سبعين عاماً على سقوط رؤية حزب التحرير

لا حلّ إلا بإقامة (الخلافة وتنصيب الخليفة)، هي دعوى أطلقها حزب التحرير الإسلامي قديماً، ولا يكون ذلك – من وجهة نظرهم – إلا على أنقاض الانظمة الجاهلية البرجوازية المتأسلمة القائمة…. هذه الدعوى العريضة أشبه ما تكون بدعوى الماركسية، القائلة بأنه (لا حلّ للانسانية والفقر والفقراء إلا بدكّ الأنظمة الرأسمالية بمطرقة الشيوعية).

▪الدعوى الأولى (دعوة حزب التحرير) قدمت مشروع الخلاص للأمة الاسلامية من التخلف والتبعية وفق منهج ووعي سياسي مُحدّد تبنّته في كتبها كحقائق لا ريب فيها، ومنذ حوالي ٧٠ سنة مضت، وكانت قد وعدت الأمة بالتحرّر والتحرير من ربقة الجاهلية خلال ١٣ عاماً، ثم مددت المدة الى ٣٠ عاماً، وقد مضت الآن سبعة عقود ولم تتحقق رؤيتهم. فلا الإسلام نصروا ولا الأنظمة الجاهلية من من وجهة نظرهم كسروا.

▪والدعوى الثانية (الدعوة الماركسية) فقد مرّت بنفس السيناريو والمراحل، وأخفقت في تحقيق نظرية ماركس في دكّ الأنظمة الرأسمالية، وفشلت في تحقيق النظرية المادية الجدلية والتاريخية، فلم تقم لهم ولا للناس إلى الآن الطوباوية الشيوعية أو ما أطلقوا عليه بـ (جنّة لينين في الأرض) على أرض الواقع. وكانت الشيوعية من جهتها تقوم بتعديلات على قوانين لينين كل حين بحسب مقتضيات المرحلة، وذلك لأجل الوصول الى صيغة تحقق لهم صدق النظرية الماركسية. ولكن في النهاية، لا الفقراء نصروا، ولا الرأسمالية بحسب نظريتهم كسروا.

فإذا علمت بأن الوعي السياسي لحزب التحرير متأثر جداً بالنظرية المادية والتاريخية الماركسية الى حدّ كبير، وذلك بسبب خلفية مؤسس الحزب وتأثره بالقومية العربية اليسارية السائدة في زمانه والتي لا تزال قائمة الى اليوم، زال عنك العجب.

وللأدلة على هذا انصح بقراءة كتابي:

حزب التحرير الاسلامي والتضليل السياسي
ففي أبوابه من الادلة النظرية والعملية على تأثر الحزب بالماركسية.

عدنان الصوص
٣/١/٢٠٢٢

سبعين عاماً على سقوط رؤية حزب التحرير
تمرير للأعلى