السعودية بين النفاق الشيوعي والتخاذل الأمريكي

▪نعم لوحظ منذ سنوات مضت توترات في العلاقة السعودية الأمريكية كان سببها اختلاف المواقف في عدد من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة، وعلى رأسها حرب اليمن التي يقودها تحالف الحزم بقيادة السعودية ضد إيران والحوثيين، وصفقة القرن التي رعتها ووقعتها إدارة ترامب لصالح الاحتلال، وملفات إيران والعراق وسوريا، وأخيرا تداعيات الإنسحاب الامريكي الكيفي من أفغانستان…

▪سبق للأمريكان من جهتهم ولأسباب معلومة لدى المحللين والمراقبين، خذلان حلفائهم في السياسة وفي السلاح ضد الإرهاب والتطرف وضد الشيوعية وايران، كما فعلت مع شاه إيران، ومع الرئيس مبارك، وكما فعلت في العراق وسوريا وأخيرا في أفغانستان.

▪لاحظت السعودية كغيرها تقلّبات السياسة الأمريكية هذه فعمدت الى عقد اتفاقيات على مختلف المستويات مع الروس والصين الشيوعية (الشرق)، ولعل ما دفعها لذلك كأحد الأسباب الرئيسة وتحسباً للانقلاب الأمريكي على حلفائها، هو التنويع في مصادر السلاح والتكنولوجيا أخذا بسياسة (الاحتياط للجائز حزم).

▪وعليه لا بد هنا من وقفة تاريخية واخرى مستقبلية:
☆ اما التاريخية تتلخص بغدر الشيوعيين لحلفائهم وقت [الزنقة] أو الضرورة أثناء الحروب. فقد منع السوفييت عن حليفهم الرئيس السادات – قبل تدهور العلاقات – ما طلبه من أسلحة وعتاد لمحاربة إسرائيل عام ١٩٧٣، بل أوقفت الاتفاقيات العسكرية وقطع الغيار التي كان عبد الناصر قد ابرمها مع السوفييت.
☆ أما المستقبلية، ففي حال وصل التدهور المُفتعل في العلاقات السعودية الأمريكية سواء كان ذلك بتخطيط خارجي أم داخلي أم خارجي وداخلي معاً لدرجة إعلان الحرب بين البلدين، وكانت السعودية قد وثقت بالاتفاقيات الشيوعية وبتنفيذها وقت الحاجة والضرورة واعتمدت عليها لكسب المعركة، حينها ستنكث الكتلة الشيوعية باتفاقياتها العسكرية والاقتصادية وبكل ما تتطلب الحاجة إليه اثناء المعركة ضد أمريكا. بالتالي ستكون النهاية للنظام السعودي بأسرع ما يمكن..

قال تعالى عن المنافقين:
(لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَنَ) [التوبة:47].

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلً).
فالحذر الحذر، فربّ زلة واحدة تُنهي الأمر.

عدنان الصوص
١٠/٩/٢٠٢١

Scroll to Top