختراق والهمينة الناعمة تجاه أوكرانيا، مقابل السعي لضمّ أوكرانيا عسكرياً.

الثانية:
غفل الغرب أن الروس قادرون على إيجاد أمر واقع غداً يجعلهم يقبلون قيام روسيا باحتلال أوكرانيا، كما فعلت روسيا في سوريا، فأكلوا الطعم الروسي. أي انها جاءت لمحاربة داعش.

بالتالي:
فمن المتوقع أن تتخطى الدبلوماسية والدهاء، بل الغدر الروسي كل محاولات الغرب لثنيها عن احتلال أوكرانيا أو فرض عقوبات على بوتين.

وقد سبق أن كتبت شواهد من التاريخ الروسي الشيوعي التوسعي ما يدل على هذا الدهاء الذي به توسعت روسيا في اوروبا وغيره في غفلة او بسبب جهل أو تواطؤ من رجال روسيا في داخل المؤسسات الغربية.
والله أعلم.

عدنان الصوص
١/٢/٢٠٢٢

Scroll to Top